
المسار الإخباري :يستقبل الفلسطينيون في الضفة الغربية عيد الفطر هذا العام وسط أجواء قاتمة تطغى عليها تداعيات العدوان المستمر على غزة، وتكثيف الاحتلال لعملياته العسكرية في مدن الضفة، مما أدى إلى موجات نزوح قسري، واعتقالات متزايدة، وأزمة اقتصادية خانقة، ما جعل العيد يفقد بريقه المعتاد.
نزوح ومعاناة مستمرة
في مخيم طولكرم، اضطر حازم فتحي (33 عامًا) وعائلته المكونة من زوجته وأطفاله الأربعة إلى مغادرة منزلهم بعد أن أمهلهم الاحتلال ساعات فقط لإخلائه. انتقلت الأسرة إلى سكن مؤقت في بلدة عنبتا المجاورة، بينما تفرق بقية أفراد عائلته في مناطق أخرى. يقول حازم: “العيد جائزة للصائم، لكنه لا يبدو عيدًا في ظل هذا النزوح والتشريد”.
وفي مخيم الفارعة جنوب طوباس، يعيش محمد عايدي (48 عامًا) مع عائلته في غرفتين فقط من منزله المدمر بعد أن اجتاحه الاحتلال، ودمر جدرانه، وعطل شبكات الكهرباء والمياه، مما أجبر الكثيرين على البحث عن مأوى مؤقت. يقول محمد: “الفرحة غائبة عن هذا العيد، ونحن نحاول فقط البقاء على قيد الحياة وسط الدمار”.
الاعتقالات تغيب الفرحة عن العائلات
الاعتقالات الإسرائيلية المتواصلة زادت من الألم، حيث تعيش أماني غانم، زوجة الأسير معتصم، عيدها الثالث بدون زوجها الذي يقبع في سجون الاحتلال رهن الاعتقال الإداري. تحاول جاهدة أن تبقي الأجواء طبيعية لطفلتيها التوأمين، لكن غياب الأب يجعل العيد ناقصًا. تقول أماني: “لا يوجد أي خبر عنه، ولا حتى السماح بزيارته، ابنتاي تكبران ويدركان أكثر فأكثر معنى أن يكون والدهما مغيبًا خلف القضبان”.
ركود اقتصادي غير مسبوق
إلى جانب النزوح والاعتقالات، تعاني الضفة الغربية من أزمة اقتصادية غير مسبوقة. الأسواق شبه خالية، والتجار مترددون في شراء بضائع جديدة بسبب ضعف الإقبال. يقول أحد تجار نابلس: “اعتدنا أن تكون الأيام الأخيرة من رمضان ذروة التسوق، لكن الحركة شبه متوقفة، لا أحد لديه القدرة على الاحتفال أو الإنفاق”.
من جهتها، أكدت الموظفة الحكومية نادية عفانة من قلقيلية أن تأخير صرف الرواتب زاد الأوضاع سوءًا، قائلة: “غزة تحترق ولا أحد يستطيع الاحتفال بالعيد في ظل هذه الظروف، لكن حتى لو أراد البعض شراء حاجيات العيد، فإن تأخر الرواتب جعل الأمر مستحيلًا”.
عيد بلا فرح تحت الاحتلال
رغم المعاناة، يحاول الفلسطينيون في الضفة الحفاظ على تقاليد العيد، لكن الفرح يبقى غائبًا. فالدمار في غزة مستمر، والاعتقالات في الضفة لا تتوقف، والظروف الاقتصادية تزيد من صعوبة الحياة اليومية، ليبقى العيد هذا العام مجرد ذكرى من الماضي.