المسار …
شدد مسؤولون في حركة حماس على أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، “ينحاز بالكامل” لإسرائيل، ونفت رفضها للمقترح الأميركي بشأن اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة، مؤكدة أنها قدمت ردًا إيجابيًا يتماشى مع ما تم التوافق عليه مع الوسيط الأميركي، مع تعديلات تضمن وقف الإبادة والانسحاب الكامل وتدفق المساعدات.
وفي هذا السياق، قال القيادي في حماس، محمود المرداوي، في منشور على منصة “إكس”، إن الحركة خاضت مفاوضات “جادّة ومسؤولة” مع ويتكوف، وتوصّل الطرفان إلى “ورقة مقبولة تتماشى مع الحد الأدنى من الأهداف الوطنية ومتطلبات حماية شعبنا”.
وأكد أن ويتكوف وافق على عرض هذه الورقة على الجانب الإسرائيلي، غير أن “الاحتلال رفضها، وطلب من الأميركي عرضها علينا كمقترح نهائي غير قابل للنقاش”.
وأوضح المرداوي أن الورقة المعدّلة “محملة بثغرات كارثية” ولا تضمن انسحابًا حقيقيًا من المناطق، ولا وقفًا شاملًا للحرب في أي مرحلة، ولا تدفقًا مستدامًا للمساعدات، كما لا تضمن تنفيذًا لأي التزام بعد اليوم السابع من الاتفاق، الذي يُفترض أن تسلّم فيه حماس الأسرى الإسرائيليين.
وأضاف “بمعنى أوضح: خذوا ما لدينا، وسنرى لاحقاً إن كنا سننفذ التزاماتنا”. وتابع أن الحركة ردت بـ”نعم ولكن”، مشيرًا إلى أن الموافقة كانت مشروطة بعدم استخدام الورقة كغطاء لـ”شرعنة الإبادة والتجويع”، مطالبًا بتعديلات تحفظ الكرامة الإنسانية، “والمفارقة أن هذه التعديلات مطابقة لما اتفق عليه نصًا وحرفًا مع الوسيط الأميركي خلال الأسابيع الماضية”.
وأضاف: “النتيجة – للأسف: بدلاً من دعم الورقة التوافقية الأصلية، وصف الموقف الأميركي ردّنا بأنه ‘خطوة إلى الوراء’ وغير مقبول، رغم أنهم يعلمون أنه تمسك دقيق بما تم الاتفاق عليه معهم”. وختم بالقول: “ما نطلبه ليس شروطًا سياسية، بل الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية… من أراد وقف الحرب حقًا فليضغط على من يقتل ويجوع ويحاصر”.
بدوره، نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، أن تكون الحركة قد رفضت مقترح ويتكوف، وقال في تصريح لوكالة “فرانس برس” إن “الرد جاء إيجابيًا ومسؤولًا، ويستند إلى ما تم التفاهم عليه مع الوسيط الأميركي”. وأكد أن حماس تعتبر المقترح “مقبولًا كأساس للتفاوض”، لكن “الرد الإسرائيلي عليه لم يتفق مع أي بند مما توافقنا عليه”.
وأضاف “لماذا يعتبر الرد الإسرائيلي هو الرد الوحيد للتفاوض عليه؟ هذا يخالف النزاهة والعدالة، ويشكل انحيازًا كاملًا للطرف الآخر”، منتقدًا “تبنّي الوساطة الأميركية للرؤية الإسرائيلية بالكامل”.
وفي تصريحات أخرى للوكالة، قالت مصادر في الحركة إنها سلّمت الوسطاء ردًا رسميًا مكتوبًا، تضمن “ردًا إيجابيًا على مقترح ويتكوف، ولكن مع التأكيد على ضمان وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل والإفراج عن الأسرى العشرة على ثلاث دفعات”، مؤكدة أن هدفها هو “وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات”.
وقال نعيم في تصريحات لوكالة “رويترز”: “نحن لم نرفض مقترح السيد ويتكوف، نحن توافقنا مع السيد ويتكوف على مقترح وأعتبره مقبولا كمقترح للتفاوض وجاءنا برد الطرف الآخر عليه، وكان لا يتفق مع أي بند مما توافقنا عليه”.
واتهم نعيم المبعوث الأمريكي بالتصرف بـ”انحياز كامل للطرف الإسرائيلي”. فيما قال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إن من بين التعديلات التي تسعى حماس لإدخالها إطلاق سراح الرهائن على ثلاث مراحل خلال الهدنة التي تستمر 60 يوما وتوزيع المزيد من المساعدات في مختلف المناطق. وأضاف المسؤول أن حماس تريد أيضا ضمانات بأن الاتفاق سيؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
في المقابل، اعتبر ويتكوف رد حماس “غير مقبول على الإطلاق”، وقال في منشور على منصة “إكس” إنه “يُعيدنا إلى الوراء”، داعيًا الحركة إلى قبول المقترح الأميركي كأساس للمفاوضات. وأضاف ويتكوف أن المقترح هو “السبيل الوحيد لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا”، حيث يعود خلاله نصف الرهائن الأحياء والمتوفين، وتُستأنف المفاوضات بشأن وقف دائم.
من جهته، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل “وافقت على إطار ويتكوف”، واتهم الحركة بـ”التمسك برفضها”، واعتبر ردها “غير مقبول ويعيد العملية إلى الوراء”، وأضاف أن الاحتلال سيواصل عملياته في بالتوازي مع “مساعي تحرير الرهائن”.