فلسطينيتقارير ودراسات

لاحقه عرفات وقرّبه عباس: حسين الشيخ على أعتاب خلافة رئاسة السلطة

المسار الإخباري :بات حسين الشيخ على بُعد خطوة واحدة من خلافة محمود عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية، بعد أن صادقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اليوم السبت على تعيينه نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية ومنصب نائب رئيس السلطة، بناءً على ترشيح مباشر من عباس.

جاء هذا القرار بعد اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي قاطعته قوى وطنية بارزة أبرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانسحاب الجبهة الديمقراطية من الاجتماع.

من هو حسين الشيخ؟

ولد حسين شحادة محمد الشيخ في رام الله بتاريخ 14 ديسمبر 1960. اعتقل في شبابه المبكر لدى الاحتلال، وتعلم اللغة العبرية التي فتحت له لاحقاً طريق التنسيق الأمني مع الاحتلال. مع توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، برز اسمه ضمن اللجان السياسية في الضفة وغزة، ثم تولى رتبة عقيد في جهاز الأمن الوقائي.

طوال سنوات الانتفاضة الثانية، برز الشيخ كأحد الشخصيات المحسوبة على الجناح المعتدل إلى جانب محمود عباس، وواجه توتراً حاداً مع الراحل ياسر عرفات الذي لاحقه وأمر باعتقاله، وسط تقارير تحدثت عن نية لتصفيته.

غير أن وفاة عرفات شكلت نقطة تحول لصالحه، إذ تحول إلى أحد صانعي القرار المقربين من عباس.

مسيرة النفوذ والتصاعد

منذ 2007، تسلم رئاسة الهيئة العامة للشؤون المدنية، وأصبح عرّاب التنسيق مع سلطات الاحتلال، متحكماً بمفاصل حيوية مثل تحويل أموال المقاصة وإصدار تصاريح الدخول والتجارة وكبار الشخصيات.

كما راكم الشيخ ثروة طائلة من خلال استثمارات في المحاجر ومحطات الوقود والمتاجر، ويمتلك فيلا فاخرة في مدينة أريحا.

بعد وفاة صائب عريقات، ظهر حسين الشيخ كأبرز مرشح لخلافة عباس، مدعوماً برجل المخابرات القوي ماجد فرج. وعزز حضوره بلقاءات رسمية مع مسؤولين أمريكيين وعرب، واضعاً نفسه كخيار جاهز للمرحلة المقبلة.

اتهامات تلاحقه

رغم صعوده السريع، طاردت الشيخ اتهامات بالفساد المالي والاعتداءات الجنسية. في فبراير 2022، تم تداول تقارير تفيد بإخفائه مئات الملايين من أموال إعادة إعمار غزة، وتحقيق مكتبه أرباحاً ضخمة من عمليات إصدار التصاريح، إضافة إلى تورطه في قضايا تحرش حاول التعتيم عليها عبر دفع أموال للمتضررين.

التقارب الوثيق الذي بناه مع سلطات الاحتلال عزز نفوذه داخلياً لكنه أثار استياءً شعبياً واسعاً، مع اتهامات بالتفريط بثوابت القضية الفلسطينية تحت غطاء “التفاوض مع العدو”، كما وصفه بنفسه.

صراع الخلافة يحتدم

يواجه الشيخ منافسة داخلية من شخصيات فتحاوية وازنة مثل جبريل الرجوب ومحمود العالول وتوفيق الطيراوي، إلا أن الدعم الأمريكي، والعلاقات الوثيقة مع عباس وماجد فرج، تضعه في موقع متقدم على سُلّم وراثة السلطة الفلسطينية.

المصدر :  شبكة القدس الاخبارية