
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
إسرائيل اليوم 23/6/2025
السيناريو الأكثر اقلاقا بالنسبة لاسرائيل
بقلم: يوآف ليمور
الولايات المتحدة نفذت وعدها بعدم تمكين ايران من الاقتراب من القدرة النووية، وعلى الطريق قامت بالوفاء لتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل. هي أيضا اوصلت التنسيق العملياتي بين الجيشين الى رقم قياسي – في إسرائيل يتحدثون علنا عن انهاء المعركة باستسلام إيراني، الى جانب امل غير مخفي وهو أن تعميق التدخل الأمريكي سيؤدي الى اسقاط نظام آيات الله.
ما زال من السابق لاوانه محاكمة نتائج الهجوم، الذي استهدف بالأساس الموقع المحصن في فوردو، إضافة الى منشأة نتانز واصفهان. الرئيس ترامب في الواقع سارع الى التغريد “فوردو لم تعد موجودة”. ووزير الدفاع الأمريكي هاغيست اعلن “نحن قضينا على المشروع النووي الإيراني”. ولكن جهات أخرى، بما في ذلك إسرائيلية، كانت حذرة اكثر وقالت بأنه ستكون حاجة الى وقت من اجل تحليل عمق نتائج الهجوم ودرجة الاضرار بالبرنامج النووي. هذا ضمن أمور أخرى، على خلفية التقارير بانه قبل الهجوم نقلت ايران من المنشأة الى مكان غير معروف اليورانيوم المخصب بمستوى عال ومعدات حساسة.
حتى الآن يبدو أنه قبل الحصول على تقدير دقيق لاضرار الهجوم، فان أهمية هذا الهجوم اكبر من نتائجه. ما لم يتم تنفيذه بشكل كامل في الجولة الأولى سيكون بالإمكان إصلاحه في الجولات القادمة اذا احتاج الامر، لكن الولايات المتحدة نفذت هنا تعهدها بعدم السماح لإيران بالاقتراب من القدرة النووية، وخلال ذلك اوفت بتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل واوصلت التنسيق العملياتي بين الجيشين الى الذروة.
يجب الحذر من تآكل الإنجازات
هذه أيضا كانت هدية وداع مناسبة لقائد القيادة الوسطى مايكل كوريلا، الذي سينهي في القريب منصبه. كوريلا بارك انتقال إسرائيل من قيادة أوروبا (ايوكوم)، وقام بنفسه ببناء التعاون الوثيق بين الجيشين، وكان احد العناصر المتشددة في القيادة الامريكية التي حذرت من التزامن الخطير بين قدرة ايران ونواياها.
الهجوم الأمريكي حرر إسرائيل من الحاجة الى مواجهة فوردو بنفسها مع كل الصعوبات العملياتية التي تنطوي على ذلك، والتركيز على اهداف مريحة، بالأساس مقلقة اكثر بالنسبة لها، على رأسها ضرب منصات اطلاق الصواريخ التي تستمر بتهديدها.
ان نجاح عمليات سلاح الجو واضح ليس فقط في انخفاض عدد الاطلاقات النسبي، بل أيضا طبيعتها. فالعمليات الكثيفة في غرب ايران أجبرت الإيرانيين على سحب منصات اطلاق الصواريخ الى الشرق، واطلاق أيضا صواريخ لمسافات ابعد التي مشكوك فيه انها خططت لاستخدامها الآن. مع ذلك، ايران نجحت أمس في مزامنة رشقة كبيرة وابعاد دمار إصابة الصواريخ تدل على ان التهديد ما زال كبير.
المعضلة الأساسية موضوعة الان امام ايران. يجب عليها ان تختار كيف سترد على الهجوم الأمريكي من بين ثلاثة ردود أساسية: التصعيد الشامل، بما في ذلك اغلاق مضيق هرمز، وهجوم واسع على القواعد والمصالح الامريكية في الخليج الفارسي ودول أخرى في المنطقة، والاستسلام الشامل بحيث توافق، حتى لو بشكل تكتيكي مؤقت، على اتفاق مفروض بهدف محاولة التحرر منه في المستقبل. او استمرار القتال بالخطة التي ستختارها وضد العدو الذي ستختاره.
حتى الآن توجد لدينا غزة
الرأي السائد في جهاز الامن هو ان نقطة الذروة الحالية يجب استغلالها لتقييد ايران باتفاق متشدد، المرفق بفرض عقوبات كبيرة، بحيث تتضمن قضايا الذرة، انتاج الصواريخ ونشر الإرهاب. في موازاة ذلك يمكن لإسرائيل التقدم – هكذا ياملون أيضا في واشنطن – نحو توسيع اتفاقات إبراهيم بطريقة تخلف تحالف عسكري، سياسي واقتصادي، إقليمي الذي سيصعب على إعادة ترميم ايران.
هذه الخطوات ستقابل بالتأكيد في وقت ما قضية غزة التي هي في الواقع تمت ازاحتها عن رأس جدول الاعمال، لكنها ما زالت تجذب إسرائيل اليها. فجر امس كان هناك في غرفة القيادة شاشة مقسمة، في جهة منها الهجوم الأمريكي في ايران، وفي الجهة الأخرى الجهد العملياتي المركب الذي قاده الشباك لاعادة المخطوفين القتلى يونتان سمارنو وعوفره كيدار والرقيب شاي لفنسون. هكذا، للحظة واحدة التقى طرفي هذه الحرب: حقارة 7 أكتوبر ونتائجها والنهضة التي جاءت في اعقابه ونتائجها. من بين الموجودين في غرفة القيادة الرئيسية كان هناك الكثير من الشركاء في هذا الفشل، وأيضا في هذا النجاح الآن. بالنسبة لهم ايران هي حدث تاريخي ونقطة ذروة مهنية وشخصية. ولكن النغمة الأخيرة في هذه المعركة يجب ان يكون بالذات في غزة – وإعادة المخطوفين.
——————————————
هآرتس 23/6/2025
ايال زمير وهيئة الأركان ليسوا نتنياهو وحكومته، نتوقع منهم قول الحقيقة للجمهور
بقلم: يوسي ميلمان
من الذي قال بان البرق لا يضرب مرتين. صباح أمس بعد اربع ساعات على انضمام الولايات المتحدة للحرب فان الأمواج الارتدادية لضربة مباشرة لصاروخ قرب المكان اصابت بشكل طفيف منزلي في حي رمات افيف. أنا أعيش في هذا المنزل منذ العام 1958، وحتى قبل أسبوع كانت إصابة في البيت. الضربة من الحدثين بسيطة، نافذتان تحطمتا، اطار نافذة خرج من مكانه والواح الطاقة الشمسية تهشمت. ولكن عندما تجولت قليلا في الحي شاهدت مشاهد تذكر بمنطقة اصابتها كارثة بعد زلزال، مشاهد تذكر بقطاع غزة.
اكثر من 500 صاروخ بالستي ثقيل تم اطلاقها من ايران منذ بداية الحرب قبل عشرة أيام. حوالي 20 صاروخ منها أصاب بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بسبب الاعتراض، وأدت الى اضرار كبيرة غير مسبوقة في ارجاء البلاد. حتى الآن تم إحصاء 25 قتيل واكثر من 2000 مصاب وحوالي 10 آلاف شخص تم اخلاءهم وآلاف المباني والشقق التي تضررت، وعدد غير قليل منها تم تدميره.
الجبهة الداخلية تواصل اظهار المناعة والصمود، لكن يبدو ان المستوى السياسي والمتحدثون بلسان الجيش الإسرائيلي يتحدثون عن قصة حرب أخرى وكأن الامر يتعلق بعالمين منفصلين. الجيش الإسرائيلي، بواسطة المتحدث بلسانه العميد آفي ديفرين، ينشر منذ بداية الحرب عشرات البيانات والاحاطات ويغرق الجمهور في التفاصيل. يبدو ان هذه ظاهرة مرحب بها، علامة على الشفافية والرغبة في اشراك الجمهور في سير المعركة. ولكن عن طريق زيادة بيانات الجيش الإسرائيلي فانه لا يفسر ولا يوصل للجمهور الواقع المعقد، بالعكس، هو بالذات يعتم على قدرة فهم الصورة الشاملة، وبالاساس فهم الى اين تسير الحرب وكيف ومتى ستنتهي.
هاكم مثال واحد على ذلك. استنادا الى المعلومات التي قدمتها شعبة الاستخبارات “أمان” فان سلاح الجو قام بتصفية سعيد ايزادي، ضابط إيراني كبير كان قائد فيلق فلسطين في قوة القدس التابعة للحرس الثوري. رئيس الأركان سارع الى التفاخر بالاغتيال وقال ان “سعيد ايزادي، قائد فيلق فلسطين كان من المشاركين في تخطيط وتنفيذ المذبحة في 7 أكتوبر، ويديه ملطخة بدماء آلاف الإسرائيليين”. سيدي رئيس الأركان، ما الذي تقصده بالضبط؟ هل تقصد بان ايران كانت مشاركة في تخطيط وتنفيذ المذبحة في 7 أكتوبر؟.
حتى الآن ادعى حزب الله وايران بانه لم تكن لديهم معرفة عن العملية، أيضا في الجيش الإسرائيلي لم يسمع مثل هذا الادعاء، سواء في قسم الأبحاث في “امان” أو في الموساد. ربما تكون في اقوال رئيس الأركان محاولة باثر رجعي لاعطاء مبرر آخر للحرب: محاسبة ضابط إيراني كان رجل الاتصال مع حماس وقدم لها السلاح ودرب رجالها واهتم بتحويل الأموال اليها. أيضا إسرائيل ايدت نقل الأموال لحماس لشراء الهدوء.
يجب عدم المبالغة في أهمية تصفية ايزادي، وايضا لا يجب المبالغة في التفاخر الذاتي. هذا يذكر بما تعود الجيش الإسرائيلي على القيام به لسنوات، المبالغة في أهمية الأشخاص الذين تمت تصفيتهم في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي لبنان، ورفع مستواهم.
رئيس الأركان قال أيضا بان “تصفية ايزادي هي نقطة رئيسية في الحرب متعددة الساحات، وستحول كل الشرق الأوسط الى مكان أكثر أمنا”. سيدي رئيس الأركان، مع كل الأهمية لتصفية ايزادي، هل حقا هذه التصفية هي من “النقاط الرئيسية”، كما حددت ذلك في تقدير الوضع في يوم السبت؟ بسذاجة انا اعتقدت ان قصف سبع منشآت نووية في ارجاء ايران وتصفية 17 من علماء الذرة، في معظمهم من “فرقة السلاح”، وقتل 18 قائد كبير، بينهم ثلاثة رؤساء اركان وبديلين، هي من إنجازات الحرب البارزة و”النقاط الرئيسية” فيها.
خلال الحرب قدروا في الجيش الإسرائيلي وفي المستوى السياسي، أي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بان المعركة ستستمر لاسبوعين. التقدير استند كما يبدو الى اقوال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال بانه خلال أسبوعين سيقرر ما اذا كان جيشه سينضم للحرب. منذ ذلك الحين مر أسبوع والآن انضم ترامب للحرب وطائراته هاجمت فوردو وموقعين نوويين آخرين. ربما ان هذا هو السبب في ان الجيش الإسرائيلي يغير تقديره ويقلل التوقعات والتفاؤل. أي ان اهداف الحرب التي تتغير صبح مساء، تدل على ان إسرائيل لا تعرف الى اين تتجه وهي في انتظار “غودو”، الذي ربما مثلما في مسرحية صموئيل بيكيت لن يأتي أبدا.
الدولة لا تسمح لنفسها بشن حرب مصيرية جدا عندما لا تعرف مسبقا ما هي استراتيجية انهاءها. يبدو أنه في هذه المرة اكتفى نتنياهو بالضوء الأخضر الذي أعطاه إياه ترامب من اجل البدء في المعركة، وشاركه في عملية التمويه المدهشة ونجح في إدخاله الى الحرب. حتى الان من غير الواضح اذا كانت الولايات المتحدة ستواصل الهجوم في ايران.
في الواقع إسرائيل حققت إنجازات عسكرية مدهشة، وربما الى جانب ذلك أيضا تنزل عليها ضربات قاسية. مصفاة التكرير تم اغلاقها، هناك صواريخ وجهت الى مقر وزارة الدفاع والأجواء مغلقة، مطار بن غوريون مشلول منذ أسبوع، تكلفة الحرب ازدادت بشكل كبير والاقتصاد يتعثر، ملايين الإسرائيليين قريبين من الغرف الآمنة والملاجيء، الاعصاب متوترة، نسبة الخوف في تزايد والليل اصبح كابوس متواصل.
يجب ان لا تنجر إسرائيل الى حرب استنزاف طويلة مع ايران، التي سبق لها ومرت بحرب استنزاف مع العراق. مئات آلاف الإيرانيين، بينهم أطفال، تم ارسالهم الى الجبهة وقتلوا، والجنود في الجبهة تم قصفهم بالسلاح الكيميائي. ولكن مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني رفض وقف الحرب. فقط بعد ثماني سنوات، بضغط من قادته، قال انه اضطر الى ان “يشرب كاس السم” والموافقة على انهاء الحرب.
بعد 20 شهر من الحرب في قطاع غزة، الغارقة والمنسية، لم تعد توجد أي توقعات من أكاذيب ومكائد وانفصال وغطرسة نتنياهو والوزراء. ولكن هناك توقع بان يقول زمير وهيئة الأركان الحقيقة حتى لو كانت مؤلمة. والأكثر أهمية من ذلك هو ان يعملوا بحق وبجدية على انهاء الحرب.
يبدو ان معظم الجمهور اصبح لا يبالي بسماع الاخبار التكتيكية والماكروتكتيكية عن جنرال أو عن عالم تمت تصفيته، او عن هجوم آخر لطائرات سلاح الجو على موقع أو مخزن للصواريخ. من الأفضل إعطاء البيانات سياق استراتيجي، والتركيز على الأساس والشرح للجمهور ما يتوقع سماعه، ما هو معنى هذه البيانات وكيف انها حقا ستدفع قدما بانهاء الحرب، خاصة بعد الهجمات الامريكية في ايران.
——————————————
يديعوت احرونوت 23/6/2025
الطريق الى شرق أوسط طبيعي
بقلم: افي يسخاروف
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صنع قبل الفجر تاريخا، ليس اقل، حين أصدر الامر لقواته المسلحة بمهاجمة منشآت النووي الإيرانية. ترامب، الذي يعرب الكثيرون في الولايات المتحدة، في إسرائيل وفي العالم عن تخوف كبير وعن حق، من سياسته غير الثابتة والمتقلبة، اثبت في نهاية الامر بانه يوجد غطاء لتصريحاته في أن ليس في نيته التسليم بايران نووية.
هذا تغيير منعش بالنسبة للكثيرين في الشرق الأوسط ولا سيما في الدول العربية السُنية التي رأت كيف استسلمت إلادارات الامريكية المختلفة التي سبقت ترامب للضغط والتهديد من جانب ايران وحلفائها في الماضي. الرسالة التي تلقاها العالم العربي في حينه هي أن الأمريكيين هم نمر من ورق، وفي لحظة الحقيقة يتهربون من استخدام القوة. اما أمس فكانت الرسالة مختلفة. رغم سلسلة ضغوط من الداخل (الحزب الجمهوري) ومن الخارج (التهديدات الإيرانية) لم يتراجع ترامب واظهر لإيران وللعالم العربي كله، بان نمط العمل الأمريكي التقليدي لم يعد ساري المفعول.
غير أن هذه الحرب بعيدة عن النهاية وليس بسبب التهديدات الإيرانية. امس واصلت طهران التلميح بانها قد تهاجم القوات الامريكية في الخليج. تذكر هذه الاقوال التهديد باغلاق مضائق هرمز، لانه اذا ما خرجت هذه الى حيز التنفيذ فانها ستضر ايران واقتصادها أساسا. ومع ذلك، يشعر النظام ان ليس في نيته التخلي عن مشروعه النووي.
ايران ليس ليبيا، والفوضى لا تهددها. إزاحة خامينئي الذي عزز جدا المعسكر المحافظ في ايران في العقود الأخيرة، وان كان يمكنه أن يعين خليفة يتبنى السياسة ذاتها لكن توجد أيضا إمكانية ان يقود الى تعزيز المعسكر الإصلاحي. خامينئي يتمتع أيضا بمكانة قدسية في العالم الشيعي بحيث أن موته لن يعظمه او يجلب سياسة اكثر تطرفا كون ايران الحالية متطرفة بما يكفي على أي حال.
ايران، اذا لم تكن معجزات او مفاجآت ستحاول العمل على تخصيب اليورانيوم مجددا في منشآت سرية أخرى بل وربما تسعى الى قنبلة من تحت انف الغرب. السؤال الكبير هو ماذا تنوي الولايات المتحدة وإسرائيل عمله في ضوء هذه النية. فهل سيأمر ترامب بمواصلة الهجوم على ايران الى أن يرفع النظام علم أبيض، ومعقول الا يفعل ذلك ام في نية إسرائيل والولايات المتحدة التوقف والتوجه الى طريق المفاوضات في ضوء الضرر الشديد للنووي الإيراني وابطائه؟
في نهاية الامر يمكن للهجوم الأمريكي ان يشق الطريق بعد سنوات غير طويلة الى شرق أوسط جديد، مع ايران غير نووية وأضعف بكثير، مع حزب الله محيد وسوريا تريد أن تكون دولة “طبيعية”، دول عربية سنية تخشى اقل من تثبيت علاقاتها مع إسرائيل والتوجه الى التطبيع حتى مع السعودية. لكن لهذا الغرض سيتعين على نتنياهو ان ينهي الحرب في غزة ويقود خطوة سياسية تطرد حكم حماس من هناك وتشق الطريق امام ادخال قوات عربية معتدلة الى القطاع وقوات السلطة الفلسطينية.
وكلمة أخرى عن خطوة بنيامين نتنياهو وحكومة إسرائيل: نتنياهو الذي امر بالهجوم على ايران ينبغي أن يأخذ حظوة كبيرة على ذلك تماما مثلما هو كرئيس وزراء إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 مسؤول عن الكارثة الأكبر التي مرت بدولة إسرائيل. ان النجاح في ايران لا يتعارض والفشل المدوي والمسؤولية الشخصية العظيمة لنتنياهو عما وقع في 7 أكتوبر.
——————————————
هآرتس 23/6/2025
اجلبوا ايران الى طاولة المباحثات
بقلم: اسحق بريك
هل مرة أخرى يدخل المستوى السياسي والمستوى العسكري الى دائرة الخطل المفعم بالغرور، مثلما حصل قبيل هجوم حماس في غلاف غزة في 7 أكتوبر وبعد ذلك في الإعلانات عن “تقويض حماس بشكل مطلق”.
حملة “شعب كاللبؤة” ضد ايران التي بدأت بنجاح رائع لسلاح الجو تنتقل رويدا رويدا الى حرب استنزاف ليست لدى إسرائيل المقدرات لمواصلتها على مدى الزمن. بالتوازي، فان الجبهة الداخلية أيضا تضررت بشدة مع عشرات القتلى، مئات الجرحى ومواقع مدمرة. لا يوجد تفكير عن نقطة خروج ووزير الدفاع إسرائيل كاتس يتحدث عن قتال حتى تقويض ايران وزعامتها.
صحيح ان طيارينا المتميزين يواصلون كل يوم ضرب مزيد من الأهداف، لكن كلما مر الوقت يكون الناتج هامشيا وقليلا. اهداف الحملة هي تقليص قدرة الإيرانيين على اطلاق الصواريخ الباليستية والمُسيرات، واساسا – تصفية قدرة الإيرانيين على انتاج قنبلة نووية. ولما كان للايرانيين منذ الان نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب حتى مستوى 60 في المئة ومكانه غير معروف، وحسب شهادة الموساد يمكن لهذه ان تنتج بضع قنابل نووية في غضون أسبوعين فانه حتى بعد ان ضربت الولايات المتحدة بشدة منشأة فوردو، فليست هذه نهاية قاطعة. لا يزال ستبقى لإيران قدرات نووية وقدرات لاطلاق الصواريخ. وعليه ففقط اتفاق سياسي يمكنه أن يمنع وصولهم الى قنبلة نووية.
اذا كان هذا هو الوضع على حقيقته، فثمة أهمية عليا للسعي الى اتفاق سياسي بين الولايات المتحدة وايران، يمنع ايران من تطوير قنبلة. على دونالد ترامب ان يأخذ عصا القيادة بعد الهجوم الناجح على المنشأة النووية فوردو ويقوم بعمل يجلب الإيرانيين الى طاولة المباحثات. ثمة تخوف من أن يكون من شأن مثلث رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الأركان ان يفقد نجاحات حملة “شعب كاللبؤة” انطلاقا من الرغبة للوصول الى “النصر المطلق”، مثلما يديرون الحرب في قطاع غزة.
——————————————-
هآرتس 23/6/2025
رهان نتنياهو على ترامب نجح، لكن اسقاط النظام في ايران أمر مختلف
بقلم: رفيف دروكر
رهان بنيامين نتنياهو نجح. رئيس الحكومة اثبت انه يفهم دونالد ترامب بشكل افضل مما يفهم الأخير نفسه. لقد تعودنا على التفكير بانه عندما أي رئيس أمريكي “لا” بشكل علني، فان هذا يعني “لا”. ولكن الامر ليس هكذا لدى ترامب. حسب “نيويورك تايمز” فان “لا” تم اعطاءها أيضا في محادثتين بين ترامب ونتنياهو.
نتنياهو بعد 7 أكتوبر يوجد في نفسية من ليس لديه ما يخسره. فقد اظهر تصميم غير مسبوق لشخص يامل ان يغطي هجوم ناجح على ايران على فشل 7 أكتوبر، وتجاهل تحفظات الجيش التقليدية التي لم ترغب بهجوم لا تكون الولايات المتحدة طرفا فيه، وراهن على ان ترامب الذي يحب الدراما لن يتمكن من البقاء بعيدا على الأضواء خاصة اذا نجح الهجوم الإسرائيلي.
لقد افترض رئيس الحكومة بان ترامب لن يستمع لأجهزة المخابرات لديه، التي قدرت بأنه لا يوجد قرار في ايران لانتاج القنبلة. ونجح في خلق الشعور بالحاحية اللحظة الأخيرة ونشر معلومات عن تقدم ايران في مجال التوصل الى السلاح النووي، وعلى أساس النجاح الكبير للضربة الافتتاحية جر ترامب الى الحرب. وقد تبين ان نتنياهو يعرف كيفية قراءة ترامب بشكل جيد افضل بكثير من مراسلين مثلي، الذين اخطأوا واستمعوا لما قاله الرئيس.
القرار المهم جدا للحرب هو قرار تساحي هنغبي، اجراء مقابلة في اليوم الأول للحرب والقول فيها بانه لا توجد طريقة عسكرية للقضاء على المشروع النووي الإيراني. يبدو ان هنغبي المجرب ادرك ان الشجرة العالية التي تسلقها نتنياهو بتصريحاته الأولية، “سندمر النووي الإيراني”، تحتاج الى تدقيق وتحديث. سندمر بواسطة الاتفاق، شرح هنغبي. أيضا هذا الهدف سيكون تحقيقه صعب. اذا لم يسقط النظام فانه توجد احتمالية لان يحدث العكس. في نهاية الحرب سينتهي النقاش الإيراني الذي استمر لسنوات طويلة حول الزعيم خامنئي فيما يتعلق بالقنبلة، وسيتم اتخاذ قرار بالسير بشكل حثيث نحو السلاح النووي. اذا كانت لدينا قنبلة، فسيكون أولئك الذين حياتهم مرهونة ببقاء النظام، لم يكونوا ليتجرأوا على مهاجمتنا.
النقطة الاقسى على الحل هي لماذا وضع نتنياهو هدفين اخرين لهذه الحرب، واحد منهما اثناء الحرب، تصفية الصواريخ البالستية ووقف تمويل المنظمات الإرهابية. هذين الهدفين مبررين ومباركين، لكن ليس لهما أي أساس مسبق، لا مفاوضات أو اتفاق أو رقابة. كيف يخطط نتنياهو لعدم التدهور الى حرب استنزاف في الوقت الذي لا يتم فيه تحقيق هذين الهدفين، حتى لو ظاهريا؟.
مصدر رفيع في محيط نتنياهو همس لي “نحن ببساطة سنتوقف عندما نريد. ايران لن تتجرأ على الاستمرار”. واذا تجرأت؟ سألت. “نحن أيضا سنعود”، قال. “يوجد لدينا تفوق مطلق هناك”. واضح أن هدف نتنياهو الحقيقي هو اسقاط النظام. هذا هو التغيير الوحيد الذي وبحق يمكن ان يضمن تحقيق الأهداف الضخمة. طالما بقي النظام فانه تصعب رؤية طريقة لمنعه من تمويل الإرهاب وتطوير الصواريخ البالستية وربما حتى الاندفاع نحو انتاج القنبلة.
في هذه الاثناء تصعب رؤية علامات على اسقاط النظام، وبالتأكيد ليس اثناء الحرب، التي تدفع عدد غير قليل من مراكز القوة في ايران الى معارضة الهجمات على دولتهم. الحقيقة هي ان اسقاط النظام هي عملية لا يمكن تقديرها. الاتحاد السوفييتي، مصر وسوريا، انهارت بمرة واحدة، بدون معركة، وبعد عشرات السنين التي بقيت فيها قائمة كنظام معظم سكانه يكرهونه.
السؤال الكبير هو هل ترامب استنفد طاقته أم ان هذه ستكون حملة جوية متواصلة، حملة مشتركة أمريكية – إسرائيلية ستضعف اكثر النظام في ايران. هل سيتخلى عن عناده ويواصل حرب الاستنزاف حتى يشعر بانه استعاد شيئا من كرامته؟. هذه طريقة مهذبة للسؤال متى سنستعيد حياتنا؟.
—————————————–
معاريف 23/6/2025
ترامب مستعد ان ينجر الى مواجهة واسعة ام استعراض قوة منضبط يستهدف الردع؟
بقلم: آنا برسكي
عندما انطلقت القاذفات الامريكية نحو منشآت النووي في ايران، كان يخيل للحظة ان الكثيرين حبسوا انفاسهم في الولايات المتحدة، في إسرائيل وفي العالم كله. لكن بالنسبة لبعض من الأمريكيين كان هذا إحساسا بالعودة المركبة على بدء. فقرار الرئيس ترامب تنفيذ حملة “مطرقة نصف الليل” لم تفاجيء الكثيرين في واشنطن، لكنها اثارت على الفور نقاشا عاصفا على دروس الماضي – واساسا على الخطر الذي في تكرار أخطاء الولايات المتحدة في العراق.
النقاش الجماهيري الذي ثار في اعقاب الهجوم لا يتركز على مسألة ما فيه من حق – بل على مسألة الثمن. في نظر مؤيدي ترامب يعد هذا ردا زعاميا على استفزازات إيرانية لا تتوقف منذ 7 أكتوبر، بعد سلسلة اخطارات لم تلتقط ولم تستجاب. بالمقابل يرى معارضوه في ذلك خطوة متسرعة، عديمة استراتيجية خروج واضحة، بلا نقاش جماهيري او اسناد من الكونغرس.
ثمة من شبه الخطوة بالاجتياح الأمريكي للعراق في 2003، ليس بسبب وجه الشبه التكتيكي بل بسبب الدينامية السياسية التي ترافقها. في حينه أيضا كان هذا رئيس جمهوري، وفي حينه أيضا خرجت الولايات المتحدة الى هجوم واسع النطاق على دولة إسلامية في الشرق الأوسط، وفي حينه أيضا عرض مبرر أمني تركز على التهديد النووي. النتيجة معروفة – يتعلمه الناس في دروس التاريخ.
هذه المرة، الوضع اكثر تعقيدا بكثير. ايران 2025 ليست العراق بداية سنوات الالفين. يدور الحديث عن دولة مع شبكة تحالفات إقليمية إشكالية، اذرع إرهاب تمتد في دول عديدة، واساسا – جمهور لن يثور بالضرورة ضد النظام في اعقاب هجوم خارجي. حقيقة أن الهجوم تم دون مصادقة الكونغرس تعزز الادعاءات بانها خطوة سياسية أكثر مما هي امنية.
وهنا يطرح السؤال المركزي – ماذا بعد؟ هل ترامب مستعد لان ينجر الى مواجهة واسعة النطاق ام هذه هي استعراض قوة منضبط يستهدف الردع فقط؟ اذا كان الحديث يدور عن خطوة تكتيكية فعلى الولايات المتحدة ان تعمل الان في الساحة الدبلوماسية وبشكل مؤكد كي تكبح تصعيدا زائدا. اما اذا كان الاتجاه مختلفا ووجهة ترامب نحو إمكانية معركة طويلة فاننا نكون نقف امام فترة اخطر بكثير، مع تداعيات جسيمة على الأسواق، الحدود وميزان الردع الإقليمي.
الواضح هو ان الرد الإيراني سيأتي – عبر حزب الله، هجمات سايبر او وسائل أخرى. عندما يحصل هذا ستقف واشنطن امام حسم جديد – هل تواصل الطريق المركب والمعقد او تتوقف. تاريخ الشرق الأوسط يدل على أنه سهل جدا الدخول لكن صعب جدا الخروج من المعركة. ما يبدأ بقصف مركز قد ينتهي بوحل دامٍ. وهذا بالضبط الموضوع الذي سيطرح في الأيام القريبة القادمة على المناقشات الكثيرة في البيت الابيض، في المجال السري في القدس وفي الخط الأحمر الذي يربط بينهما.
——————————————
هآرتس 23/6/2025
مقابل الإنجاز في ايران، في غزة نتنياهو توجهه اعتبارات سياسية
بقلم: يوسي فارتر
بنيامين نتنياهو، مثل دونالد ترامب، تعود على التذمر دائما من أنه لا يحصل على التقدير الذي يستحقه. فقط يهاجمون وينتقدون ولا احد منهم يثني عليه أو يمتدحه. “حتى لو مشيت على الماء سيقولون بأنني لا أعرف السباحة”، هكذا احتج ذات مرة. عن الأيام العشرة الأخيرة وبحق (“الأيام العشرة في حزيران”، هكذا ربما سيسمون الفيلم) يستحق كل الثناء الموجود في العالم.
قرار مهاجمة ايران، سواء من خلال الأمل والتقدير أو من خلال المعرفة بان ترامب سينضم، تبين انه احد القرارات المبررة في تاريخ إسرائيل. المشروع النووي الإيراني تعرض لضربة شديدة (الى أي درجة هي شديدة، هذا ما سنعرفه قريبا)، ليس هذا فقط بل أيضا الظواهر العرضية لها هي في معظمها إيجابية. الأهم من بينها هو تعزيز التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة. الشكوك التي كانت لدى ترامب بخصوص نتنياهو بعد اغتيال قاسم سليماني اختفت. ضرب ايران هو مهم وسيكون بالإمكان استغلاله في المستقبل من اجل التوصل الى اتفاق التطبيع مع السعودية ومع دول إسلامية أخرى.
الانتجازات في ايران تبرز بصورة اكبر كارثة 7 أكتوبر، الهرب من تحمل المسؤولية، تشويه جهاز الامن ومنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وفي المقام الأول جريمة التخلي عن المخطوفين. الابعاد والقوة لهذه المأساة فقط تزداد في اعقاب الاقوال التي قالها نتنياهو في الأسبوع الماضي، وهي أن خطة الهجوم المحدودة بدأت في تشرين الثاني الماضي بعد هزيمة حزب الله وإخراج منظومة الدفاعات الجوية في ايران عن العمل، وأن الموعد الأصلي كان في نيسان قبل شهرين تقريبا (لكن الأمريكيين طلبوا إعطاء فرصة للمفاوضات).
اذا كان الامر هكذا فلماذا لم يعمل رئيس الحكومة على انهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة جميع المخطوفين؟. فمنذ تشرين الثاني، كانون الأول، وبالتأكيد من كانون الثاني الماضي (وعمليا قبل ذلك بكثير) لا توجد حرب في غزة. هناك مهمات امن جاري. حماس هزمت. الادعاء بانه “اذا انهينا الان فان هذا سيكون استسلام لأن حماس ستبقى على الحدود”، هو ادعاء لا أساس له. ما الذي فعلناه هناك خلال اكثر من 20 شهر.
السبب الوحيد في ان نتنياهو لا ينهي الموضوع في غزة كان وما زال سياسيا. ومن اجل ذلك يقتل الجنود ويموت المخطوفين. وسائل الاعلام البيبية بدأت امس في تسويق رواية جديدة وهي أنه لو أن يحيى السنوار لم يهاجم في 7 أكتوبر لما كنا وصلنا الى هذا الحد ولما كنا شاهدنا تدمير المشروع النووي الإيراني. الرسالة الضمنية هي انه بنظرة الى الوراء أيضا ابعاد الفشل تأخذ تناسبا – من هنا أيضا تاتي مسؤولية الزعيم. يئير نتنياهو اخذ ذلك خطوة الى الامام. ففي تغريدة ساخرة قال “الفرق بين الهجوم في ايران وبين 7 أكتوبر هو الدولة العميقة. في السابق عرفنا أن ما يبدأ في العقل المريض وفي آلة الطباعة المسممة للابن يصل الى احاطات الأب وأفلامه.
نتنياهو لمح أمس بانه من ناحيته يمكن انهاء الحرب مع ايران، بعد أن تحقق وعده الذي استمر لسنوات كثيرة، وهو تدمير المنشآت النووية في ايران. هذا هو بيبي الذي كان ذات يوم والذي سعى الى انهاء العمليات بسرعة قبل أن تتعقد الأمور. هكذا هو فعل في لبنان وهكذا هو لا يفعل في غزة، لأن الخوف من سموتريتش وبن غفير يصيبه بالشلل. هذا وهم مطلق. حتى لو اعلن الان عن انهاء الحرب وعن صفقة جريئة تشمل اطلاق سراح آلاف المخربين مقابل خمسين مخطوف، احياء واموات، فان ملائكة التخريب هذين لن يغردا.
مناقشة مسالة “كيف سيذكر التاريخ نتنياهو” تشغلنا منذ 8 أكتوبر، وأيضا قبل المذبحة في غلاف غزة التي جاءت في ذروة الانقلاب النظامي الذي مزق الدولة الى أشلاء. النجاحات العملياتية في القطاع وفي لبنان وبشكل غير مباشر في سوريا، لم تحسن وضع كتلة نتنياهو في الاستطلاعات لأن الفهم كان ان الإنجازات هي للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو وشعبة الاستخبارات والشباك والموساد – الأجهزة التي نتنياهو ومبعوثيه شهروا بها.
اذا كنا نتكلم عن التاريخ فهاكم واقعة غير بعيدة. قبل عقد تقريبا انتشر مفهوم “يتسهار مقابل بوشهر”. في عهد أوباما تم التحدث عن صفقة. تجميد البناء في المستوطنات مقابل موافقة الولايات المتحدة على أن تهاجم إسرائيل لوحدها المنشآت النووية في ايران. أمس نشرت صور للمنشأة في بوشهر وهي ينبعث منها الدخان (من غير الواضح اذا تمت مهاجمتها)، في حين ان المستوطنة المتطرفة في جنوب نابلس ما زالت قائمة.
——————————————
يديعوت احرونوت 23/6/2025
فلنعلن عن النصر ونعود الى الديار
بقلم: ناحوم برنياع
بعد عشرين شهرا مضنية، مليئة بالنذور العسيرة، فان الرؤية تتشوش. من الصعب ان نلاحظ البشرى الطيبة حين تأتي. نتائج القصف الأمريكي في ايران أمس استقبلت من قبل خبراء عسكريين بنبرة خفيفة من خيبة الامل. فقد نجح الإيرانيون من أن يخرجوا من المفاعل في فوردو عتادا ومواد قبل الأوان، كما يقولون؛ الدمار كان شاملا اقل من التوقعات؛ شيئا ما من قدرة التخصيب بقي كاملا. نريد المزيد.
حتى لو كان في هذه التقارير ما هو حقيقي، فانها تفوت الامر الأساس: القصف الأمريكي جلب الشرق الأوسط كله الى مفترق تاريخي. كازينو ترامب أوقع دفعة واحدة وابلا من قطع القمار في أيدينا. الان هو الوقت لان نأخذ المال ونقطع الاشتباك.
بكلمات أخرى: ان نقول للرئيس الأمريكي شكرا، ابدا لن ننسى ما فعلته من أجلنا. انت الأعظم. لدينا طلب صغير آخر، تماما بيننا: رجاء افرض على ايران وعلينا وقف نار. ليس بعد أسبوعين، ليس بعد شهر – الان.
لماذا؟ لأننا وصلنا الى النقطة التي قل فيها انتاج الإنجازات والثمن المحتمل يرتفع. المصابون في المباني التي أصيبت بصاروخ، الطائرة التي من شأنها الا تعود، ثمن النفط الذي من شأنه أن يرتفع شاهقا، الحرب التي من شأنها أن تتعقد. اعلن النصر وارحل الى الديار، اقترح السناتور ليفورد كيس على الرئيس جونسون في حرب أخرى.
لماذا؟ لان الجيش متوتر حتى اقصى الدرجات؛ لان الخليط بين الزمن الضائع والضرر المتراكم لا يبشر بالخير. أمس زرت احد المواقع التي أصيبت في تل أبيب. عمارة سكنية واحدة مدمرة وعشرات، وربما مئات المنازل التي تضررت. أناس مذهولون ينظرون بصمت الى ممتلكاتهم الضائعة. الأطفال أيضا. الثمن لا يقاس فقط بعدد القتلى.
لماذا؟ لانه لعله توجد هناك فرصة حقيقية لتغيير مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط.
لست أنا وحدي توصلت الى الاستنتاج بانه حان الوقت: يشاركني في ذلك كثيرون وطيبون في أجهزة الامن، هنا وفي الولايات المتحدة. وهو لا يستند الى الاماني بل الى تحليل واعد للواقع. سأحاول التفصيل. العمليات الإسرائيلية في الأيام السبعة الأولى من الحرب تتلخص بنجاح لامع، ثمرة عمل سنين، باستثمار هائل من المال والمقدرات. ولعل اهم الانجازات هو تصفية العلماء. نحن نقول علماء ونفكر باناس يلبسون الرداء الأبيض الذين ينكبون على اختباراتهم في المختبر. خطأ: الأشخاص الذين صفوا كانوا مطوري سلاح، رؤساء برامج، خبراء اعلى. مثلما يحصل في دول أخرى، في إسرائيل أيضا، التطويرات التي عملوا عليها دفعت الى الامام في أحيان قريبة قرارات الزعيم وصممتها. تصفيتهم تخلق فراغا لسنين.
لقادة الجيش الذين صفوا سيوجد بدائل: لكن نظاما من نوع ايران الذي يطالب قادة الجيش بالولاء المطلق للزعيم وللرؤيا سيجد صعوبة اكبر من أنظمة أخرى لملء الفراغ.
لا يقل أهمية: تحققت سيطرة جوية مطلقة في غربي ايران. واتاحت السيطرة لسلاح الجو أن يضرب منشآت الإنتاج، ومنصات الاطلاق والمنشآت النووية، مما نظف الطريق لطيران القصف الأمريكي. مشكوك أن كان ترامب سيقر الهجوم لو تخوف على أمن طياريه وطائراته.
لقد عانت معالجة نتنياهو للنووي الإيراني من الأخطاء. فقد اخطأ في محاولته احباط الاتفاق النووي من خلف ظهر أوباما واخطأ بالضغط الذي مارسه على ترامب في ولايته الأولى بالانسحاب من الاتفاق دون أن يطرح بديلا.
لكن بدونه ما كان ليكون الهجوم الحالي على ايران. أولا، هو، بقوة إقناعه، جلب خطوة ترامب هذه، الرئيس الذي روج للانعزالية واقسم الا تنشب حرب في عهده؛ ثانيا، هو الذي اتخذ القرار. يحتمل أن رئيس وزراء آخر كان سيعمل مثله، لكن هذا كان هو، في ورديته. هو الرأس وهو المسؤول. يمكن التشكيك في جدوى الهجوم على ايران، لكن لا يمكن الغاء المساهمة الهامة لنتنياهو.
لقد عرف كيف يدخلنا الى ايران. مشكوك أنه يعرف كيف يخرجنا من هناك. مثلما في غزة، يصعب عليه الانهاء. واليوم لا يوجد من يساعده على الخروج، لا في الكابنت ولا في العائلة. الرجل الوحيد الذي يمكنه أن يفعل ذلك هو ترامب.
——————————————
هآرتس 23/6/2025
انضمام الولايات المتحدة الى الحرب لا يبشر بالضرورة باسقاط نظام آيات الله
بقلم: كسانيا سبتلوفا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بالوفاء بوعده. فقد ارسل الى ايران القاذفات الثقيلة التي حملت “خارقة التحصينات” وقام بقصف ثلاث منشآت نووية وهي فوردو ونتانز واصفهان. منذ الساعات الأولى بعد القصف وفي ذروة النشوة المجنونة التي سيطرت على دولة كاملة في الشرق الأوسطـ، بدأت تطفو أسئلة هامة: ما الذي حدث لنصف الطن من اليورانيوم المخصب، الذي يبدو انه تم نقله من منشأة فوردو الى مكان آخر، وكيف يمكن انهاء الحرب بعد ان أوقع الجيش الأمريكي هذه الضربة القاسية على النظام في ايران. اذا كان واضح قبل القصف بان الطرفين يتجهان، سواء للدبلوماسية أو الحرب، فما الذي سيحدث الآن عندما في الواقع انضمت الولايات المتحدة للجهد العسكري لإسرائيل للمرة الأولى في تاريخها؟.
في ظروف صعبة وجدت ايران نفسها في عزلة تامة: روسيا والصين ادانت بشدة الهجوم الأمريكي. وقبل ذلك ادانت الهجوم الإسرائيلي. ولكنها غير مستعدة لعرض على طهران أي حل عسكري أو حماية دبلوماسية حقيقية. في نفس الوقت حتى الآن المليشيات الشيعية في لبنان وفي العراق ما زالت تجلس جانبا. أمس طوال الوقت واصلت جهات رفيعة في حزب الله وفي العراق الشرح لماذا إيران التي هي دولة سيادية وقوية تستطيع لوحدها مواجهة التهديد الأمريكي والإسرائيلي. الوحيدون الذين قفزوا على العربة هم الحوثيون. فقد اعلنوا عن الغاء اتفاق وقف النار مع الولايات المتحدة، ولكنهم حتى الآن لم يهاجموا السفن الامريكية.
ايران استثمرت في المقابل، خلال سنوات، في البرنامج النووي ومنظومة الوكلاء المتشعبة التي امتدت لتشمل سوريا، لبنان، العراق واليمن. وقد وافقت على اجراء المفاوضات مع الدول العظمى الخمسة شريطة أن لا يشمل الاتفاق أي ذكر لشبكة الوكلاء، وأيضا لم توافق على التنازل عن الذخر الثاني لها وهو المشروع النووي. في 2021 انتقلت الى تخصيب اليورانيوم بمستوى عسكري، بعد التفجير في المنشأة النووية لتخصيب اليورانيوم في نتانز. في ايران اعتقدوا ان إسرائيل هي التي وقفت من وراء الهجوم على المنشأة، وأن الهدف كان افشال المفاوضات الايرانية حول الصفقة النووية.
في الأشهر الأخيرة في 2024، بعد ان حطمت إسرائيل قوة حزب الله، زادت ايران كمية اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة، التي هي مرحلة تقنية قصيرة فقط من المستوى المطلوب للسلاح النووي، 90 في المئة. الشعور بالتهديد الذي ازداد عند اسقاط نظام الأسد على يد من ترعاهم تركيا، فقط عزز هذا الشعور. واحتمالية تنازل طهران عن ذخرها النووي في اعقاب المفاوضات مع ترامب كانت ضعيفة من البداية، لأنه منذ لحظة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الأصلي تعامل النظام في ايران بتشكك مع الصفقات التي تقترحها الإدارة الامريكية في واشنطن.
السؤال الذي يقف الآن امام متخذي القرارات في إسرائيل وفي الولايات المتحدة وفي أوروبا والدول العربية هو هل القاء “أم القنابل” على فوردو ونتانز واصفهان حول الإيرانيين الى اكثر مرونة واستعداد للتنازل، أو العكس؟. بالنسبة للنظام في ايران فان “المظلة النووية” وبرنامج الوكلاء كان يمكن أن يوفرا له الحماية الكاملة من الذين حلموا باسقاطه من الخارج. توزيع القوة بين قوات الامن على أنواعها وبين الجيش والحرس الثوري، استهدف التوصل الى سيطرة مطلقة في الساحة الداخلية. لا شك ان النظام في ايران تعرض لضربة شديدة منذ 13 حزيران، وفقد الكثير من الذخائر الاستراتيجية. حتى الآن لا يوجد أي مؤشر على ان هذا النظام في الطريق الى الانهيار رغم كل ما يكتب حول ذلك في الاعلام الإسرائيلي. هذا النظام الذي وضع نصب عينيه القضاء على دولة إسرائيل وتصدير الثورة الإسلامية الى دول الشرق الأوسط وتحدي “الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة، ما زال يحكم. ولكنه الآن في حالة يأس وخوف.
ربما انهم في الولايات المتحدة يعتقدون ان القصف الليلي كان حدث لمرة واحدة، وأنه بعده سياتي آيات الله الى طاولة المفاوضات راكضين، وبسرور سيتنازلون عن طفلهم المدلل الذي كرسوا له جهودهم لثلاثة عقود. في الشرق الأوسط يعرفون ان الإيرانيين يتفوقون في الركض لمسافة طويلة. حتى لو كان نطاق أدوات طهران محدود، الا انها ما زالت تمتلك الوسائل لتهديد إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، ومهاجمة القواعد العسكرية الامريكية واغلاق مضيق هرمز – السيناريو الذي يمكن ان يهز الاقتصاد العالمي ويضر بشكل خاص بالصين، الداعمة الرئيسية لطهران، وبالدول العربية الجارة، التي تشعر الان بانها أسيرة لإيران وامريكا وإسرائيل.
بالطبع هناك موضوع النووي نفسه. سيناريو الكابوس هو نسخة طبق الأصل لحالة كوريا الشمالية: تركيز الجهود على القنبلة النووية وتحقيق اختراق سريع لضمان بقاء النظام. بعد الاختراق الكبير للموساد الإسرائيلي للمؤسسات الحكومية وقوات الامن الإيرانية فهل توجد احتمالية لحدوث ذلك؟. اذا تمكنت ايران من كمية كبيرة من اليورانيوم خلال أسبوع ونصف من الحرب، وكل ذلك تحت عيون الولايات المتحدة وإسرائيل، فان من المحتمل أن يتحقق هذا السيناريو.
الهدف الرئيسي للنظام في ايران منذ 1979 وحتى الآن كان وما زال البقاء. هذا النظام تجاوز الحرب مع العراق والعقوبات الشديدة ومحاولات التمرد الكثيرة، وتصلب جدا. الآن هو يحاول إدارة معركة محسوبة التي في نهايتها سيضمن بطريقة معينة استمرار بقاءه. “حلقة النار” في الشرق الأوسط التي بنيت على مدى سنين لا يمكن ترميمها في الوقت الحالي. الخيار الثاني الذي يضمن استمرار بقاء النظام في ايران هو الخيار النووي. فهل رجال الدين الشيعة الذين يولدون ويعيشون ويموتون في ظل المعاناة والاضطهاد، التاريخي والاسطوري، سيعطون الثقة للغرب، سواء كان الامر يتعلق بترامب أو أوباما أو أي شخص آخر. الإجابة على هذا السؤال لن تكون إيجابية الا اذا تم ترك ايران بدون الخيار النووي. ما زال من السابق لاوانه معرفة كيف ستنتهي الحملة الامريكية القصيرة والشديدة، واذا ما كان الشرق الأوسط سيتنفس بحرية اكبر، على امل أن يتم رفع السيف النووي عن عنقه.
——————————————
هآرتس 23/6/2025
أهالي “المخطوفين” لقادة إسرائيل: لا ذرائع بعد “فوردو”
بقلم: أسرة التحرير
أعلن ترامب قبل يومين عن ضرب مواقع النووي في فوردو ونطنز وأصفهان. بعد أن حيّا الجيش الأمريكي على عمله، أضاف: “حان الآن وقت السلام. هذه لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم. إيران ملزمة بإنهاء الحرب”. كما لعب السلام دور النجم في تصريحات نتنياهو، “بداية نستخدم القوة، ثم يأتي السلام”، وأضاف: “سيذكر التاريخ أن الرئيس ترامب منع السلاح الخطير. زعامتك تمضي بمستقبل ازدهار وسلام”.
الهجوم الأمريكي خطوة تاريخية تحدث تغييراً، لكن قد تشعل تصعيداً إقليمياً خطيراً، يجر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة وكثيرة الضحايا، وربما العالم كله إلى نزاع عظيم.
محظور الانجرار إلى حرب لا نهاية لها، تضرب الجبهة الداخلية، وتعطل الاقتصاد، وتعمق الحفرة المالية، وتنهك المجتمع الإسرائيلي. وبالتأكيد، لا ينبغي إعطاء مكان لأفكار خطيرة عن “إسقاط النظام” في إيران. فثمن تدخل من هذا النوع رأيناه في الشرق الأوسط من قبل.
المناطق التي يمنع على الغزيين التواجد فيها تحتل أكثر من 82 في المئة من أراضي القطاع، ويكتظ مليونا نسمة في 18 في المئة من أراضيه. وصل الاكتظاظ في مخيمات النازحين إلى مستوى لا يطاق. في الشهر الأخير، اضطر 242 ألف نسمة للنزوح من بيوتهم مرة أخرى. أصبحت الظروف الصعبة واقعاً يومياً عسيراً، وكذا القتل المستمر. السبت، بلغت وزارة الصحة في غزة عن مقتل أكثر من 200 شخص في الـ 48 ساعة التي سبقت التقرير. حسب معطيات الوزارة، قتل في القطاع 55908 فلسطينيين منذ 7 أكتوبر، منهم 5599 منذ بداية المناورة البرية في آذار.
في إسرائيل أيضاً يدفع الناس ثمناً باهظاً: أمس، أعيدت جثث عوفرا كيدار، ويونتان سمرنو، وشاي لفنسون. لا يزال 50 مخطوفاً محتجزين في غزة، منهم 28 تقرر موتهم. على إسرائيل استغلال الزخم الناشئ عقب الهجوم في إيران لإنهاء الحرب في القطاع وإعادة المخطوفين. “الآن يمكن إعادة المخطوفين”، كتبت عيناب تسنغاوكر. “الآن يمكن إنهاء الحرب في غزة. حان الوقت، الآن”.
كما تصرخ عائلات المخطوفين وكما قال ترامب نفسه، “الزمن الآن للسلام”. على إسرائيل تحقيق اتفاق شامل لإنهاء الحرب وتحرير المخطوفين في إطار تطبيع إقليمي. عليها الترحيب بالدبلوماسية دون طرح المزيد من الاعتراضات على الجهد العالمي لإعادة إيران إلى المسار الدبلوماسي. واضح أن الجهد العسكري وحده غير كاف. ليس سوى خطوة سياسية واسعة يمكنها كبح البرنامج النووي الإيراني وضمان استقرار طويل المدى.
——————————————
معاريف 23/6/2025
عودة “النشوة الدينية”: كأنه حزيران 67
بقلم: د. يغئال كيبنيسمؤرخ، باحث في التاريخ السياسي لإسرائيل
في حزيران 1967 كان التهديد بإبادة إسرائيل والاستعدادات لتنفيذه قريبة من التحقق. اعد جهاز الأمن في حينه خطة عمل لإزالة التهديد استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة والى قدرة سلاح الجو. غير أن الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل أن تتصرف بضبط للنفس، حاولت التصدي للازمة بطريقة دبلوماسية، وفشلت. كما أن الرئيس الأميركي لم يكن مستعدا لاستخدام القوة لأجل إزالة التهديد عن إسرائيل. ضغط قادة الجيش على رئيس الوزراء لتنفيذ خطتهم العسكرية، التي استوجبت بدء الحرب لكنه تردد. وفقط بعد أن سحبت واشنطن اعتراضها على عملية إسرائيلية مبادر لها، صادق رئيس الوزراء للجيش بالعمل. وكان النجاح مذهلا.
التاريخ لا يعيد نفسه، لكن للسياقات توجد مزايا تكرر نفسها. في حزيران 1967، نشأت النشوة في إسرائيل فورا. وثمنها لم يتأخر في المجيء. بداية في آذار 1968 في الكرامة، بعد ذلك في أكتوبر 1968 في حرب الاستنزاف في القناة. غير أن المجتمع في إسرائيل واصل التجاهل بالاستشعارات التي كانت تدل على سلوك من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات قومية حتى قبل وقوعها. لم يقدر على نحو صائب ثمن السجود الذي نشأ للقوة العسكرية، ولم يكن يقظا للانتقال غير المنضبط من فرحة النصر العسكري ومن الافتخار بطريقة تحقيقه إلى وقاحة وطنية متعالية ومفشلة.
لم يعطِ المجتمع رأيه بالإدمان الذي نشأ لإحساس “المعجزة الدينية” ولتحقق الوعد الإلهي بالملكية والسيطرة على “ارض الميعاد”. اختار الجمهور تجاهل بوادر المواجهة في المستوى السياسي بين الدين والصهيونية، بين الدين والدولة، بين الدين والقانون. كما أن الخطاب الجماهيري امتنع عن التصدي للإعلام المجند ولظواهر الاستخفاف بالجيشين المصري والسوري وبالرئيس السادات. ذروة ثمن النشوة تبينت في أكتوبر 1973.
واليوم؟ رئيس أميركي، فشل في تحقيق تسوية سياسية، لا يسارع إلى استغلال النجاح العسكري الإسرائيلي لتحقيق اتفاق يؤدي إلى إزالة التهديد النووي الإيراني والى تسوية سياسية إقليمية. بدلا من هذا يعمل على أن يعزو النجاح لنفسه أيضا، ويشعل النار العسكرية، سواء أدت هذه إلى إزالة التهديد النووي الإيراني أم لا. حرب، الآن، ستعرض على مدى سنوات طويلة الإسرائيليين والجاليات اليهودية في العالم لإرهاب متعاظم وأحداث انتقام.
وفي إسرائيل، سيداتي سادتي النشوة تعود. هي تناطح السماء وتطفئ أضواء حمراء تشهد على خطر في اتخاذ القرارات. فشل رئيس الوزراء: برفضه ضغط محافل الأمن قبل 7 أكتوبر، تصفية قادة “حماس” وإقامة بديل لسيطرة المنظمة في القطاع؛ بتركه بلدات الغلاف لمصيرها الآن أمام هجمة “حماس المردوعة” التي استعانت بتمويل هو نفسه حوّله إلى “حماس”؛ بتركه لمصيرهم جنودا ومواطنين في اسر متواصل؛ بإشعال الشرخ الداخلي في المجتمع الإسرائيلي؛ بقيادة إسرائيل نحو نظام دكتاتوري وبالتحريض ضد المحتجين على ذلك.
ولكل هذه ينضم السجود للقدرة العسكرية لـ”إسرائيل التي تتحكم بسماء طهران” وإحساس المعجزة الدينية التي تتثبت كسياسة مسيحانية لحكومة إسرائيل وتجد تعبيرها في إضعاف المجتمع وفي المس بقيمه الأساس.
—————–انتهت النشرة—————–