دوليفلسطيني

رسالة من “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية” إلى الأحزاب السياسية والأطر المجتمعية العالمية … صمت العالم وعجزه عن وقف حرب الإبادة في قطاع غزة، وصمة عار في جبين الإنسانية

المسار : في اطار التواصل مع قوى الحركة الشعبية والرسمية العالمية حول استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه، بعثت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” برسالة الى الاحزاب العالمية حول حيثيات وأسباب رفض الحكومة الاسرائيلية بزعامة نتنياهو لمساعي وقف اطلاق النار في قطاع غزه. ومما جاء في الرسالة:

منذ الاسابيع الاولى للعدوان على قطاع غزه، كان واضحا ان الاهداف الحقيقية للفاشية الصهيونية في اسرائيل هي مواصلة الحرب لسنوات لأطول فترة ممكنة، في محاولة من نتنياهو لحماية مستقبله وضمان عدم ملاحقته على المستويين الداخلي والخارجي. وليس سرا القول: ان تعطيل كل مساعي الوسطاء ومقترحاتهم لانهاء الحرب اصطدمت بجدار كبير من الرفض الاسرائيلي، لاعتبارات لها علاقة بحالة الابتزاز الدائمة في العلاقة بين مكونات الحكومة الاسرائيلية، التي تضع استمرار الحرب عنوانا لبقاءها داخل اطار الائتلاف الحكومي،

اليوم كافة دول العالم، بما فيها الحليفة لاسرائيل، اضافة الى الامم المتحدة وعشرات المؤسسات الدولية، كلها تدعو الى وقف حرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزه.. الا ان الطرف الوحيد الذي لا زال مصرا على مواصلة العدوان هو نتنياهو واركان حكومته الفاشية، بدعم واضح وصريح من الادارة الامريكية.. وإن عجز المجتمع الدولي عن التدخل، اعطى اسرائيل فرصة مواصلة الحرب، وان استئناف العدوان كان جزءا من عملية التفاوض بالنار في محاولة للضغط على فصائل المقاومة لخفض سقفها التفاوضي المتعلق بتمديد المرحلة الاولى من الاتفاق دون وقف الحرب.

ان ما يريده الاحتلال الاسرائيلي هو محاولة تحقيق ثلاثة في آن:

اولا: الضغط على المقاومة الفلسطينية، عسكريا وانسانيا، والسعي لأن تحقق اسرائيل ما عجزت عن تحقيقه بالقوة.

ثانيا: الانتقام من ابناء قطاع غزه الذين صمدوا في ارضهم، ورفضوا مخططات التهجير الجماعي.

ثالثا: محاولة سحب ورقة الاسرى من يد المقاومة، اي محاولة قتل جميع الاسرى الاسرائيليين وبشكل متعمد، اقتناعا من نتن ياهو انه بهذه الطريقة يجرد المقاومة من اوراق الضغط التي تمتلكها.

لكن رغم كل الاعيب وتكتيكات نتنياهو، فان فصائل المقاومة الفلسطينية ستبقى منفتحة على الحلول التي يطرحها الوسطاء، لأنها معنية بالتوصل الى صفقة تنهي العدوان والحرب، واذا كان الامريكي جاد بالتوصل الى صفقة كما يزعم، فالعنوان معروف وهو رئيس وزراء العدو. لكن لا يجب ان يفهم ولا للحظة ان مرونة فصائل للمقاومة ورغبتهم بالتوصل الى صفقة يعني التنازل عن الثوابت التي هي موضع اجماع كل الشعب الفلسطيني، وهي وقف الحرب والانسحاب والبرتوكول الانساني والاعمار واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين من المعتقلات الاسرائيلية، ورفض اي حديث حول ما يسمى “نزع سلاح المقاومة”، وغير ذلك فان المقاومة ليس امامها من خيارات سوى الصمود والمقاومة في الدفاع عن شعبها وارضها..

ان ما يؤكد مرونة المقاومة وسعيها الجدية للتوصل الى صفقة تنهي الحرب هو موافقتها على المقترح الذي قدمه الوسطاء في شهر (نيسان)، لكن من رفض هذا المقترح هو نتنياهو، الذي قدم شرطا جديدا هو عدم وقف الحرب الا بعد نزع سلاح المقاومة، وهو امر رفضته كافة فصائل المقاومة، لكونه يتجاوز كل الصيغ السابقة.. وهو ما يؤكد ايضا ان الاهداف الحقيقية لنتنياهو هو ليس اطلاق سراح الاسرى، كما يزعم، بل مواصلة الحرب لاطول فترة ممكنة، وتحديدا حتى عام 2026، تاريخ انتخابات الكنيست الاسرائيلي.. حتى لو كانت النتيجة استمرار حصار قطاع غزه واسر العالم الذي ما زال عاجزا او صامتا او شريكا في حرب الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزه..

اننا في “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، وإذ نقدر ونشكر كل جهد تقوم به دول العالم واطرها السياسية والحزبية والقضائية والبرلمانية والاعلامية والنقابية، فاننا ندعو احزاب العالم وكافة التيارات الشعبية العالمية الى مواصلة تحركاتها رفضا لاستمرار الحرب ومن اجل دفع الحكومات الغربية بشكل خاص الى ممارسة الضغوط على الاحتلال الاسرائيلي لوقف حربه والاستجابة لصوت العالم المجمع على وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب القوات الغازية من كافة اراضي القطاع وادخال المساعدات الانسانية وغير ذلك من عناوين اصبحت محل اجماع دولي.