المسار الإخباري :أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء الأحد، تحذيراً شديد اللهجة من قرب انهيار منظومة الرعاية الصحية في قطاع غزة بشكل كامل، مع استمرار الحرب الإسرائيلية التي تدخل يومها الـ610، وسط تصاعد غير مسبوق في أعداد المصابين والضحايا.
وأشارت اللجنة إلى أنّ الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيداً خطيراً في الهجمات المحيطة بالمستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل، داعية إلى حماية ما تبقى من المنشآت الطبية، للحيلولة دون وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح
وأكدت أن الطواقم الطبية باتت تعمل في ظروف شديدة الخطورة، حيث تتعرض لإطلاق النار خلال محاولاتها إنقاذ الجرحى، ما يهدد سلامة الكوادر الطبية ويعرقل عمل المستشفى الميداني التابع لها في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وبيّنت أن المستشفى الميداني فعّل خلال الأسبوعين الماضيين نظام الطوارئ الخاص بالحوادث الجماعية 12 مرة، إثر تدفق أعداد هائلة من المصابين بطلقات نارية وشظايا، حيث تجاوز عدد الحالات التي استقبلها 916 إصابة، بينها 41 شهيداً وصلوا وقد فارقوا الحياة.
من جهتها، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من أزمة متفاقمة في الوقود اللازم لتشغيل المولدات، مشيرة إلى أن مجمع الشفاء الطبي تسلّم كميات محدودة لا تكفي لأكثر من ثلاثة أيام، وهو ما يهدد بتوقف الخدمات الصحية بشكل كامل.
وشددت الوزارة على أن الإجراءات الإسعافية الحالية لا تضمن استمرار تقديم الرعاية الصحية، في ظل الحاجة المتزايدة للجرحى والمرضى إلى متابعة طبية دقيقة.
وفي ظل الحصار المشدد المفروض على غزة منذ مارس/آذار الماضي، تواصل سلطات الاحتلال منع دخول الإمدادات الحيوية من غذاء ودواء ووقود، بما في ذلك المستلزمات الطبية الضرورية لتشغيل المستشفيات المنهكة.
وتتعامل سلطات الاحتلال مع المستشفيات كمواقع عسكرية بذريعة استخدامها من قبل فصائل المقاومة، وهي مزاعم لم تثبتها أدلة، في حين فندتها تقارير وتحقيقات صحفية دولية.
يأتي هذا التحذير في وقت تتحول فيه المستشفيات ومراكز الإغاثة إلى ساحات استنزاف، ما يُنذر بكارثة صحية وإنسانية شاملة في القطاع المنكوب.
