
المسار الإخباري :في مقال تحليلي نُشر في صحيفة “بلومبرغ”، دعا دينيس روس، أحد أبرز مهندسي اتفاقيات أوسلو والمستشار السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إلى استثمار ما وصفه بـ”الفرصة التاريخية” لإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد التطورات الإقليمية الأخيرة وخاصة حرب غزة.
كامب ديفيد وأوسلو.. عِبر من الماضي
استعرض روس مسيرته كمفاوض رئيسي في إدارة الرئيس بيل كلينتون، وذكّر بتفاؤله خلال قمة كامب ديفيد عام 2000، حيث تم التوصل إلى اتفاقيات جزئية مثل “غزة-أريحا” و”بروتوكول الخليل”. وأشار إلى استعداد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لقبول مقترحات أمريكية آنذاك، لكنه رفض لاحقًا “معايير كلينتون”، ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.
اتفاقيات أبراهام وتداعيات 7 أكتوبر
اعتبر روس أن اتفاقيات أبراهام عام 2020 شكلت نقطة تحول في العلاقات الإسرائيلية-العربية، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس بايدن كادت تتوصل إلى صفقة تاريخية مع السعودية، تتضمن تطبيع العلاقات مقابل ضمانات دفاعية ودعم في المجال النووي المدني.
إلا أن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، كما يرى روس، جاء لإفشال هذا المسار، وهو ما أكده مسؤولون سعوديون أخبروه أن الاتفاق كان وشيكًا لولا حجم الدمار والضحايا في غزة.
فرصة جديدة.. ولكن بشروط
يعتقد روس أن تراجع النفوذ الإيراني، داخليًا وخارجيًا، يفتح نافذة لإطلاق مبادرة سلام إقليمية قد تشمل حتى لبنان وسوريا، ولكن بشرط إنهاء الحرب في غزة، وانسحاب الاحتلال، وإيجاد بديل لحكم حماس.
السلطة الفلسطينية تحت المجهر
طالب روس بإجراء إصلاحات عميقة في بنية السلطة الفلسطينية، تبدأ بتحويل دور الرئيس محمود عباس إلى رمزي، وتعيين رئيس وزراء موثوق دوليًا، إلى جانب إصلاح مالي بإشراف البنك الدولي. واعتبر أن استمرار الوضع الحالي يجعل الحديث عن “دولة فلسطينية” مجرد شعار لا أكثر.
دعوة لاستغلال اللحظة
أنهى روس مقاله برسالة مباشرة إلى قادة المنطقة قائلاً: “لا يجب تكرار خطأ عام 2000… الفرصة موجودة الآن، ويمكن للرئيس ترامب أن يمنع ضياعها، ولكن فقط إذا ألزم إسرائيل والعرب بتحمّل مسؤولياتهم”.
تأتي تصريحات روس في وقت بالغ التعقيد سياسيًا وأمنيًا، ما يطرح تساؤلات حول مدى واقعية هذه “الفرصة”، وهل هناك إرادة حقيقية لدى الأطراف المختلفة لتغيير المسار.