أهم الاخبارفلسطيني

غزة تموت جوعًا.. رغيف الخبز يتحوّل إلى معركة وجود والمجاعة تطرق أبواب الأطفال

المسار الإخباري :بينما ينشغل العالم بالتصريحات السياسية والمبادرات الدبلوماسية، يواجه أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة عنوانها الجوع، وسلاحها الحصار، ومرتكبها الاحتلال الإسرائيلي الذي يُمارس سياسة ممنهجة لتجويع المدنيين وتحويل الغذاء إلى أداة حرب.

أطفال يُقتلون من أجل الماء

وثّقت صحيفة The Guardian استشهاد طفلين شقيقين، “كرم” (9 سنوات) و”لانا” الملقبة بـ”لولو” (10 سنوات)، إثر غارة استهدفت محطة مياه شمال غزة أثناء محاولتهما جلب الماء لعائلتهما. والدة الطفلين لم يُسمح لها حتى بوداعهما بسبب التشوهات الناتجة عن الانفجار.

الجوع يتفاقم.. والموت يزحف

بحسب تقارير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، فإن 93% من سكان غزة يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينما يُواجه نحو 470,000 شخص “جوعًا كارثيًا”. أطفال دون الخامسة وأمهات يعانون من سوء تغذية حاد في ظل غياب شبه تام للرعاية الصحية

المساعدات ممنوعة والقتل قرب شاحنات الإغاثة

في مشهد صادم، استشهد 32 فلسطينيًا بنيران جيش الاحتلال أثناء محاولتهم الوصول إلى شاحنات مساعدات غرب غزة. وأشارت تقارير إلى أن القوات الإسرائيلية تطلق النار بشكل ممنهج على المدنيين قرب نقاط التوزيع، ما حوّلها إلى “فخاخ موت” كما وصفتها فايننشل تايمز.

انقطاع الزراعة والصيد.. وانهيار الأمن الغذائي

أكثر من 70% من الأراضي الزراعية دُمّرت بفعل القصف، و95% من الماشية نفقَت. أما الصيادون فإما قُتلوا أو اعتُقلوا، ما أوقف 80% من قوارب الصيد. غزة لم تعد قادرة على إنتاج أو الحصول على طعامها.

الأمم المتحدة: غزة تواجه مجاعة من صنع الإنسان

مديرة اليونيسف، كاثرين راسل، وصفت الوضع بأنه انهيار تدريجي ومدروس، فيما قالت مديرة برنامج الغذاء العالمي: “الغذاء متوفر عند الحدود… لكن لا نستطيع إدخاله”. التقرير الأممي يحذر من أن آلاف الأطفال قد يموتون جوعًا في الأشهر القادمة.

التجويع جريمة حرب

بحسب نظام روما الأساسي، يُعد استخدام التجويع ضد المدنيين جريمة حرب. منظمات دولية عدة، منها هيومن رايتس ووتش وأوكسفام، اتهمت إسرائيل باستخدام الجوع كسلاح. ومع ذلك، فإن آليات المحاسبة ما تزال معطّلة بفعل الضغوط السياسية، ما يُكرّس سياسة الإفلات من العقاب.

العالم أمام امتحان أخلاقي

المجاعة في غزة ليست مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة ممنهجة تُرتكب على مرأى من العالم. الطفل الذي يبحث عن الخبز لم يعد ضحية مجازفة، بل هدفًا مباشرًا. وإن لم يتحرك العالم لوقف هذا الانهيار، فإن الجوع في غزة سيُسجَّل كوصمة عار في جبين الإنسانية إلى الأبد.