
المسار : هاجم الجيش الإسرائيلي دبابات في قرية سميع الواقعة بمحافظة السويداء جنوبي سورية، وذلك في وقت تشهد المحافظة اشتباكات مسلحة، أسفرت عن 89 قتيلا على الأقل؛ وفق آخر حصيلة أعلن عنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الإثنين، فيما ادّعى الجيش لاحقا استهداف الدبابات، لعرقلة وصولها إلى السويداء، وتشكيلها تهديدا لإسرائيل.
وجاء في بيان مقتضب للجيش الإسرائيلي، أنه “هاجمنا عدة دبابات في منطقة قرية السميع جنوب سورية”، كما أعلن وزير الأمن الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، مهاجمة أهداف في سورية، “كرسالة تحذير للنظام السوريّ”، بادعاء “عدم السماح بإلحاق الأذى بالدروز”.
وأفادت تقارير، مساء الإثنين، باستهداف “غارة إسرائيلية، الطريق بين قرية المزرعة ومدينة السويداء، حيث تتقدم قوات الجيش السوري”.
وأكدت تقارير “مقتل عنصر من قوات الحكومية السورية، جراء غارة إسرائيلية، استهدفت منطقة المزرعة بريف السويداء”.
وقال الجيش الإسرائيليّ في بيان، إنه “في وقت سابق من اليوم الإثنين، رُصدت عدّة دبابات في المنطقة الواقعة بين السيجين وسميع، متجهة نحو السويداء جنوبي سورية، وهاجم الجيش الدبابات، لعرقلة وصولها إلى المنطقة”.
وذكر أن “وجود هذه الدبابات في جنوب سورية، قد يُشكّل تهديدًا لإسرائيل، ولن يسمح الجيش الإسرائيلي بوجود أي تهديد عسكريّ، جنوبي سورية، وسيعمل ضدّه، وسيواصل مراقبة التطورات في المنطقة”.
غارات إسرائيليّة على ريف السويداء بعد دخول الأمن السوريّ
وشنّ الجيش الإسرائيلي، الإثنين، 3 غارات جوية على ريف السويداء جنوبي سورية، بعد دخول قوات رسمية إلى المنطقة لفض نزاع مسلح أسفر عن قتلى وجرحى.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”: “شن طيران الاحتلال الإسرائيلي اليوم (الإثنين) ثلاث غارات استهدفت محيط بلدتي المزرعة وكناكر في ريف محافظة السويداء”.
وأوضحت الوكالة أن الغارات الإسرائيلية، أسفرت عن وقوع خسائر مادية.
وأشارت إلى أن الغارات جاءت بعد أن “شهدت محافظة السويداء خلال اليومين الماضيين اشتباكات بين مجموعات خارجة عن القانون أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين، فيما دخلت قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى القرى والبلدات المتأثرة بهذه التطورات الدامية، لفض الاشتباك وحماية المواطنين وممتلكاتهم”.
وفي وقت سابق الإثنين، أورد موقع “واللا” الإلكتروني، أن الهجمات استهدفت دبابات اجتازت المنطقة العازلة بين إسرائيل وسورية، ونقل عن مصدر عسكري، قوله إن “هدف الهجمات هو إحباط تحرك دبابات إلى منطقة لا يمكن دخول دبابات عسكرية سورية إليها”.
وأضاف المصدر نفسه، أن “الحديث يدور عن عملية استثنائية، ولكنه كان جزءا من تشكيل المنطقة وترسيخ حقائق ميدانية حول ما لن توافق إسرائيل على حدوثه فيها”.
وذكر المرصد السوري، أنه “وبالتوازي مع الاشتباكات حلقت طائرة حربية إسرائيلية في أجواء المنطقة، وأطلقت بالونات حرارية وسمع دوي انفجارات لم يتم التأكد إذا ما كان نتيجة استهداف إسرائيلي أو أصوات قذائف بالأسلحة الثقيلة خلال الاشتباكات”.
وأعلنت إسرائيل مرارا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024، تنفيذ عدة هجمات وعمليات في الأراضي السورية، وذلك تحت ذريعة “حماية الدروز”.
وتشهد السويداء منذ صباح الأحد اشتباكات عنيفة بين مسلحين من عشائر وأهالي المحافظة، وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الاشتباكات العنيفة في الريف الغربي من المحافظة تتواصل لليوم الثاني على التوالي، حيث تتركز المعارك عند محور قرية كناكر وفي بلدتي الثعلة والمزرعة.
وارتفعت حصيلة الضحايا جراء الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في محافظة السويداء منذ صباح الأحد إلى 89 قتيلا بينهم طفلان وامرأتان؛ وهم: 50 من أبناء السويداء بينهم طفلان وامرأتان، و18 من بدو السويداء، 14 من وزارة الدفاع و7 مجهولي الهوية يرتدون الزي العسكري، بالإضافة إلى عشرات الجرحى بينهم أطفال وبعضهم بحالات حرجة؛ بحسب المرصد السوري.
وأشار المرصد، إلى أنه مع استمرار الاشتباكات تعمل الكوادر الطبية بكامل طاقتها في ظل النقص الحاد في المستلزمات الطبية وتزايد أعداد الجرحى، إذ بلغ عددهم نحو 200 مصاب وصلوا إلى المشفى الوطني في السويداء منذ صباح الأحد.
ودفعت وزارة الدفاع السورية بتعزيزات عسكرية إلى السويداء، تضم مختلف أنواع الأسلحة وعشرات العناصر، بهدف دعم الحواجز الأمنية التي تعرضت للهجوم، في وقت تشارك فيه بعض تشكيلات الوزارة في القتال لفض الاشتباكات المسلحة في ريف المحافظة.