أهم الاخبارتقارير ودراسات

أوكرانيا سوريا غزة: زحام مفاوضات وتسويات.. وحماس في قلب العاصفة بانتظار جديد ويتكوف بعد تنحية “الفيتو”

المسار الاخباري: من الواضح في “قياسات” المطبخ السياسي لحركة حماس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح مستشاره ومبعوثه ستيف ويتكوف حرية التحرك باتجاه اختبار ترتيبات تتعلق بـ”صفقة أكبر” تُطرح حاليا على الطاولة بخصوص الحرب في غزة. يأتي ذلك بالتوازي مع إطلاق منصة للحوار الأمريكي-الأوكراني، التي تزامنت مع مفاوضات بين كييف وموسكو، إلى جانب ترتيبات تتعلق بالملف الداخلي السوري.

من الواضح لقيادات حركة حماس المعنية بالملف السياسي، وسط هذا الزحام في محاولات “فرض التسويات بالقوة الضاغطة”، وجود مسألتين أساسيتين.

الأولى تتمثل في أن مناخ “التسوية الشاملة” الذي تسعى الإدارة الأمريكية حاليا لفرضه على جميع الأطراف يتضمن، فيما يتعلق بملف قطاع غزة تحديدًا، “فرصة ممكنة” لاختبار المشاركة فيها، خاصة في ظل “مناكفة” واشنطن لليمين الإسرائيلي وإجرائها جولة مفاوضات مباشرة مع حركة حماس الأسبوع الماضي.

والمسألة الثانية، وفقا لما سمعته “القدس العربي” مباشرة من أحد القياديين الأساسيين في طاقم حماس، هي أن الرئيس ترامب يبدو “جديا” أو أكثر “جدية” من سلفه جو بايدن في ملف “وقف الحرب”، مع الإبقاء على كل المؤشرات التي تؤكد أنه يظل “داعمًا قويًا” لإسرائيل في جميع الأحوال.

طرحت رموز المطبخ السياسي لحركة حماس على نفسها، في وقت مبكر، السؤال التالي: ما هي الخطوة الأكثر حكمة؟ وكيف ينبغي التعامل مع “زحام المبادرات” وعاصفة المفاوضات التي تجتاح الإقليم؟.

أعقب هذا التساؤل سلسلة من “الاتصالات والاستشعارات” مع الوسطاء الأساسيين في مصر وقطر، والأهم مع الجانب التركي. فقد جرت مشاورات خاصة قبل عدة أيام انتهت ببلورة تصور مشترك مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي أبلغ بدوره حركة حماس بأن بلاده تؤيد الانطباع القائل إن دورها في “تسوية الملف السوري” وحسم التجاذبات عقب “أحداث الساحل” قد يُشكل “فرصة وضمانة” لتعزيز التقارب مع إدارة الرئيس ترامب، وبالتالي تجنب سيناريوهات يفرضها اليمين الإسرائيلي حصريًا في كل من سوريا وغزة.

ألمح الوزير فيدان إلى أن من الأفضل ربط ملف غزة بسياق أوسع، وهو الوضع السوري. هذه فكرة جديدة برزت على هامش نقاشات وجدالات “عاصفة التفاوض” التي دفعت القيادة الأوكرانية مرة أخرى في الاتجاه الأمريكي عبر رافعة سعودية، وجلبت الأكراد السوريين إلى أحضان “اتفاقية الاندماج” مع الرئيس أحمد ألشرع.

لذلك، تبدو خيارات حركة حماس، ومع تمسكها بخطاب الثوابت، قابلة للتدوير حاليا في سياق “زوايا ضيقة” نسبيا، لكنها تفتح “فرصا محتملة” بدأت تتشكل بالفعل مع “اللقاء المفيد” الذي جرى مع مبعوث ترامب الدبلوماسي آدم بولر. فيما التوضيحات التي وصل بعضها إلى “القدس العربي” مؤخرا على لسان القيادي في حركة حماس، الدكتور موسى أبو مرزوق، تفيد بأن “قبول الجلوس على طاولة التفاوض” مع الأمريكيين أو غيرهم يعني ضمنا أن “جميع الملفات والأوراق” ستكون معروضة، إن لم تكن من قبل المقاومة، فبالتأكيد من الأطراف الأخرى، بما في ذلك ملف “سلاح المقاومة”.

عمليا، وعلى هذا الأساس، طورت حركة حماس في الساعات القليلة الماضية “آلية تكتيكية” حظيت بغطاء من “الإطار التنفيذي” لمجلس الشورى، وهو أعلى مؤسسة مرجعية في الحركة. وتتمثل هذه الآلية في المشاركة في “حالة التفاوض” التي تجتاح الإقليم، مع إظهار قدر من المرونة التفاعلية تجاه المقترحات المطروحة أو التي قد يطرحها الأمريكيون قريبا، سواء عبر الوسطاء أو حتى بصيغة مباشرة.

هنا، تسعى حركة حماس إلى إزالة أو تنحية “الفيتو” الذي كان قائمًا أمام التفاوض والتفاعل مع الأمريكيين أو غيرهم. لكن، يبقى تفويض مجلس الشورى مُصرا على العبارة “دون تنازل عن الثوابت”، التي تم تعريفها بوضوح طوال الوقت، إلى جانب مساحات من المرونة التي توفرها مقولة: “وقف الحرب مصلحة أساسية لشعبنا”.

التوقع السياسي يشير إلى أن حركة حماس بصدد اتخاذ قرارات مستجدة بناءً على احتياجات الإشتباك الميداني في ظل زحام المفاوضات ومناخ “التسويات”. حيث يتمثل القرار الذاتي في عدم وجود “ما تخسره المقاومة” من الجلوس والتحدث مع “أي طرف”، طالما أن لديها الحق في استخدام “الفيتو” على الثوابت والأساسيات.

إلى أين ستصل هذه التفاعلات؟ سؤال يصعب الإجابة عليه قبل انتظار نتائج “زيارة المبعوث ويتكوف” للمنطقة، التي يُفترض أنها بدأت يوم الثلاثاء.