إسرائيليات

مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب “لن تنتهي دون ضرب منشأة فوردو” النووية

رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يقول إن الحرب على إيران "لن تنتهي دون ضرب منشأة فوردو"، رغم عجز إسرائيل عن ضربها دون مساعدة أميركية، وسط تقديرات بأن واشنطن باتت قريبة من الانضمام للحرب.

قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، إن الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران “لن تنتهي من دون ضرب منشأة فوردو النووية”.

وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل غير قادرة بمفردها على تدمير أو إلحاق ضرر فعّال بمنشأة فوردو النووية، الواقعة تحت الأرض في عمق جرف جبلي قرب مدينة قم، دون مساعدة أميركية مباشرة.

ويُعزى ذلك إلى أن إسرائيل لا تملك ذخائر خارقة للتحصينات من النوع القادر على اختراق الأعماق التي بُنيت فيها المنشأة، والمُحصّنة ضد الهجمات الجوية التقليدية.

ويحذر خبراء من أن استهداف منشأة فوردو قد ينطوي على مخاطر إنسانية وبيئية جسيمة، خصوصًا في حال تسببت الضربة في تسريبات إشعاعية.

وبحسب التقديرات، فإن إيران تخزن في هذه المنشأة الجزء الأكبر من مخزونها من اليورانيوم المخصّب، ما يزيد من خطورة أي هجوم قد يؤدي إلى تلوث إشعاعي في المنطقة.

وأشار محللون إسرائيليون إلى أن هنغبي يعني “معالجة مسألة فوردو” عسكريا أو في إطار اتفاق.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد شدد الإثنين، على “التزامه بإزالة تهديد فوردو”. وقال “هذا التزام شخصي منّي ومن المؤسسة الأمنية. سنقوم بذلك، لن نتراجع عنه”.

وقال هنغبي إنه “عندما شرعنا في هذه العملية، لم نتلقَّ تعهّدًا أميركيًا بأنهم سينضمون إليها”.

ويقدر كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين في إسرائيل أن الولايات المتحدة باتت “قريبة من اتخاذ قرار بالانضمام إلى الحرب وشنّ هجوم حاسم على المنشآت النووية الإيرانية”.

وتستند هذه التقديرات إلى نقاشات داخلية “ضيّقة النطاق” في إسرائيل، تفيد بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “يميل إلى تأييد الانخراط الفعلي في الحرب الجارية”.

وفي موازاة ذلك، أُفيد بأن ترامب يعقد مساء اليوم اجتماعًا في البيت الأبيض مع طاقم مجلس الأمن القومي.

وفي هذا السياق، من المقرر أن يُجري وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الليلة، مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغستيث، وذلك للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام.

ورغم “التقديرات المتفائلة” في تل أبيب، شدّد مسؤولون إسرائيليون على أن “ترامب سيتّخذ القرار الذي يناسبه في النهاية”.

وفي خطاب شديد اللهجة، قال المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، إن المطلوب هو “استسلام إيراني كامل وتدمير تام للبرنامج النووي”.

وألمح إلى احتمال أن تنضم دول أخرى للحرب بقوله: “إسرائيل تقوم بالعمل القذر، لكنها لن تستطيع تحقيق الهدف وحدها”.

في المقابل، واصل الرئيس الأميركي تصعيد لهجته تجاه إيران، وبلغت ذروتها مساء اليوم حين طالب بـ”استسلام غير مشروط” من الجانب الإيراني.

وقال ترامب إن “الولايات المتحدة تعرف مكان اختباء المرشد الإيراني، علي خامنئي، لكنها قررت في الوقت الحالي عدم اغتياله”.

ونشر ترامب هذا التصريح بعد سلسلة من التهديدات المباشرة التي أطلقها ضد طهران خلال اليوم، اعتُبرت بمثابة إشارة متزايدة إلى استعداده لدخول الحرب الإسرائيلية على إيران.

وفي منشور سابق، قال ترامب: “لدينا سيطرة مطلقة على الأجواء الإيرانية”، وأكد أنه يسعى إلى “نهاية حقيقية ودائمة للبرنامج النووي الإيراني”.

كما أشار مراقبون إلى عدة مؤشرات على تنامي الدعم الأميركي، منها إرسال طائرات حربية إلى الشرق الأوسط، ووصول حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة.