إسرائيليات

بطاقات عصيان تتسلل إلى صناديق البريد في “إسرائيل”: دعوات لرفض التجنيد وانتفاضة صامتة داخل الجيش

المسار الإخباري :في مشهد يعكس تصدّع الجبهة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي، تداول مستوطنون صورًا لبطاقات بريدية وصلت إلى صناديق بريدهم تدعو الجنود لرفض أوامر التجنيد، سواء النظامية أو ضمن قوات الاحتياط، ما يسلّط الضوء على تصاعد موجة رفض الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن البطاقات تحمل رسائل صريحة تدعو الجنود إلى “عدم الانصياع لأوامر القتل” ورفض المشاركة في العدوان المتواصل على غزة. وتأتي هذه الخطوة وسط حالة من السخط داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تتوسع ظاهرة التمرد على قرارات التجنيد رغم الرقابة العسكرية التي تفرض حظرًا على نشر الأرقام الحقيقية للرافضين.

وقد تصاعدت وتيرة الرفض بشكل ملحوظ منذ عودة العمليات العسكرية في غزة في 18 مارس/آذار الماضي، حيث شملت حالات التمرد جنودًا من مختلف الوحدات، بما فيها الاستخبارات العسكرية “أمان”، وسلاح الجو، والقوات البرية.

في هذا السياق، حكمت محكمة عسكرية بسجن جنديين من لواء “ناحال” لفترات تراوحت بين 15 و20 يومًا بعد رفضهما العودة إلى غزة، متذرعين بـ”الإرهاق النفسي والجسدي”، في دلالة واضحة على الإنهاك الكبير الذي يعيشه جنود الاحتلال بعد أكثر من 600 يوم من العدوان.

يُذكر أن هذه الموجة من رفض التجنيد تعود جذورها إلى احتجاجات سابقة ضد خطط “الإصلاح القضائي” التي قادها نتنياهو، لكنها عادت لتشتعل مع استمرار حرب الإبادة في القطاع، ورفض حكومة الاحتلال الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار أو البدء بمفاوضات جدية.

وسط هذا التململ المتصاعد، تستمر قيادة الجيش الإسرائيلي بإرسال عشرات آلاف أوامر الاستدعاء لجنود الاحتياط، في محاولة يائسة لتغطية النقص المتزايد في صفوف الجنود، وسط مجتمع بدأ يعيد التفكير في كلفة الحرب – أخلاقيًا، ونفسيًا، وبشريًا.