
المسار الإخباري :في ذكرى اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، كشفت مؤسسات الأسرى الفلسطينية عن تفاصيل مروّعة لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المعتقلين، مؤكدة أن السجون الإسرائيلية أصبحت مسالخ بشرية تمارس فيها كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بشكل ممنهج.
وأفادت كل من هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير، في بيان مشترك صدر اليوم الخميس، أنها وثّقت عشرات الشهادات من معتقلين فلسطينيين تعرضوا لتعذيب متواصل منذ لحظة الاعتقال، مرورًا بالتحقيق، وصولًا إلى الزنازين، حيث تتنوع الأساليب بين الضرب المبرح، الشبح، الصعق الكهربائي، التقييد المؤلم، والاعتداءات الجنسية.
وأكدت المؤسسات أن التعذيب لم يعد حالة استثنائية أثناء التحقيق، بل أصبح ممارسة يومية تشمل مختلف المعتقلين، بمن فيهم النساء والأطفال، في ظل حملات اعتقال مسعورة طالت الآلاف منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير.
وشمل التقرير شهادات عن تعذيب مروّع في معسكرات الاحتلال، أبرزها “سديه تيمان”، حيث سُجّلت حالات استشهاد واغتصاب داخل المعتقل، إلى جانب معسكرات النقب ومجدو وجلبوع وعوفر، والتي شهدت بدورها انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان.
كما أشار البيان إلى استخدام الاحتلال للأمراض كأداة للتعذيب، عبر حرمان الأسرى من العلاج والرعاية الصحية، الأمر الذي أدى إلى إصابات بليغة وحالات بتر أطراف.
وذكرت المؤسسات أن سلطات الاحتلال حولت حتى زيارة المحامين إلى فرصة لإذلال المعتقلين، عبر الاعتداء عليهم خلال عمليات النقل، مشيرة إلى وجود مقاطع مصورة توثق هذه الجرائم.
وطالبت المؤسسات الحقوقية المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة بالتحرك الفوري لمساءلة الاحتلال ومحاسبة قادته أمام المحاكم الدولية، مع التأكيد على أهمية فتوى محكمة العدل الدولية التي تؤكد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب الإحصائيات الأخيرة، فإن عدد الأسرى في سجون الاحتلال يبلغ 10,400 معتقل، بينهم 47 امرأة و440 طفلًا، و3,562 معتقلًا إداريًا، بالإضافة إلى 2,214 أسيرًا من قطاع غزة تصنفهم سلطات الاحتلال كمقاتلين “غير شرعيين”. كما استشهد 72 أسيرًا منذ اندلاع العدوان، ولا يزال مصير العشرات مجهولًا بفعل الإخفاء القسري