
المسار …
وجّه الإعلامي والمحلل السياسي الأمريكي تاكر كارلسون انتقادات لاذعة لعدد من الشخصيات الإعلامية والسياسية البارزة في الولايات المتحدة، متهمًا إياهم بالتحريض على التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، والدفع بالرئيس دونالد ترامب نحو التورط في حرب مع إيران، في أعقاب الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت أهدافًا عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية.
وفي منشور على منصة “إكس”، هاجم كارلسون بشدة شخصيات بارزة قال إنهم حرضوا على العمل العسكري، وذكر بالاسم كلًا من: شون هانيتي، ومارك ليفين، وروبرت مردوخ، وآيك بيرلماتر، وميريام أديلسون. وكتب: “من هم دعاة الحرب؟ هم كل من تواصل مع دونالد ترامب اليوم مطالبًا إياه بشنّ غارات جوية أو تدخّل عسكري مباشر ضد إيران… في مرحلة ما، سيُحاسبون جميعًا، لكن يجب أن تعرفوا أسماءهم الآن”.
وأشار كارلسون إلى أن الانقسام الحقيقي داخل التيار المحافظ الأمريكي لم يعد بين مؤيدي إسرائيل أو إيران، بل “بين من يشجعون العنف بلا مبالاة، ومن يسعون إلى منعه، بين دعاة الحرب وصانعي السلام”، وفق تعبيره.
ويعمل كلٌ من هانيتي وليفين في شبكة “فوكس نيوز” التي يملكها روبرت مردوخ، في حين أن بيرلماتر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “مارفل”، وأديلسون، المانحة الجمهورية البارزة، يُعدّان من كبار الداعمين لترامب، وشاركا في وقت سابق من هذا العام في حفل تكريمي له حضره مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”.
وأضاف كارلسون، الذي غادر شبكة “فوكس” عام 2022، أن “اليمين منقسم اليوم بين من يضغطون على ترامب لخوض حرب، ومن يرفضون ذلك بشكل قاطع”. ولفت إلى أن الدعم الأمريكي العسكري طويل الأمد لإسرائيل، والذي تباهى به ترامب مؤخرًا على منصة Truth Social، يجعل الولايات المتحدة طرفًا مسؤولًا بشكل غير مباشر عن الغارات الأخيرة على إيران.
وكانت إسرائيل قد شنّت، فجر الجمعة، هجومًا واسعًا استهدف منشآت عسكرية ومراكز أبحاث نووية في إيران، أسفر عن مقتل ثلاثة من كبار القادة العسكريين، وستة علماء نوويين، وعشرات من كبار الضباط الإيرانيين، بحسب وسائل إعلام رسمية في طهران.
وردًا على تلك الضربات، أطلقت إيران سلسلة من الصواريخ الباليستية باتجاه أهداف داخل إسرائيل. وقد علّق ترامب على التصعيد بالقول إن “المذبحة لا تزال قابلة للتوقف”، محذرًا من “هجمات أشد دموية قد تكون في طور الإعداد”. كما تفاخر في منشور له بالقوة العسكرية الأمريكية قائلًا إن “الولايات المتحدة تملك أقوى الأسلحة في العالم، وبفارق كبير، وإسرائيل تعرف جيدًا كيف تستخدمها”.
في المقابل، ردّ الإعلامي المحافظ مارك ليفين على كارلسون، نافيًا أن يكون قد حثّ ترامب على “قصف” إيران، وكتب على منصة “إكس”: “أنت مروّج متهور ومخادع… وتروّج لمعاداة السامية ونظريات المؤامرة”.
وكانت صحيفة “بوليتيكو” قد نقلت في وقت سابق هذا الأسبوع أن ليفين، إلى جانب شخصيات من الحزب الجمهوري مثل بيرلماتر، ضغطوا على ترامب خلال لقاءات خاصة في البيت الأبيض لدعم الهجمات الإسرائيلية.
وختم كارلسون منشوره بتوجيه اللوم للسياسيين الذين يرفعون شعار “أمريكا أولًا”، قائلًا إنهم “لا يمكنهم إنكار مسؤوليتهم الآن… بلدنا غارق في ورطة كبيرة”.