
المسار الاخباري : شهد حي شارنهورست في مدينة دورتموند حادثة مثيرة للجدل انتهت بمقتل رجل من أصول تونسية بعد أن أطلق أحد عناصر الشرطة النار عليه خلال تدخل أمني اليوم الجمعة. ولا يزال الحادث يثير تساؤلات كثيرة حول ملابساته، خاصة بعد ورود تقارير تفيد بأن الرجل كان يحمل سلاحا حادا أثناء محاولات إنقاذه.
بحسب بيان الشرطة، بدأت الواقعة عندما استُدعيت القوات الأمنية لدعم رجال الإطفاء الذين كانوا في مهمة ميدانية. توجهت عناصر الشرطة إلى شارع “فامبيلر هولتس” في شارنهورست، بعد تلقي بلاغ عن وجود شخص يقوم بأعمال شغب ويثير الفوضى. وبينما كان رجال الإنقاذ يحاولون التعامل معه، أفادت مصادر إعلامية بأن الرجل، وهو تونسي الجنسية، قام بسحب سكين، مما دفع أحد رجال الشرطة إلى إطلاق النار عليه.
إطلاق نار في لحظات
أصابت الطلقات النارية الرجل بجروح خطيرة، مما استدعى تدخل فرق الإسعاف التي حاولت إنقاذه على الفور. ورغم الجهود المبذولة، تم إعلان وفاته في موقع الحادث.
صرّح متحدث باسم الشرطة قائلًا: “في سياق العملية الأمنية، تم استخدام السلاح الناري، مما أسفر عن إصابة الرجل بجروح بالغة، وتوفي لاحقًا متأثرًا بإصابته”.
وأظهرت الصور التي التُقطت من موقع الحادث وجود مروحية إنقاذ، إلى جانب انتشار مكثف لقوات الأمن في المنطقة، بحسب ما نشرت صحيفة بيلد الألمانية.
حتى اللحظة، لم تصدر الشرطة تفاصيل إضافية حول عدد الطلقات التي أُطلقت أو الظروف الدقيقة التي دفعت الضابط لاستخدام سلاحه. وبسبب حساسية القضية، أوكلت الشرطة التحقيق إلى وحدة خاصة تابعة لشرطة ركلينغهاوزن، لضمان الشفافية في البحث عن ملابسات الحادث.
مخاوف أمنية
تعيد الحادثة إلى الأذهان سلسلة من الوقائع المشابهة التي شهدتها ألمانيا مؤخرًا. ففي العام الماضي، قُتل رجل مشرد في دورتموند خلال تدخل للشرطة، حيث أُطلقت عليه النيران في ظروف مشابهة. وقد أثارت هذه الحوادث المتكررة انتقادات واسعة حول استخدام الشرطة القوة المفرطة، وسط مطالبات بمراجعة معايير استخدام الأسلحة النارية خلال التدخلات الأمنية. يثير الحادث تساؤلات حول البروتوكولات التي تتبعها الشرطة في مثل هذه الحالات. ففي العديد من الدول، تُستخدم أسلحة غير قاتلة مثل المسدسات الكهربائية لنزع فتيل المواجهات، لكن يبدو أن هذا الخيار لم يكن مطروحًا هنا. كما أن السرعة التي تحولت بها المواجهة إلى إطلاق نار تشير إلى أن الوضع خرج عن السيطرة بسرعة.