دولي

سجلات الطيران تكشف اختفاء العشرات من المهاجرين خلال رحلات ترحيل إلى السلفادور من الولايات المتحدة

المسار : أظهرت سجلات الرحلات الجوية أن عشرات الأشخاص، الذين لم تعترف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجودهم مطلقًا، كانوا مدرجين على قوائم ثلاث رحلات ترحيل من تكساس إلى السلفادور خلال مارس/ آذار الماضي.

ووصف أحد نشطاء حقوق المهاجرين هذه الحالات بأنها “اختفاءات قسرية”، معتبرًا أن ترحيل هؤلاء الأشخاص دون أي إعلان رسمي أو إقرار بوجودهم يشكّل انتهاكًا صارخًا للإجراءات القانونية وحقوق الإنسان.

وذكرت منصة “404 ميديا” يوم الخميس أن أحد القراصنة اخترق في مايو/ أيار شركة الطيران التي نفذت تلك الرحلات، والتي تخضع حاليًا لطعون قضائية من منظمات بينها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU) ومؤسسة “الديمقراطية إلى الأمام” (Democracy Forward).

وقد أظهرت البيانات التي حصل عليها المخترق أن أكثر من 40 رجلًا وامرأة أُدرجوا على قوائم ركاب طائرات أرسلتها إدارة ترامب في 15 مارس/ آذار، إلى جانب آخرين سبق أن أوردتهم شبكة “سي بي إس نيوز” ضمن قائمة المرحّلين إلى مركز اعتقال الإرهاب (CECOT) في السلفادور.

وبحسب تقرير “سي بي إس نيوز”، فإن 238 شخصًا قد نُقلوا إلى مركز الاعتقال دون محاكمة أو إجراءات قانونية، في إطار صفقة بقيمة 6 ملايين دولار مع الرئيس السلفادوري اليميني المتطرف نجيب أبوكيله، إلا أن القوائم الجديدة ترفع العدد إلى ما لا يقل عن 281 شخصًا.

وقد حطت تلك الرحلات في السلفادور رغم قرار قضائي فدرالي بمنعها، وأكدت ميشيل برانيه، من منظمة “معًا وأحرار” لحقوق المهاجرين، لمنصة 404 ميديا، أن “لدينا الآن قائمة بأشخاص لم تعترف بهم الحكومة الأمريكية رسميًا بأي شكل، وليس لدينا أدنى فكرة إن كانوا في مركز CECOT أو في مكان آخر، أو إن كانوا قد حصلوا على محاكمة عادلة أساسًا”.

وأضافت: “أعتقد أن هذا يوضح مجددًا القسوة وانعدام الإجراءات القانونية في هذه العمليات، ويُعدّ دليلًا إضافيًا على أن الحكومة الأمريكية تتعمد إخفاء أشخاص قسرًا… فبالنسبة لغالبية هؤلاء، لا يوجد أي سجل على الإطلاق، لا ملفات قضائية، لا شيء”.

ورغم عدم التأكد مما إذا كان كل من وردت أسماؤهم في قوائم الرحلات قد صعدوا بالفعل على متن الطائرات، إلا أن تقرير 404 ميديا يؤكد أنه “في حال كانوا على متن تلك الرحلات، فلا يُعرف حاليًا أين هم”.

وأشار التقرير إلى أن عائلة أحد الرجال المدرجين في القوائم – ولم يُذكر اسمه من قبل ولم تعترف إدارة ترامب به – نظّمت احتجاجات على اختفائه في بلده الأصلي فنزويلا.

وقالت آنا نافاس، والدة كيدر ألكسندر فلوريس نافاس، في فيديو نُشر عبر تيك توك في مارس/ آذار، إنها توقفت عن تلقي أي أخبار من ابنها في اليوم نفسه الذي أقلعت فيه طائرات الترحيل، ثم رصدته في صورة ملتقطة لسجناء داخل مركز CECOT.

وأضافت لصحيفة “دياريو فيا” الفنزويلية: “لم يكن اسمه مدرجًا على أي قائمة. لكن هذه الصورة التُقطت في السلفادور”.

ووصف آرون رايشلين- ميلنيك، الزميل البارز في مجلس الهجرة الأمريكي، الكشف عن سجلات الرحلات بـ”قصة رعب”.

وقال إن تقرير 404 ميديا “يوفر أول تأكيد علني لهوية بعض الأشخاص الذين أخفتهم إدارة ترامب في 15 مارس/ آذار”.

وأضاف: “كثير من الذين أرسلوا إلى مركز CECOT دخلوا الولايات المتحدة بشكل قانوني عبر المعابر الحدودية، بعد أن قدّموا أنفسهم بالكامل للسلطات… وحتى إن كان دخولهم غير قانوني، فلا شيء يبرر اختفائهم وسجنهم المؤبد دون محاكمة. هذا لا يمتّ بصلة للقيم الأمريكية”.

ويأتي الكشف عن سجلات الرحلات بعد أيام من تقديم وثيقة قضائية أظهرت أن مسؤولين سلفادوريين أبلغوا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن للولايات المتحدة الولاية القانونية على الأشخاص المحتجزين في CECOT، وذلك ردًا على استفسار بشأن “حالات اختفاء قسري” لأربعة فنزويليين.

وقد أنكرت إدارة ترامب، كما الرئيس أبو كيله، امتلاكها الصلاحية القانونية لإعادة المحتجزين من CECOT إلى الولايات المتحدة.

من جهته، قال لي غيليرنت، المحامي الرئيسي في قضية ACLU المتعلقة بتلك الرحلات، لمنصة 404 ميديا، إن من “الضروري” أن يعرف الجمهور من كان على متن رحلات 15 مارس/ آذار.

وأضاف: “هؤلاء الأفراد أُرسلوا إلى سجن شبيه بالغولاغ دون أي إجراءات قانونية، وربما لبقية حياتهم، ومع ذلك لم تقدّم الحكومة أي معلومات جوهرية عنهم، ناهيك عن أدلة ضدهم… الشفافية في وقت كهذا أمر حاسم”.