عربيفلسطيني

المغرب: حراك طلابي يؤدي إلى إلغاء نشاط تطبيعي وأطقم طبية تنظم تظاهرات تضامنية مع غزة

وجّه المحامي والحقوقي خالد السفياني نداء إلى العاهل المغربي محمد السادس، من أجل وقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يرتكب حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ونقل موقع “ذا فويس” عن السفياني، رئيس لجنة المتابعة للمؤتمر العربي العام، قوله في مؤتمر صحافي: “أناشد كل المسؤولين، بمن فيهم ملك البلاد، الذي يرأس لجنة القدس، من أجل وقف التطبيع”.

ولليوم الرابع على التوالي، خاض الطلبة الجامعيون في جامعة “ابن زهر” في مدينة أغادير إضرابًا احتجاجيًا تضامنيًا مع الشعب الفلسطيني، ورفع طلبة كلية العلوم القانونية والاقتصادية في أيت ملول شعارات منددة بحرب الإبادة ومطالبة بوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ووجهت “بي دي إس المغرب” وهي حركة للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، تحية عالية إلى كل من ساهم في إفشال نشاط وصف بـ “التطبيعي”.

وعلقت الحركة المذكورة على قرار إدارة معهد البستنة في مدينة أغادير التابع لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، إلغاء نشاط تكويني بشراكة مع “منظمة صهيونية” تدعى “CultivAid Israel”، بالدعوة “إلى مواصلة التعبئة واليقظة، والتشبث بموقف الرفض الكامل لكل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال، ثقافيا، أكاديميا، علميا أو اقتصاديا، حتى إسقاطه كليا، وفاء لقضيتنا الفلسطينية ولتاريخنا النضالي”.

وشددت الحركة في بيان اطلعت “القدس العربي” عليه، على أن “المعركة مستمرة، والرهان كبير على الوعي الطلابي والنقابي في إسقاط كل أشكال التطبيع وبناء جدار صد يحمي الجامعة المغربية من الاختراق الصهيوني”، وذلك بعد اضطرار إدارة المعهد إلى إلغاء نشاط تكويني كان سيستمر طيلة أربعة أيام، بعد احتجاجات واسعة للطلبة رفضا للتطبيع.

وشهد فرع المعهد في أغادير موجة من الاحتجاجات قادها طلبة وأساتذة ونقابات لمناهضة التطبيع والوقوف ضد الإدارة حتى تلغي النشاط التكويني الذي كان من المقرر أن يحتضنه معهد البستنة ما بين سابع وعاشر نيسان/ أبريل الحالي.

ووصفت “بي دي إس المغرب” الخطوة بـ “انتصار الحراك الطلابي والأكاديمي”، و”لإرادة الأحرار” كما أنها امتداد “لحراك وطني واسع ضد التطبيع مع العدو” و”صرخة من الجامعة ضد الاختراق الصهيوني”.

وحسب البيان، فقد “جاء هذا الإلغاء نتيجة ضغط طلابي وأكاديمي ونقابي ومجتمعي متواصل، تُوّج بتحركات واعية ورافضة لمظاهر الاختراق الصهيوني للجامعة المغربية، التي عبرت عن رفضها القاطع لأي علاقة مع دولة الاحتلال، خاصة في ظل تصاعد جرائم الحرب المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني”.

وترى الحركة أن “هذا الانتصار صرخة واضحة من داخل الجامعة المغربية تؤكد أن التطبيع لا مكان له في مؤسسات التعليم والتكوين، وأن الطلبة ومعهم الجسم الأكاديمي والتربوي ما زالوا على العهد، أوفياء لنبض الشعب المغربي الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع والاختراق الصهيوني، خاصة في قطاع حيوي كالفلاحة الذي يراهن عليه في السيادة الغذائية والتنمية” في المغرب.

وأعاد الموضوع إلى الواجهة مخاطر التطبيع الأكاديمي، وأثار تساؤلات حول خلفيات الشراكات مع مؤسسات إسرائيلية. وفي هذا الصدد، أعرب محمد الناجي، أستاذ باحث بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وعضو النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي، عن رفضه القاطع لهذا النوع من المبادرات، محذراً من “تداعياتها على الأمن الغذائي والسيادة الوطنية”، ومعتبراً إياها “جزءاً من محاولة اختراق ممنهجة للنسيج الأكاديمي والزراعي المغربي”، وفق ما جاء في تصريح لموقع “ذا فويس” المغربي.

في سياق متصل، شهدت مدينة الناظور (شمال شرق)، الخميس، مسيرة شعبية حاشدة بدعوة من “فصيل الطلبة القاعديين” ضمن “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”، دعماً لغزة وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي. وشارك في التظاهرة طلبة الكلية متعددة التخصصات وهيئات تقدمية ونقابية، رافعين شعارات ضد العدوان والتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومؤكدين على استمرار دعم الشعب المغربي للقضية الفلسطينية.

وشهد مستشفى الرازي في مدينة مراكش (وسط البلاد)، الخميس، وقفة احتجاجية شارك فيها عدد من الأطباء والممرضين الذين نددوا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وطالبوا بحماية الأطقم الطبية الفلسطينية.

الوقفة التي دعت إليها “التنسيقية المغربية أطباء من أجل فلسطين”، عرفت مشاركة المئات من الأطقم الطبية، مرتدين الملابس البيضاء ورافعين شعارات تندد بالعدوان الإسرائيلي على المستشفيات واستهداف الاطقم الطبية والمدنيين العزل في غزة.

وحملت لافتة ضخمة شعارا يؤكد أن “التنسيقية المغربية أطباء من أجل فلسطين، تستنكر الجرائم الصهيونية بحق المستشفيات والطواقم الصحية والمدنيين العزل”، كما صدحت حناجرهم بشعار “اليد باليد، فلسطين قوية، وفيها نهزم أعادي، أعادي الحرية”، و”غزة رمز العزة”.

ووجه المشاركون التحية إلى الأطقم الطبية الفلسطينية في غزة على تضحياتهم أثناء إسعاف الجرحى والمرضى رغم ظروف القصف ونقص الإمكانيات.

كما شهد المستشفى الجامعي لمدينة طنجة (شمال البلاد)، الخميس، مسيرة داعمة لغزة من تنظيم “التنسيقية المغربية أطباء من أجل فلسطين فرع طنجة” ومكتب طلبة الطب والصيدلة بطنجة وجمعية طلبة معهد التمريض وتقنيات الصحة.