
المسار …
أعلنت إيران، مساء الإثنين، إطلاق عملية عسكرية ردا على الضربات الأمريكية التي استهدفت أراضيها، مشيرة إلى قصف قواعد أمريكية في كل من قطر والعراق.
وذكر التلفزيون الإيراني أن القوات المسلحة شرعت في تنفيذ “رد قوي على العدوان الأمريكي”، ضمن عملية حملت اسم “بشائر الفتح”، وأوضح أن الضربات شملت قاعدة العديد الجوية في قطر إلى جانب قواعد أمريكية داخل العراق.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مصادر أمريكية أن إيران أطلقت ستة صواريخ باتجاه قاعدة العديد.
في المقابل، أعلنت الدوحة أنها تحتفظ “بحق الرد المباشر” على استهداف قاعدة العديدعلى أراضيها “بما يتناسب مع هذا الاعتداء السافر”.
وأكدت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم صاروخي استهدف القاعدة، مؤكدة أنه “بفضل الله ويقظة القوات المسلحة والإجراءات الاحترازية، لم تقع أي إصابات أو خسائر بشرية”. وأضافت الوزارة أن “أجواء وأراضي دولة قطر آمنة، وأن القوات المسلحة القطرية في أعلى درجات الجاهزية”.
وسُمع دوي انفجارات عنيفة في مناطق متفرقة خارج العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الإثنين، وقد أفاد شهود عيان بأن سكان مناطق مثل الوكرة والريان والمسيلة ومعيذر وسلوى والسيلية شعروا بهزات ناجمة عن انفجارات قوية، تزامنت مع تحليق طائرات ومسيرات في الأجواء.
وقالت مصادر محلية إن الانفجارات ناتجة عن اعتراض الدفاعات الجوية لمسيرات في السماء، وسط أنباء عن استهداف القاعدة الأمريكية في العديد، الواقعة في منطقة السيلية قرب الحدود السعودية.
وذكرت تقارير إعلامية عالمية، بينها منشورات على منصة “إكس”، أن إيران أطلقت ستة صواريخ باتجاه قاعدة العديد الجوية في قطر، في تصعيد جديد للتوتر بين طهران وواشنطن.
وكانت السلطات القطرية قد أعلنت في وقت سابق إغلاق المجال الجوي بشكل مؤقت، في خطوة أثارت تساؤلات، رغم تأكيد وزارة الخارجية أن الإجراء يأتي ضمن “احتياطات أمنية”، مع نفي وجود تهديد مباشر لأمن البلاد أو سلامة السكان.
وقد تفاعل المراقبون مع هذا الإعلان، الذي تزامن مع تأكيدات قطرية بأن الإجراءات الاحترازية لا تعكس أي خطر على الوضع الأمني في الدولة. ووفقا لوزارة الخارجية القطرية، تم تحويل الرحلات الجوية المتجهة إلى مطار الدوحة إلى مطارات قريبة بعد إغلاق المجال الجوي. لكن لم تكشف المصادر القطرية عن الأسباب المباشرة لهذا الإجراء.
وكان الدكتور ماجد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، قد أكد في تصريحات سابقة أن تحذيرات السفارات لرعاياها في قطر، مثل إرشادات السفر من بعض الدول، تأتي في إطار السياسات العامة وتحديثات الأوضاع الأمنية في مختلف دول العالم، ولا تعكس بالضرورة وجود تهديدات محددة.
وأشار الأنصاري إلى أن الوضع الأمني في قطر مستقر وأن الجهات المعنية تتابع الوضع عن كثب، مشددا على أن أي إجراءات طارئة ستُتخذ لضمان أمن المواطنين والمقيمين والزوار. كما أكد على ضرورة استقاء المعلومات من المصادر الرسمية.
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه الدبلوماسية القطرية تحركات مكثفة للحد من التصعيد الإقليمي، حيث أكد المسؤولون القطريون أنهم يعملون على حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي من خلال التواصل مع الأطراف الفاعلة والشركاء الإقليميين والدوليين. وعلى الرغم من أن الوضع في معظم مدن الخليج يظل في حالة من الاستقرار النسبي، فإن التوترات الناتجة عن التطورات المتسارعة في المنطقة قد أثارت بعض القلق.
وفي إطار هذه التحركات، أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول خلاله آخر المستجدات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الهجمات الأخيرة على إيران واستهداف منشآتها النووية. كما تمت مناقشة الجهود الرامية لإحياء المسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة.
كما تلقى أمير قطر اتصالا من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، جرى خلاله بحث التطورات الأمنية في المنطقة، بما في ذلك الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، فضلاً عن سبل العودة إلى الحوار لحل القضايا الأمنية الإقليمية.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرا لمواطنيها في قطر، نصحتهم فيه بالبقاء في أماكنهم كإجراء احترازي على خلفية التوترات الأمنية. كما قامت السفارة الأمريكية في قطر بنشر تحذير مماثل، طالبة من المواطنين الأمريكيين البقاء في أماكن آمنة حتى إشعار آخر.
تجدر الإشارة إلى أن قاعدة العديد الجوية في قطر تعتبر واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وقد لفتت التحركات العسكرية الأمريكية الأنظار في أعقاب التطورات الأخيرة في المنطقة.
منذ 13 يونيو/ حزيران، استهدفت إسرائيل منشآت نووية وصواريخ وقادة عسكريين في إيران، التي ردت عبر ضرب أهداف عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مما أسفر عن وقوع ضحايا من الجانبين.
وفي تصعيد إضافي، شنت الولايات المتحدة هجوما جويا مباشرا على منشآت استراتيجية إيرانية، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية.