المسار الإخباري :أعلن توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق مساعدات الطوارئ، أن ما يجري في قطاع غزة تجاوز حدود الأزمة الإنسانية، مشددًا على أن “القطاع لا يحتاج إلى هدنة قصيرة الأمد، بل إلى وقف دائم لإطلاق النار ينقذ حياة الملايين”.
جاء ذلك في بيان رسمي صدر مساء الأحد، تعليقًا على إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخفيف القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية لمدة أسبوع واحد، بما يشمل الغذاء والدواء والوقود، والسماح بمرور قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة عبر ما وصفتها “بمسارات آمنة”.
وقال فليتشر:
“واحد من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، ويتم إطلاق النار على الناس فقط لأنهم يحاولون الحصول على الطعام. الأطفال يعانون من الهزال الحاد، والمجاعة باتت واقعا قاتلاً”.
ورحب المسؤول الأممي بخطوة التخفيف المؤقت للقيود، لكنه وصفها بأنها غير كافية إطلاقًا أمام حجم الكارثة المتفاقمة، موضحًا أن أكثر من 100 شاحنة دخلت القطاع يوم الأحد، لكن “الكارثة تحتاج إلى تدفق مستمر وهائل للمساعدات من أجل تفادي الانهيار الكامل للوضع الصحي والإنساني”.
وشدد البيان على ضرورة تسريع التصاريح للقوافل، وضمان وصول الوقود الحيوي لتشغيل المستشفيات والمنشآت الإنسانية، إضافة إلى توفير ممرات إنسانية حقيقية وآمنة، ووقف استهداف المدنيين الباحثين عن الطعام.
وأشار فليتشر إلى أن الحصيلة المروعة للعدوان على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بلغت أكثر من 59 ألف شهيد، بينهم نحو 18 ألف طفل، مؤكدًا أن “المجتمع الدولي يجب أن يتحرك فورًا لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي”.
واختتم فليتشر بيانه بتجديد دعوته إلى إطلاق سراح جميع الرهائن “فورًا ومن دون شروط”، مؤكداً:
“العالم لا يطالب فقط بهدنة مؤقتة، بل بحل جذري ووقف دائم لإطلاق النار. هذه مسؤولية أخلاقية وإنسانية لن نتخلى عنها”.