عربيفي المواجهة

اليمن: تجدد المظاهرات التضامنية مع غزة وغارات أمريكية تستهدف أربع محافظات

المسار الاخباري : شهدتِ المُدن الرئيسية في المحافظات اليمنيّة الواقعة في مناطق سيطرة حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، أمس الجمعة، مظاهرات حاشدة تضامنًا مع غزة، ككل جمعة، منذ استئناف العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر.

كما شهدت مدينة سيئون في محافظة حضرموت (شرق)، في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا، «وقفة تضامنية حاشدة نظمها ملتقى أنصار غزة، وذلك تعبيرًا عن الدعم الشعبي لأهالي غزة وتنديدًا بجرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة بحق المدنيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023».

في الأثناء، جددت وزارة الخارجية في حكومة «أنصار الله»، أمس الجمعة، المطالبة «بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة» للتحقيق فيما اعتبرتها الجرائم الأمريكية بحق اليمن واليمنيين. وذلك في أول تعليق على اتهام أمريكي بأن صاروخًا لـ«أنصار الله» هو وراء الانفجار الذي وقع قرب موقع للتراث العالمي بصنعاء الأحد الماضي. واعتبر الحوثيون ذلك «محاولة أمريكية» للتنصل من جرائمها.

وعودًا للمستهل، رفع المتظاهرون، في مناطق سيطرة «أنصار الله»، العلمين اليمني والفلسطيني، وهتفوا بالشعارات المؤيدة للمقاومة والحق الفلسطيني في مواجهة المحتل، منددين بالدعم الأمريكي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. واحتشد في ميدان السبعين بصنعاء الآلاف من المتظاهرين في مسيرة ضخمة أكدت ثبات الموقف مع غزة، وإدانة استمرار العدوان الإسرائيلي.

وذكرت وسائل إعلام تابعة لـ«أنصار الله»(الحوثيون) أن «العاصمة صنعاء شهدت أمس الجمعة، مسيرة جماهيرية كبرى تحت شعار «ثابتون مع غزة رغم أنف الأمريكي وجرائمه» تأكيدًا على الاستمرار في مساندة ونصرة غزة والشعب الفلسطيني».

كما ذكرت وكالة سبأ بصنعاء «أن الجماهير أكدت على مواصلة الاستنفار والجهوزية والاستعداد الكامل لمواجهة تصعيد العدوان الأمريكي الهمجي على اليمن».

وشهدت المُدن الرئيسية في محافظات عمران، حجة، صعدة، الحديدة، المحويت، ذمار، البيضاء، إب، تعز، مأرب، والجوف وغيرها من المحافظات الواقعة كلها أو بعضها في مناطق سيطرة الحوثيين، مسيرات حاشدة وفق وسائل إعلام تابعة لـ «أنصار الله».

في مناطق نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، شهدت مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، أمس الجمعة، وقفة تضامنية حاشدة نظمها ملتقى أنصار غزة، وذلك تعبيرًا عن الدعم الشعبي لأهالي غزة، وتنديدًا بجرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة بحق المدنيين منذ السابع من اكتوبر 2023.

ورفع المشاركون في الوقفة، وفق وكالة الأنباء سبأ في نسختها الحكومية، «شعارات وهتافات مؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني، مؤكدين على وحدة الموقف الشعبي مع القضية الفلسطينية، ورفض العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة».

وشهدت الوقفة، وفق المصدر عينه، «لوحة استعراضية مؤثرة قدّمها الأطفال، عبّروا من خلالها عن معاناة أقرانهم في غزة، مستنكرين الجرائم الوحشية التي يتعرض لها الأطفال والنساء هناك في قطاع غزة».

وطالب المشاركون، في بيان، «المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية في وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني، والعمل الجاد من أجل حماية المدنيين في قطاع غزة».

في سياقٍ موازٍ، استأنفت المقاتلات الأمريكية ليل الخميس- الجمعة، غاراتها على مناطق متفرقة في أربع محافظات من المحافظات الواقعة في مناطق سيطرة حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، في سياق الاستهداف اليومي المتواصل منذ بدء الموجة الثانية من هذه الغارات في منتصف مارس/ آذار الماضي.

واستهدفت الغارات مناطق في محافظات صنعاء وعمران (شمال) والحُديدة (غرب) ومأرب (شمال شرق). وذكرت وكالة الأنباء سبأ بنسختها التابعة للحوثيين «أن العدوان الأمريكي شن، فجر أمس الجمعة، غارتين على مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء». وكان قد شن ليل الخميس غارات على مديريتي الحيمة الداخلية ومناخة بالمحافظة عينها.

كما ذكرت «أن العدوان الأمريكي عاود شن غاراته على محافظة الحديدة، واستهدف فجر أمس الجمعة بسلسلة غارات جزيرة كمران وبغارة مديرية الصليف».

كما شنت المقاتلات الأمريكية، فجر الجمعة، ست غارات على مديرية باجل بالمحافظة عينها.

في محافظة عمران، ذكر المصدر عينه أن «العدوان الأمريكي شن ليل الخميس غارتين على مديرية حرف سفيان». أما في محافظة مأرب، فشنت المقاتلات الأمريكية أربع غارات على مديرية مدغل.

في سياق متصل، جددت وزارة الخارجية في حكومة «أنصار الله»(الحوثيون)، أمس الجمعة، «مطالبتها بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في كافة الجرائم التي ارتكبتها أمريكا بحق اليمن واليمنيين»، طبقاً لبيان.

وقالت: «إن محاولة الولايات المتحدة الأمريكية البائسة التنصل من مسؤوليتها عن الجرائم التي ترتكبها في اليمن، تهدف للتغطية على عدوانها الآثم عليه وعلى جرائمها التي يندى لها جبين البشرية بحق المدنيين والأعيان المدنية، وكذا التغطية على فشلها الذريع في اليمن». وكانت الولايات المتحدة قد قالت، الخميس، إن الانفجار الذي وقع، الأحد، قرب موقع للتراث العالمي بصنعاء، في إشارة إلى حي وسوق فروة الشعبي بصنعاء، هو نتيجة صاروخ للحوثيين. وقال بيان وزارة الخارجية في حكومة «أنصار الله»، «إن العالم لم يعد ينطلي عليه التضليل والأكاذيب الأمريكية، وبات يعرف بأن أمريكا لديها سجل إجرامي في حقوق الإنسان، وأياديها ملطخة بدماء الأبرياء في كثير من أصقاع الأرض».

وذكر «أن أمريكا شنت منذ منتصف الشهر الماضي أكثر من 1200 غارة وقصف بحري تسببت في استشهاد وجرح مئات المدنيين وتدمير العديد من الأعيان المدنية من أحياء سكنية وموانئ ومرافق صحية وخزانات مياه ومواقع أثرية في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

وكانت وزارة الصحة في حكومة «أنصار الله»، أفادت، الإثنين، «بأن حصيلة ضحايا العدوان الأمريكي، مساء الأحد، على سوق وحي فروةفي مديرية شعوب بأمانة العاصمة ارتفعت إلى 12 شهيدًا و30 جريحًا».

أمريكيًا، قالت صحيفة «واشنطن بوست»، إن أعضاء في مجلس الشيوخ يدعون وزير الدفاع لتقديم تفسير بشأن مقتل مدنيين في غارات على الحوثيين في اليمن.

ووفقًا للصحيفة، «دعا ثلاثة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ وزير الدفاع، بيت هيغسيث، يوم الخميس، لتقديم تفسير لسقوط عشرات المدنيين في الغارات العسكرية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت الحوثيين في اليمن».

وقالت: «حذّر السيناتور كريس فان هولين، والسيناتور إليزابيث وارن، والسيناتور تيم كين، هيغسيث، من أن ادعاء الرئيس دونالد ترامب المتكرر بأنه سيكون «صانع سلام» في ولايته الثانية غير صحيح».

وأضافت الصحيفة «أن التعليقات تعبر عن قلق بالغ إزاء تأثير العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن، لا سيما فيما يتعلق بالخسائر في صفوف المدنيين. ينتقد العديد من المعلقين إدارة ترامب لما يُسمونه استخفافًا بحياة البشر واحتمالية تزايد العداء لأمريكا».

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إستيفان دوجاريك، قال: «نريد رؤية وقف جميع الأنشطة العسكرية في اليمن ومحيطه»، مضيفًا: «عبرنا عن قلقنا العميق لرؤية وفيات بين المدنيين، كما رأينا في القصف الأمريكي في اليمن». وتابع: «عبرنا عن قلقنا إزاء هجمات الحوثيين على إسرائيل وإطلاق صواريخ نحو مناطق مدنية والهجمات في البحر الأحمر».