
ادعى مسؤول سياسي إسرائيلي اليوم، الأربعاء، أن إعلان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، عن مفاوضات مع لبنان حول الحدود البرية بين الجانبين، هو جزء من “خطة واسعة وشاملة” وأن إسرائيل معنية بالتوصل إلى “تطبيع علاقات مع لبنان”.
وزعم المسؤول نفسه، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، أن “سياسة رئيس الحكومة قد غيرت الشرق الأوسط، ونحن نريد مواصلة الزخم والتوصل إلى تطبيع علاقات مع لبنان. ونحن والأميركيين نعتقد أن هذا ممكن بعد التغييرات التي حدثت في لبنان. ومثلما توجد للبنان مطالب بخصوص الحدود، فإنه يوجد لدينا أيضا مطالب وسنبحث في هذه الأمور”.
وتعتبر إسرائيل أن حزب الله بات ضعيفا وليس مؤثرا في الساحة الداخلية اللبنانية بعد الحرب والدمار الكبير الذي ألحقته إسرائيل في لبنان واستشهاد آلاف اللبنانيين، وأنها سوية مع الولايات المتحدة ودول أخرى قد نجحت في تنصيب الرئيس اللبناني جوزيف عون، لكن المشهد اللبناني يبدو مختلفا عن الادعاءات الإسرائيلية إلى جانب دعم شعبي واسع لحزب الله الذي تجلى خلال جنازة أمينه العام، حسن نصر الله.
وحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أمس، فإن لقاء عُقد في الناقورة بمشاركة مندوبين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان، وأن هذا اللقاء “عُقد بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة نية حسنة تجاه الرئيس اللبناني الجديد، وافقت إسرائيل على الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين”، لكنها أفرجت أمس عن أربعة لبنانيين ومقاتل من حزب الله، وقالت إن الأسير اللبناني الخامس سيُحرر في وقت لاحق.
وتدعي إسرائيل بأنها معنية “بتطبيع علاقات مع لبنان”، رغم أنها خرقت اتفاق وقف إطلاق النار برفضها الانسحاب من خمسة مواقع محتلة في جنوب لبنان وقريبة من الحدود وإبقاء قوات فيها، بادعاء أنها تمنع هجمات من لبنان على مناطق إسرائيلية، كما أن إسرائيل رفضت التحدث حتى الآن عن انسحابها من مناطق لبنانية محتلة، مثل مزارع شبعا.
وجاء في بيان مكتب نتنياهو، أمس، أنه “تم الاتفاق في إطار اللقاء (في الناقورة) على تشكيل ثلاث مجموعات عمل مشتركة، هدفها استقرار المنطقة والتركيز على المواضيع التالية: النقاط الخمس التي تسيطر عليها إسرائيل في جنوب لبنان؛ مداولات حول موضوع الخط الأزرق ونقاط لا تزال مختلف حولها؛ وموضوع المعتقلين اللبنانيين المحتجزين في إسرائيل”.
وحسب المسؤول السياسي الإسرائيلي الذي تحدث اليوم، فإن “المحادثات في الناقورة جرت مع مندوب عن الجيش الإسرائيلي، لكن الاتفاق هو أن المحادثات المقبلة ستكون من مندوب سياسي – دبلوماسي إسرائيلي. وهذا تقدم دراماتيكي”.
وادعى أنه “بالنسبة لرئيس لبنان الجديد، فإن هذا أمر يصعب تمريره في السياسة اللبنانية، ولذلك حررنا خمسة معتقلين لبنانيين كي يتمكن (عون) من القول إلى جمهوره إنه ’أحضرت خمسة معتقلين من دون إطلاق رصاصة واحدة’، خلافا للمقاومة التي دمرت لبنان. والهدف (من هذا العناق الإسرائيلي المزعوم) هو تعزيز الرئيس مقابل حزب الله وأمل اللذان يعارضان عون وانطلاقا من التطلع إلى التوصل إلى تطبيع علاقات مع لبنان. هذا هو الطموح، ولذلك شكلنا مجموعات عمل وسنواصل المحادثات”.
واعتبر المسؤول السياسي الإسرائيلي أنه “نقلنا الحوار إلى محادثات يجريها مسؤول دبلوماسي. وهذه خطوة أولى لاعتراف لبناني بإسرائيل، وهذه مسألة دراماتيكية. كما أن البيان الذي أصدره الأميركيون يقضي بأن المحادثات المقبلة ستكون دبلوماسية، ونحن نساعد الرئيس اللبناني في ابتلاع هذه المسألة وتمرير ذلك بأسهل شكل ممكن”.
وتابع المسؤول الإسرائيلي أنه “مثلما توجد للبنان مطالب إقليمية عند الحدود، فلدينا مطالب أيضا. وهذا لا يعني أننا سننسحب أوتوماتيكيا ونوافق على أي مطلب لبناني. وسنطالب نحن أيضا بأمور بموجب المصلحة القومية الأمنية الإسرائيلية انطلاقا من رؤية متيقظة بأن حزب الله لا يزال جزءا من لبنان، رغم أننا أضعفناه ووجهنا له ضربات كبيرة. وأي تقدم في المحادثات سيكون من خلال رؤية واسعة للميزات والنواقص”.