الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

رباح
47 Min Read

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 8/8/2025
“أقرب إلى الكارثة”.. كيف يبدو الخلاف بين نتنياهو وزامير أخطر مما يصفه

الإعلام؟

بقلم: عاموس هرئيل
الأزمة بين نتنياهو وأيال زامير حول استمرار الحرب في قطاع غزة أخطر حتى مما ظهرت في هذا
الأسبوع في وسائل الإعلام. والأصعب معرفة توجه نتنياهو – في هذه المرحلة، يبقي جميع الاحتمالات

2

مفتوحة، بل لا يستبعد أي شيء – لكن التوتر بينهما أصيل، ربما يكون لرئيس الحكومة أهداف أخرى
(إرضاء الجناح اليميني – المسيحاني في الائتلاف وردع حماس). لكن يبدو أنه يركز الآن على حث
الجيش على الاستعداد للاحتلال الكامل أو شبه الكامل للقطاع.
في فجر الجمعة، صادق الكابنت في نهاية جلسة ماراثونية على خطة نتنياهو الاستعداد للسيطرة على
مدينة غزة. يعتقد رئيس الأركان أن الأمر يتعلق بكارثة. لا يمكن استبعاد احتمالية دفع زامير للاستقالة
أو أنه سيقال عقب هذا الخلاف، وأن هذه العملية ستستدعي سلسلة هزات أرضية ثانوية شديدة في الجيش
الإسرائيلي.
الخلاف ينبع بشكل مباشر من الجمود الذي وصلت إليه المعركة. مؤيدو نتنياهو قالوا طوال الحرب
الأطول في تاريخ إسرائيل، بأنه يعمل استناداً إلى استراتيجية منظمة، ووصل إلى إنجازات كبيرة
(إيران، لبنان، سوريا وضرب حماس) رغم العقبات. عملياً، رئيس الحكومة أوصل إسرائيل إلى ضائقة
شديدة. خلال الأشهر من أيار وحتى تموز، كانت فرص لعقد صفقة تبادل جزئية، على الأقل مع حماس،
مثلما قال نتنياهو. ولكن التصميم على توسيع الحرب بعملية “عربات جدعون” في أيار، بعد خرق وقف
إطلاق النار من قبل إسرائيل، لم يثمر النتائج التي تحدث عنها نتنياهو والجيش.
هنا بدأ أيضاً الفشل الذريع حول توفير المساعدات. كما كان واضحاً، فإن الصندوق الإنساني الأمريكي
لم يحقق الأهداف الطموحة التي حددت لتوزيع الطعام على السكان، وإبعاد حماس عن السيطرة على
المساعدات لم يجعلها تستسلم. بالعكس، فقد تطورت في القطاع كارثة إنسانية أكبر من سابقاتها، والدعاية
المؤيدة للفلسطينيين أضافت لها المزيد من تكتيك التضليل والحرب النفسية.
مكانة إسرائيل في العالم واصلت الانحدار، والإدارة الأمريكية ضغطت – قبل أسبوعين اضطر نتنياهو
إلى فتح أبواب القطاع لإيصال البضائع، خلافاً لتصريحاته السابقة. ولكن الأضرار التي لحقت بالسكان
كبيرة جداً، إلى درجة تحتاج إلى وقت كبير لإصلاحها. لا نريد التحدث عن نظرة المجتمع الدولي
لإسرائيل، أما التجارب التي مر بها السياح الإسرائيليون في اليونان، فهي البداية. عدد التحذيرات من
عمليات ضد إسرائيليين ويهود في الخارج في تزايد كبير. هذا الأسبوع، تبين أن وزير المالية
سموتريتش الذي حاول قبل شهرين نفي نقل حوالي 700 مليون شيكل لتمويل تأمين التوزيع، يخصص
الآن بدون أي تردد حتى 3 مليارات شيكل لهذا المشروع. “الفلسطينيون ليسوا هم الذين يهمونني، بل
تدمير حماس”، أوضح. وفي مراكز التوزيع القليلة، يستمر مسلسل موت الغزيين بالرصاص أو سحقهم
حتى الموت أثناء محاولاتهم الحصول على الطعام لأبناء عائلاتهم.
في منتصف تموز، قبل أزمة الجوع، كان يبدو أن الصفقة المؤقتة تقترب. إسرائيل فعلت ضجة كبيرة
من احتلال محورين في منطقة موراغ جنوبي القطاع، وعملياً، استعدت للتنازل عنهما في المفاوضات.
وأظهرت القيادة العليا الأمنية تفاؤلاً ما، وكأن الستين يوماً من الهدوء أثناء وقف إطلاق النار الأول
ستمكن هذه المرة من الانزلاق إلى خطة أكبر لإنهاء الحرب. ولكن حماس كانت أول من لاحظت
الظروف الجديدة، ومنذ ذلك الحين وهي لا تظهر أي علامات مرونة في المفاوضات. بل بالعكس،
أضافت طلبين: تحرير سجناء النخبة، وتأجيل تحرير المخطوف الأخير إلى أن يبنى البيت الأول في
القطاع، أي الانتقال من التحرير إلى إعادة الإعمار. بدأت حماس في التأكيد على إعادة إعمار القطاع
كرسالة على نيتها البقاء شريكة في الحكم. هذه هي الطلبات التي أغضبت نتنياهو والأمريكيين وأدت إلى
تجميد المفاوضات.
عملياً، الحرب عالقة، والمحادثات توقفت، والبعثة الإسرائيلية عادت من قطر، والقتال في القطاع أصبح
أكثر ثباتاً من أي وقت مضى، إزاء عاصفة المساعدات الإنسانية وغياب قرار في مسألة إلى أين سيسير
الجيش. إذا أخطأنا حتى لو للحظة في وصف صورة رياضية، يفضل نتنياهو اللعب على عرض الملعب
بدلاً من اللعب على طوله. فهو لا يسعى إلى اتخاذ قرار سريع، بل يترك أكبر عدد من البدائل مفتوحة
لكسب الوقت وتجنب أي خطر على الائتلاف.
في ظل عدم وجود تقدم يمكن هندسة أزمة مع القيادة الأمنية العليا لإضعاف الجيش والتنكيل برئيس
الأركان. ومثلما في قضية “المدينة الإنسانية” غير الموجودة، أو في خطة التهجير التي تراوح مكانها،

3

فإن هذه الأزمة تعطي لوسائل الإعلام شيئاً جديداً تنشغل به. إن مشاهدة الجلسات الحاسمة وتسريباتها
توفر القليل من حرف الانتباه عن إخفاقات الحكومة: إطالة الحرب بدون هدف، صرخات عائلات
المخطوفين، فضيحة قانون الإعفاء من الخدمة وأداء الوزراء الفاشل. في هذه الأثناء، الوقت يمر،
والحكومة ما زالت قائمة. إضافة إلى ذلك، وضع الحرب الخالدة قد يخدم نتنياهو حتى في تحقيق هدفه
الثاني: ضمان الفوز في الانتخابات القادمة رغم نسبة قوى الاستطلاعات ضده. هذا الفوز سيتحقق
بواسطة مس ممنهج بالعملية الديمقراطية برعاية الحرب واحتياجاتها.
أما الجنرال زامير فلا يملك حلولاً جيدة للوضع القائم. عملية “عربات جدعون” لم تحقق أهدافها، حسب
رأي زامير، لأنه لم يتم أي استغلال سياسي لإنجازاتها. الآن، في ظل غياب القدرة على إجبار حماس
التوقيع على الصفقة، يرتجلون حلولاً بديلة. رئيس الأركان بالذات استغل خفوت المعارك لتخفيف القوات
في القطاع، ووعد الجيش في الوقت نفسه بتقليل العبء على رجال الاحتياط هذه السنة، وأوقف سياسة
التمديد التلقائي للخدمة النظامية بواسطة الأمر 8.
حل خاسر
المواجهة مع نتنياهو اشتدت إزاء ما نشره ناحوم برنياع في “يديعوت أحرونوت” الجمعة الماضي. كتب
برنياع أن زامير يفحص الاستقالة إذا حاول المستوى السياسي إجباره على احتلال كل القطاع. مكتب
رئيس الحكومة كالعادة، حاول الضغط على رئيس الأركان بأن يتنصل تماماً من هذه الأقوال، لكنه
رفض ذلك، حتى لو فاجأته صياغة العنوان قليلاً.
أسباب إحباط زامير مفهومة: الكابنت لا ينعقد (بدلاً منه، هناك جلسات لرؤساء القوائم، وهو جسم لا
صلاحيات قانونية له)؛ ولا تجري أي لقاءات شخصية بينه وبين رئيس الحكومة؛ الحرب تجري بدون
تحديد سياسة واضحة.
في هذه الأثناء، بدأت عائلة نتنياهو في الانقضاض على زامير. الأب بدأ يرفع صوته في الغرف المغلقة،
والابن والأم يعملان بطريقتهما، فضلاً عما ينشر في الشبكات الاجتماعية والتسريب لوسائل الإعلام.
يائير نتنياهو غرد ضده ووجه له اتهامات لا أساس لها بشأن التخطيط لانقلاب عسكري، وتنصل من
مسؤولية والده عن تعيين زامير (عملياً، رئيس الحكومة تفاخر في احتفال التعيين في آذار، وقال إنها
المرة الثالثة التي أراد فيها أن يشغل زامير هذا المنصب). أما سارة نتنياهو فقيل إنها حذرت زوجها من
تعيين زامير لأنه لن يصمد أمام ضغط وسائل الإعلام. ونشرت الصحافة مثلما في جمهورية الموز، بأن
نتنياهو الأب في الواقع أراد زامير، لكن الأم والابن كانا يدفعان نحو تعيين الجنرال دافيد زينيه، الذي تم
تعيينه بشكل مثير للقلق في منصب رئيس “الشاباك”.
بطريقة مثيرة للشك فيما يتعلق بدرجة جدية النقاش، حصل هذا الأسبوع مراسلون سياسيون على
تسريبات مفصلة بشأن الخطط التي يريدها نتنياهو: احتلال مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع واثنين من
الجيوب الثلاثة التي دفع إليها الجيش السكان الفلسطينيين، التي يتم فيها احتجاز المخطوفين الإسرائيليين
(الجيب الثالث هو منطقة المواصي على شاطئ القطاع الجنوبي).
كبار قادة الجيش الإسرائيلي حذروا من أن هذه العملية ستحتاج إلى عملية برية لعدة أشهر وعمليات
تمشيط وتطهير للمنطقة من المخربين، وربما تستمر سنتين. هذا الأمر يحتاج 4 – 6 فرق، أي إلى عدد
خيالي من أيام الاحتياط الإضافية. القصد هو استمرار دفع السكان بالقوة إلى جنوب القطاع، مع محاولة
إجبارهم على الهجرة. زامير في المقابل، اقترح تطويق الجيوب القائمة واستخدام الضغط العسكري
عليها من الخارج ومحاولة إنهاك حماس، بدون تعريض حياة المخطوفين للخطر. ولكن هذا لا يظهر
كحل معقول.
يبدو أن الرئيس الأمريكي ترامب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لتوسيع العملية في القطاع، شريطة
استخدام القوة بسرعة وبدون تباطؤ زائد. في الوقت نفسه، أجبر رئيس الحكومة على السماح بإدخال
المساعدات. نتنياهو، في هذه الأثناء بمساعدة دعم ترامب، يسعى إلى عملية كبيرة في غزة رغم
الأخطار. ويصدق فرضيات غير مسؤولة تسمع من محيطه، التي يمكن بحسبها توزيع المساعدات في
مدينة غزة بواسطة العشائر المحلية بعد احتلالها.

4

مع ذلك، هناك مخرج واحد: إذا امتنع رئيس الحكومة عن عرض جدول زمني متشدد، دائمًا يمكن إبطاء
وتيرة التنفيذ على أمل ظهور حل آخر في هذه الأثناء، بمساعدة التهديد العسكري. في هذه الأثناء، ينشغل
من يخدمون نتنياهو، الوزراء وأعضاء الكنيست، في تطبيع الحرب والضحايا، وإعداد الجمهور للتخلي
عن المخطوفين وتركهم ليموتوا. يبدأ هذا بادعاء أن المدنيين الذين اختطفوا من بيوتهم ومن حفلة “نوفا”
هم أسرى (أي جنود عليهم الانتظار حتى انتهاء الحرب في موعد غير معروف)، وينتهي بإسكات
عائلات المخطوفين في الكنيست.
لزامير أفضلية واحدة: الجيش ما زال خلفه. الأغلبية الساحقة من الضباط تثق به وباعتباراته. نتنياهو،
الذي يتسلى محيطه بسيناريوهات الإقالة والاستبدال، يجب أن يأخذ ذلك في الحسبان. دمج الخطر على
حياة الجنود والمخطوفين والمواجهة العلنية بين رئيس الحكومة ورئيس الأركان ربما ترجح الرأي العام
بصورة حادة ضد نتنياهو. إذا فعل زامير مثلما فعل ايلي جيفع، قائد اللواء 211 في حرب لبنان الأولى،
الذي استقال قبل الدخول إلى غرب بيروت، فسندخل إلى منطقة مجهولة. من المرجح حدوث ظواهر
أوسع من الرفض، بالأساس في وحدات الاحتياط، وستظهر أخيراً حركة “أربع أمهات” جديدة، أكثر
نجاعة وأعلى صوتاً.
الوضع الحقيقي للجيش الذي يحارب في القطاع منذ 22 شهراً، كان يمكن أن نعرف عنه هذا الأسبوع
من منشور للرائد في الاحتياط، قائد القوة التي تشغل المعدات الهندسية الثقيلة. “في الأسابيع الثلاثة
الأخيرة، شاهدت عمق المشكلة من قرب”، كتب. “عدم التنظيم، عدم اليقين، وغياب هدف عملياتي
واضح – مشاعر تتكرر في كل إطار. النتيجة على الأرض: قوات تتحرك بدون سياق، بدون تواصل
وبدون هدف واضح. الجنود يشعرون بذلك جيداً، ليس بالعبء فحسب، بل شعور بالإهمال العملياتي
المطلق”. عندما تقال الأمور بوضوح، وليس من قبل مصادر مجهولة، ستضطر وسائل الإعلام لنشرها
كما هي. ولكنها في معظم الوقت تنشغل في طمس ما يحدث في غزة تحت غطاء ثقيل من الوطنية وحب
المقاتلين.
——————————————
إسرائيل اليوم 8/8/2025
نتنياهو سيفرض “الاحتلال الكامل” وسموتريتش: “الغزيون خارج أي

حسابات”.. ولبيد “هذه حرب أخرى”

بقلم: أريئيل كهانا وداني زاكن
انعقد الكابنت السياسي الأمني في القدس أمس كي يتبنى اقتراح رئيس الوزراء احتلال قطاع غزة بشكل
كامل. حسب مصادر سياسية، ربما يكون المنحى المخطط له متدرجاً: بداية، تطويق المناطق التي تحت
سيطرة حماس في القطاع، ثم احتلالها. وكان نتنياهو قرر منحى الاحتلال الكامل بعد استنتاجه أنه لم تعد
هناك احتمال لصفقة مخطوفين مع حماس، ولأنه يرى أن لا سبيل آخر لتحقيق أهداف الحرب: تدمير
البنى التحتية والمدنية لحكم حماس، وخلق الظروف لتحرير المخطوفين.
إن اقتراح احتلال غزة بشكل كامل قدمه رئيس الأركان لنتنياهو. اعتزم زامير توصية الكابنت بطريقة
عمل أخرى. برأيه، من الأفضل الامتناع عن الاحتلال، وينبغي فرض حصار على المناطق التي بقيت
فيها حماس نشطة. ولكن رئيس الوزراء اعتقد بأن الخطة التي تقدم بها الجيش لا تكفي، ولهذا اختار بديل
الاحتلال. قبل انعقاد الجلسة، كان التقدير أن معظم وزراء الكابنت سيؤيدون موقف نتنياهو. ومع ذلك،
قدر مصدر أمني أمس بأن نتنياهو قد يفضل في نهاية الأمر خطة متدرجة تبدأ بتطويق القطاع يتبعها
احتلال.
رئيس الوزراء سيفرض موقفه
من هم في محيط رئيس الوزراء، يرون في الاقتراح حدثاً مهماً آخر كان على نتنياهو فيه أن يفرض
موقفه، لأن نهج الجيش لا يكفي. وأشاروا إلى أن جدالات مشابهة وقعت عندما تملص الجيش من احتلال

5

مدينة رفح، وكان مستعداً أن يتخلى عن محور فيلادلفيا، ولم يقبل بتفعيل الصندوق الإنساني الأمريكي
إلى غزة (GHF).
في هذه الحالات وغيرها، كان قد جلب قراراً عارضه الجيش، لكن أثبت نفسه.
ومع ذلك، حسب مصدر سياسي آخر، فإن المنحى الذي سيقرره الكابنت سيشكل عملياً إنذاراً لحماس:
صفقة بشروط إسرائيل أو احتلال القطاع. وادعى المصدر بأن قطر ومصر تمارسان ضغطاً على
حماس، وربما تكون نافذة فرص الصفقة قد أغلقت، وستفتح الأسبوع القادم – وعلى الكابنت أخذها في
بالحسبان.
وحسب مصادر فلسطينية، تأخذ حماس التهديد الإسرائيلي بجدية، وإن كان لا يوجد اختراق بعد. وحسب
المصدر فإنها “قد تحتاج رؤية الدبابات حول المخيمات في القطاع قبل أن تغير مواقفها”.
في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكي “فوكس نيوز”، قال نتنياهو: “نسير نحو السيطرة على غزة كي
نخرج حماس منها، ومن أجل سكان غزة أيضاً. لا نريد الاحتفاظ بالقطاع، ولا نريد أن نحكم هناك. نحن
نريد أن نجلب قوات عربية تحكم هناك دون أن تهددنا، وهذا غير ممكن مع حماس”.
مقاومة في المعارضة
رئيس المعارضة يئير لبيد، قال في رد على مقابلات نتنياهو، إن “ما يقترحه نتنياهو هو حرب أخرى،
وموت مخطوفين آخرين، و”سمح بالنشر” آخر، وعشرات مليارات الشواكل من أموال دافع الضرائب
تسكب على هذيانات بن غفير وسموتريتش”.
أمس، التقى نتنياهو مطولاً مع وزير المالية سموتريتش الذي يدعو إلى احتلال كامل للقطاع منذ بداية
الحرب. “الغزيون في القطاع لا يهمونني، ما يهمني هو النصر وإبادة حماس”، قال وزير المالية.
——————————————-
هآرتس 8/8/2025
حملة يمينية ممنهجة ضد مثقفين في إسرائيل يطالبون بوقف مسلسل القتل:

أضرار جانبية

بقلم: أسرة التحرير
انعقد الكابنت السياسي الأمني أمس كي يبحث في توسيع إضافي للحرب في غزة، حلقة أخرى في سلسلة
متواصلة، لا بد أنها ستلقى وصفاً خاصاً بها. الأسماء تتغير لكن المعزوفة تبقى: احتلال، وتدمير، ونقل
قسري لعشرات آلاف الفلسطينيين. جنود آخرون سيضحى بهم على المذبح، وما تبقى من مخطوفين
إسرائيليين سيضيعون. حكومة نتنياهو حولت هؤلاء وأولئك أيضاً إلى ضرر جانبي.
لا يمكن للمرء ألا يكترث أمام هذا الكابوس، الذي تحركه اعتبارات شخصية ومسيحانية. محظور
الصمت. هكذا تصرف أكثر من 2000 فنان ومثقف وقعوا على عريضة دعت إلى وقف الحرب
و”وقف الفظائع في غزة”. هذه مرآة جماهيرية مهمة، حتى لو فضل كثيرون في إسرائيل تحطيمها أو
إشاحة نظرهم إلى مطارح أخرى.
إن إعلان المثقفين يعبر عن حقيقة إنسانية أساسية، تسعى الحكومة لإسكاتها: محظور المس بالأبرياء.
وعليه، لا ينبغي التسليم بـ “قتل أطفال وغير مشاركين، وتجويع، وطرد سكان، وتدمير مدن غزة”.
محظور السماح لأوامر غير قانونية، ويحظر إطاعتها، كما أشارت العريضة إلى الأمر المسلم به؛ مسلم
به ولكن ليس في إسرائيل تحت حكم نتنياهو.
منذ نشره وثمة حملة إسكات ممنهجة تجري ضد الموقعين على العريضة، حملة يشارك فيها وزراء في
الحكومة وسياسيون خارجها، ومعاونون في وسائل الإعلام، ونشطاء يمين متطرف، ومثقفون آخرون.
كما أن رؤساء المدن والمجالس أعلنوا أنهم لن يتركوا فنانين وقعوا على العريضة، بزعم أنهم
“يحرضون ضد جنود الجيش الإسرائيلي”. مرة أخرى، يتبين أن في إسرائيل الحالية، في المجال الذي
بين يائير لبيد ويوآف الياسي (“الظل”) لا يسمح إلا بإطلاق صوت واحد. جوقة موحدة من الإجماع
الكاذب.

6

إن الضغط على موقعي العريضة نجح جزئياً. بعض من الموقعين (اساف امدورسكي، ألون أولارتشك)
لم يصمدوا أمام حملة الضغوط والتهديدات، وتراجعوا. في حالة اولارتشك، كان تنكره العلني مجدياً حين
أعيد عرضه الذي ألغي عقب تنكره. ثمة ما يدل على قوة الرقابة، الرسمية وغير الرسمية، بل أيضاً على
خيار الأفراد للتعاون معها.
محظور التراجع أمام الضغط. الخطة التي يعمل عليها نتنياهو ستؤدي إلى تدمير كامل لقطاع غزة، وإلى
أساسات أخلاقية لدولة إسرائيل. انضم في معارضتهم للحرب وجرائمها مثقفون إلى أصوات مشابهة في
الأكاديمية وأجهزة أخرى، وحتى في أوساط الجنود أنفسهم. كل هذه ضرورية في بلورة بديل في عبادة
الموت التي تتبناها الحكومة.
بعد أيام كثيرة جداً من قتل غير مسبوق، وحين تكون إسرائيل على مسافة خطوة عن التدهور إلى حرب
أبدية، واجب على كل إنسان في إسرائيل أن يطلق صوتاً واضحاً ضدها. الصمت استسلام.
——————————————-
موقع بن مائير 8/8/2025
لترامب: إن أردت “نوبل” ومصلحة إسرائيل فعليك بـ “حل الدولتين” وإلا فهي

الكارثة

بقلم: ألون بن مئير
لقد حفّزت الأحداث المروّعة في غزة زخمًا دوليًا قويًا يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية. في 29 تموز،
أصدرت فرنسا والسعودية، بدعم من جامعة الدول العربية و16 رئيسًا مشاركًا آخر، إعلان نيويورك
بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، والذي جاء فيه: “في سياق إنهاء الحرب في
غزة، يجب على حماس إنهاء حكمها في غزة وتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية، بمشاركة ودعم
دوليين، بما يتماشى مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة”.
ورغم الصعوبات التي تعترض التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، فقد أكدتُ دائمًا أنه لن يكون هناك بديل
واقعي آخر. وقد أكّد هجوم حماس والحرب الإسرائيلية الانتقامية ذلك بوضوح تام.
وهذا يُمثّل فرصة تاريخية يجب على الفلسطينيين وإسرائيل والولايات المتحدة عدم تفويتها. إنهم
يواجهون خيارين: إما احتضان هذا الزخم نحو السلام والأمن والنمو والازدهار معًا، أو السماح لفرصة
تاريخية أخرى بالانزلاق إلى ظلال العنف والشلل السياسي لعقود قادمة.
حماس على مفترق طرق
رسالتي إلى حماس: لقد ارتكبتم وحشية غير مسبوقة وتسببتم في دمار لا يُحصى للفلسطينيين في غزة.
عليكم الآن الاختيار: الخيار الأول هو استمرار مقاومتكم العبثية والعنيفة، مواجهين خطر الفناء التام
كقوة مقاتلة، متمسكين بمبادئ حركة تحرير فلسطين الوهمية، ولكن دائمًا في حالة فرار. هذا يصب في
مصلحة نتنياهو، ويحرم الفلسطينيين من تحقيق حلمهم بالعيش في سلام وأمن.
أو يمكنكم الاستفادة من الزخم الدولي الداعم لدولة فلسطينية، والذي يمكنكم، ومن المفارقات، أن تزعموا
أنكم أعدتموه إلى الواجهة. عليكم الاستجابة لنداء العالم العربي أجمع، ونزع سلاحكم وتسليم ترساناتكم
للسلطة الفلسطينية، ونبذ العنف كوسيلة سياسية، ومواجهة الحقيقة الحتمية بأن أيام حكمكم لغزة قد ولّت.
تذكروا، هذا ليس استسلامًا؛ بل دور محوري في إنهاء معاناة الفلسطينيين وعدم ترك تضحياتهم
المروعة على مدى الـ 22 شهرًا الماضية تذهب سدى. وإلا، فإن القتال حتى النهاية سيمنح نتنياهو،
بشكل كارثي، فرصة لتطهير غزة عرقيًا وإعادة توطين اليهود الإسرائيليين فيها. ستضيعون فرصة
تاريخية أشعلتموها من جديد لتحقيق تطلعات الفلسطينيين وحاجتهم إلى دولة فلسطينية مستقلة.
إلى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، أقول هذا: عليكم الآن أن تستيقظوا على الديناميكية المتغيرة
بعيدة المدى لصراعكم مع إسرائيل. لديكم فرصة لاستعادة السلطة في غزة؛ لا تضيعوها. بغض النظر
عن قمع الاحتلال الإسرائيلي، عليكم إعادة تنظيم أنفسكم سياسيًا، ودعوة جميع الفصائل السياسية التي

7

تنبذ العنف ضد إسرائيل (بما في ذلك حماس، إن اختارت ذلك) للمشاركة في العملية السياسية،
والتخطيط لانتخابات جديدة.
الوضع الأمثل هو تشكيل حكومة ائتلافية تمثل جميع الأحزاب السياسية، وتتفق على شرط أساسي واحد:
الدخول في مفاوضات سلام غير مشروطة مع إسرائيل. صحيح أنه مطلبٌ صعبٌ على نظام فاسد، ولكن
من ناحية أخرى، إذا فشلت السلطة الفلسطينية في الارتقاء إلى مستوى هذه المناسبة التاريخية، فلن يؤدي
ذلك إلا إلى إضفاء الشرعية على الادعاء الإسرائيلي بعدم وجود شريك فلسطيني للتفاوض معه.
حان وقت حساب إسرائيل
رسالتي إلى جميع الإسرائيليين: إذا كان هجوم حماس الوحشي الذي لا يُسبر غوره، وهجومكم العسكري
غير المسبوق على غزة بعد 77 عامًا من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قد أظهرا شيئًا، فهو أنكم
ستبقون دائمًا “عالقين” مع الفلسطينيين. لا شيء يمكنكم فعله، لا الآن ولا في أي وقت، للتخلص من
سبعة ملايين فلسطيني (أي ما يعادل عدد اليهود الإسرائيليين). إنهم يعيشون داخل مجتمعاتكم ويحيطون
بها. ما يقرب من ثمانية عقود من الإرهاب والغزوات العنيفة والحروب، وصولًا إلى حضيض جديد لا
يُصدق خلال الـ 22 شهرًا الماضية، يُثبت أن هناك حلًا واحدًا دائمًا، وهو السلام القائم على حل
الدولتين.
سبعة وخمسون عامًا من احتلال الضفة الغربية وثمانية عشر عامًا من حصار غزة، برهنت بشكل قاطع
على أن الظروف الحالية غير قابلة للاستمرار. إن الضم التدريجي للضفة الغربية وإعادة توطين غزة
كابوس من منظور أمني، وكارثي أخلاقيًا، ومعزول دوليًا، ويحول إسرائيل إلى دولة منبوذة. لن تقبلوا
أبدًا الخيار الثالث، وهو دولة ديمقراطية واحدة، نظرًا للمعادلة الديموغرافية واحتمال فقدان إسرائيل
لسيطرتها وتوقفها عن كونها دولة يهودية.
نعم، لا بد من تقديم تنازلات متبادلة – بشأن المستوطنات الإسرائيلية، واللاجئين الفلسطينيين، والأمن،
والقدس، وحدود الحدود (السياسية) النهائية. هناك حل قائم على محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية
السابقة، ويمكن تعديله لتلبية العديد من متطلبات إسرائيل الرئيسية. لا تصدقوا الحجة الزائفة القائلة بأن
الدولة الفلسطينية تمثل خطرًا وجوديًا على إسرائيل. العكس هو الصحيح.
يجب أن تضعوا في اعتباركم أن أي تنازل يُقدم على جميع الجبهات سيتضاءل مقارنة بإراقة الدماء
والدمار المستمر الذي سيعاني منه كلاهما بلا حدود لعقود قادمة. حل الدولتين ليس هبة للفلسطينيين؛ إنه
يصب في مصلحة إسرائيل الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية على المديين القصير والطويل.
الدور الأمريكي الذي لا غنى عنه
من الصعب المبالغة في الدور الذي لا غنى عنه الذي يجب أن تلعبه الولايات المتحدة لإيجاد حل
للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. دعمت جميع الإدارات الأمريكية حل الدولتين، بما في ذلك إدارة
ترامب، التي أطلقت في يناير 2020 خطة سلام اقترحت حل الدولتين، مع التركيز على أمن إسرائيل
وتقرير المصير الفلسطيني. وقد تغير موقفه بسبب تزايد النفوذ الإنجيلي في إدارته، التي تعارض هذه
الفكرة. على سبيل المثال، يُظهر تعيينه لمايك هاكابي، وهو من أشد منتقدي حل الدولتين، سفيرًا لدى
إسرائيل، النفوذ الإنجيلي القوي على سياسته الحالية.
على ترامب، الذي يدّعي اهتمامه الكبير بالأمن القومي لإسرائيل، أن يعلم أيضاً أنه في ظل المواجهات
العنيفة الطويلة والمتصاعدة بين الجانبين، فإن الأمن القومي لإسرائيل في نهاية المطاف يكمن في حل
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لقد أكدت حرب غزة استحالة استمرار الصراع، وأن دعم حكومة
نتنياهو المسيحانية، التي تسعى إلى إعادة بناء إسرائيل الكبرى بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية
وغزة، هو وصفة لاستمرار المعارك الكارثية. سيُزعزع هذا الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل
متزايد، ويحرم إسرائيل من تحقيق السلام مع العديد من الدول العربية، ويُعرّض اتفاقيات السلام الحالية
مع ست دول عربية للخطر.
ونظرًا لشعبية ترامب الاستثنائية في إسرائيل، فهو، على عكس أي من أسلافه، في وضع فريد يُمكّنه من
صياغة صفقة القرن. هذا لا يعني أنه سيكون من السهل التوصل إلى اتفاق سلام لمجرد رغبته في ذلك.

8

فالقضايا المتضاربة العديدة، إلى جانب انعدام الثقة التام بين الجانبين، تعني أن التفاوض على اتفاق
سيستغرق وقتًا طويلاً. وبمجرد التوصل إليه من حيث المبدأ، سيستغرق الأمر عملية مصالحة تمتد لعدة
سنوات لتخفيف انعدام الثقة المتجذر بينهما.
لمن يطمح بشدة لجائزة نوبل للسلام، فإن إنهاء أطول صراع منذ الحرب العالمية الثانية يكاد يضمن له
الفوز بها. ولكن الأهم من ذلك كله، أنه سينهي عقودًا من الصراع والتضحيات والمعاناة، وسيُبشر بسلام
إقليمي ونهضة لا تُنسى.
هل هذا خيالي لدرجة يصعب تصورها؟ ربما. ولكن، أرني ما البديل الذي قد يتفق عليه الطرفان لإنهاء
الصراع نهائيًا، باستثناء حل الدولتين.
——————————————-
هآرتس 8/8/2025

استراتيجية الحفرة السوداء

بقلم: يوسي فارتر
22 شهر من الإنجازات العسكرية التكتيكية والاخفاقات السياسية الاستراتيجية تصل الى الذروة في هذه
الاثناء، التي يناقش فيها الكابنت احتلال القطاع. الحرب، التي كان يجب ان تنتهي قبل اكثر من سنة
(كان يجب ان تنتهي لو كانت الاعتبارات امنية فقط)، من شانها ان تنزلق الى اكثر من سنتين من القتال
العنيف الذي سيزيد اكثر عدد الجنود القتلى والمصابين، وستبقي اقتصاد إسرائيل في حالة عجز تاريخية
لعقود قادمة، وستدمر نهائيا بقايا الشرعية الدولية للدولة.
الحرب أيضا ستؤدي الى موت المخطوفين الاحياء، الذين بقوا بصعوبة احياء، بعد ان مات في الاسر
42 مخطوف، وستفتح جرح عميق في قلب الشعب المكسور، على الأقل الجزء لا يحسب على التيار
القومي المتطرف الفاشي، الذي يوجد له تمثيل مقدر في الائتلاف.
معنى التوجه الذي يرسمه نتنياهو، في ظل هتافات شركائه اليمينيين المتطرفين، هو إقامة حكم عسكري
في القطاع وتحمل المسؤولية عن حياة 2 مليون غزي. والخطوة التالية ستكون زرع بؤر استيطانية في
نقاط مختارة في المنطقة. عندما ستصل العائلة الأولى وهي تحمل جرة مياه وماعزين وبيوت متنقلة،
الكتائب ستقف للدفاع عنها، وسياتي وزراء اليمين المتطرفين وأعضاء الكنيست للزيارة. وبعضهم
سيفتحون مكاتب برلمانية في المنطقة. ونشوة “الايمان” ستصل الى الذروة مع صلاة الشكر على
الأرض، التي ترقد تحتها جثث الإسرائيليين والانقاض المشبعة بدماء المقاتلين.
“غزة هي جزء من ارض اسرئيل”، قال الوزير بتسلئيل سموتريتش في هذا الأسبوع. “ليست لي أي نية
للاكتفاء بغوش قطيف، هذا ضيق جدا ومكتظ جدا”. هناك امر آخر تعلمناه في الـ 22 شهر الأخيرة،
الاستماع الى الفاشيين والكهانيين. ما يقولونه هو ما يحدث في نهاية المطاف. بتسلئيل سموتريتش
واوريت ستروك وايتمار بن غفير وعميحاي الياهو هم البوصلة والمبشر لكل عملية أو اخفاق. صفقات
تحرير المخطوفين تم احباطها واحدة تلو الأخرى بأمر منهم. يجب الاستماع اليهم وليس الى نتنياهو الذي
يكذب ويحرك عيونه ويعبر عن “تفطر قلبه” وقلب زوجته (إزاء أفلام الرعب)، ويكرر “التزامه” بـ
“تحرير جميع المخطوفين”.
هو يكثر من التذكير بانه بين الـ 255 هناك 201 تمت اعادتهم، 148 منهم احياء. هكذا هو يريد التدليل
على اخلاصه، كما يبدو، لاستكمال المهمة. ولكن الرسالة الضمنية هي العكس بالضبط: تسلمتم 80 في
المئة؟ اذا عليكم الشكر والتوقف عن التباكي.
امس، قبل بضع ساعات على جلسة الكابنت، نشرت مقابلات معه في وسائل الاعلام الهندية!، الامريكية،
التي برر فيها منطق العملية. عشرات الجنود، وربما اكثر، يمكن ان يقتلوا، 20 مخطوف يمكن ان
يقتلوا، والشخص المسؤول عن ذلك لا يكلف نفسه عناء التوجه لشعبه، والاباء الذين سيصبحون ثكالى،
والأولاد الذين سيصبحون ايتام. لا تقلقوا هو سيتطرق اليهم في بيانات العزاء الكبيرة الملونة التي
سيصدرها.
عودة الى المستقبل

9

إسرائيل تظهر كدولة بربرية، تتم ادارتها على يد مجموعة اشخاص يندفعون بهستيريا ويهتفون
بالاحتلال والتدمير والاستيطان و”التشجيع على الهجرة”. اذا كان يمكن بعد 7 أكتوبر فهم هذا الاشتعال
الغريزي (هذا ما فهمه العالم)، فانه في الوقت الراهن هذا ليس الا رغبة جامحة للانتقام، تغذيها
أيديولوجيا امبريالية مسيحانية، في حكومة يقودها سياسي فاسد محاط بوزراء خاضعين.
حسب اقوال رئيس الأركان فان احتلال قطاع غزة سيستغرق خمسة اشهر تقريبا، وتطهير المنطقة فوق
وتحت الأرض سيستغرق سنتين تقريبا، هذا سيوفر لنتنياهو ذريعة ممتازة لتاجيل الانتخابات، “الى ما
بعد الحرب وتحقيق كل الأهداف، بما في ذلك تحرير المخطوفين”، هكذا سيشرح لنا. “هل يمكن إدارة
حملة انتخابية وأن نتشاجر في الوقت الذي ندفن فيه موتانا وجنودنا الابطال؟” سيسال بشكل بلاغي.
لا يوجد أي شيء بدون أساس. امام ناظرينا يتجسد كل يوم حلم جهنمي، تحلل كامل من العبء والدوس
على القانون واقالة المسؤولين عن انفاذه وتشويه سمعة جهاز القضاء وتحطيم أي أثر للدولة. لمن لا
يصدق، من الحكمة تذكر الانتخابات في 2015. نتنياهو في حينه كان في طبعته الأكثر عقلانية، قبل
التحقيق معه ومحاكمته، كان يخشى من فقدان الحكم لاسحق هرتسوغ وتسيبي لفني. على خلفية خارطة
ارض إسرائيل صور فيلم “العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع بجموعهم، والحافلات لجمعيات اليسار
تنقلهم”. لم تكن هناك أي كلمة حقيقية في هذا النص الميثولوجي (باستثناء “صناديق الاقتراع”). هو لم
يكن مزيف فحسب، بل كان عنصري أيضا تجاه الـ 20 في المئة من الجمهور الإسرائيلي.
اذا كان هذا هو ما كان نتنياهو مستعد لفعله في حينه من اجل الإبقاء على حكمه، فالى اين سيذهب في
الانتخابات القادمة؟ الدلائل التي تساهم في هذا السيناريو تتكشف يوما بعد يوم. في هذا الأسبوع أيضا
طلب اقالة المستشارة القانونية للحكومة وصمت المتهمة الأولى الراضية عن نفسها إزاء الاتهامات
الموجهة اليها و”التعليمات” لمقاطعتها، مثل التي صدرت من مكتب مفوض الاتصالات المشبوه شلومو
قرعي. أيضا الحملة ضد المدعي العام في محاكمة فساد رئيس الحكومة، فقدت الكوابح. وهو نفسه يشجع
بالتلميح أي تقدم من قبل الائتلاف المجرم نحو ازمة دستورية.
حكومته استثمرت في هذا الأسبوع ساعات طويلة في مناقشة موضوع حراسة رئيس الحكومة وأبناء
عائلته (الاسم المستعار للاحتفال واخفاء الشكاوى حول “التهديد المتزايد على حياته”). الحرب المتواصلة
ضد الدولة وجهاز القضاء، إضافة الى الانشغال الزائد في ترسيخ مكانته ومكانة عائلته المتهورة،
الاثنتان معا وكل واحدة على حدة، تواصل قيادتنا الى الطريق المؤكدة لتحويل إسرائيل الى دولة مستبدة
مثل تركيا والمجر، وتحويل نتنياهو الى فلادمير بوتين الذي يرى أوكرانيا جزء لا يتجزأ من روسيا
ويزرع فيها الموت والدمار. هذه فئة مختلفة، لا يوجد ما يقال.
وقت التغريد، تلقي الضربات من يئير. الاقتباسات التي ينشرها ايال زمير – رئيس الأركان “العنيف”،
الذي سقف هرتسي هليفي ارضيته، والذي أراد نتنياهو مرتين تعيينه وفي المرة الثالثة فقط نجح في ذلك
– هي اقتباسات غير مسبوقة. “شرك استراتيجي” و”حفرة سوداء”، هكذا يسمي زمير خطة احتلال
القطاع التي يعارضها ورئيس الحكومة يدفع نحوها.
من الواضح ان زمير يرى هذه الخطة، العملية السياسية الهزلية والأكثر حقارة في تاريخ حروب
إسرائيل. اذا تم رفض موقفه وصدر الامر فلماذا عشرات آلاف رجال الاحتياط المتعبين، الذين عائلاتهم
مفككة واعمالهم التجارية منهارة وتعليمهم انتهى بعد 200 – 300 يوم، سيتطوعون من اجل تعريض
حياتهم للخطر من اجل الحكومة التي تعتبرهم لحم للمدافع، وتحقيق الاحلام الخطيرة؟ لماذا الجنود
الشباب في الخدمة النظامية الذين بصعوبة بدأوا حياتهم سيوافقون على انهائها بين الأنقاض في القطاع
من اجل بقاء نتنياهو وحلم ارض إسرائيل الكاملة لسموتريتش؟.
القتال في المناطق التي يتم احتجاز المخطوفين فيها ويموتون من الجوع والبنادق مصوبة نحو رؤوسهم،
قريب من الامر غير القانوني. اوريت ستروك، المراقبة في الكابنت، قالت امس في مقابلة مع “كان ب”
بانه لن يحدث لهم أي سوء حتى لو عمل الجيش الإسرائيلي في مخيمات وسط القطاع، التي يتم
احتجازهم فيها. “نحن سمعنا من المخطوفين الذين تم اطلاق سراحهم بانه عندما سمع الجيش الإسرائيلي
في المحيط، قام خاطفوهم بتهريبهم من المكان”.

10

الهدوء على شاكلة مرطب الشفاه. هل تمكن افيتار دافيد وروم برسلافسكي من الهرب؟ هل هي شاهدت
أفلام الفيديو ام امتنعت عن ذلك مثل صديقها المريض النفسي سمحا روتمان؟ هم سيتم اعدامهم.
فقط الرفض الواسع يمكنه احباط الإهمال الذي نشعر به. اذا حدث ذلك فان ايال زمير لا يمكنه الوقوف
ضده. القذارة التي تلقى عليه من ميامي على يد امير الظلام يئير نتنياهو هي الإشارة على ما سيأتي. في
مرات كثيرة في السابق رأينا ان الوحل الذي يخرج من حنجرة الولد الصغير يصبح خطوات ملموسة
لوالده. ويتبين أن السيدة أيضا غاضبة. يارون ابراهام نشر في “اخبار 12” بانها تقول للناس: “انا قلت
لزوجي ان لا يعينه”. يمكن فقط تخيل، مع الرعب المختلط بالمتعة، نوع الموت الذي تسببه له في البيت.
وزير الدفاع إسرائيل كاتس حصل أيضا على انتقاد من الليكود. مسكين كاتس، هو مرتان في الأسبوع
يهدد غزة بفتح باب جهنم عليها، وهي بالذات فتحت عليه، من ميامي ومن قيصاريا. ليس سرا انهم في
العائلة خاب أملهم منه. لقد تم تعيينه من اجل تسريع قانون الاعفاء من الخدمة، ومنع الجيش من توزيع
أوامر التجنيد وتنفيذها. الان هو لا ينجح في السيطرة على رئيس الأركان الذي احضره.
في حسابات منزل نتنياهو الهستيرية، الف إهانة لكاتس، ومن كاتس لرئيس الأركان، لا تساوي تصريح
واحد يناقض تقاليد العائلة. أيضا هم لا يعجبون بكاتس عندما يتصرف بشكل مختلف. هكذا فان تصريحه
في هذا الأسبوع الذي أشار فيه بشكل مباشر الى يئير نتنياهو، بعد يومين على تصريح آخر وعد فيه بانه
“سيضمن” ان ينفذ رئيس الأركان قرارات الحكومة. وكأنه توبيخ لطالب اشكالي.
عندما يواجه زمير كل هذه الفظائع فانه يبدو ان مصطلح الجبهة الثامنة الذي صاغه نتنياهو في حينه،
يأخذ معنى مختلف كليا.
——————————————
يديعوت احرونوت 8/8/2025

بدائل ضغط

بقلم: رون بن يشاي
حسب كل المؤشرات يوجد اتفاق كامل بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو حول الحاجة الى
خطوة عسكرية فورية وقوية في أراضي قطاع غزة، تكسر حاجز الرفض الحماسي. هذا بعد أن توصلوا
في القدس وفي واشنطن الى الاستنتاج بان حماس، التي وافقت مبدئيا على صفقة تحرير مخطوفين وفق
منحى ويتكوف قررت الانتقال الى استراتيجية الاستنزاف. فقد بدأ مندوبو المنظمة في الدوحة التقدم
باقتراحات مع علم واضح أن إسرائيل لن تقبل المطالب التي طرحت فيها. هدف المنظمة هو المماطلة
بنية أن يؤدي الجمود في المفاوضات، “تسونامي نزع الشرعية” المناهض لإسرائيل الذي اجتاح الاسرة
الدولية وتأثير اشرطة الفظاعة للمخطوفين المجوعين على الرأي العام في إسرائيل الى اخضاع حكومة
إسرائيل واستسلامها لمطالبها.
الخطوة المضادة التي نسقها نتنياهو وترامب بينهما تستهدف احباط هذه الاستراتيجية. فقد اتفق بان تكون
عسكرية في أساسها لكنها تتضمن ايضا عنصرا إنسانيا جديا يسحب من حماس سلاح الوعي الذي خلقته
بواسطة حملة التجويع الكاذبة. الخطوة العسكرية – الإنسانية المتداخلة يفترض أن تضغط على المنظمة
للعودة الى مفاوضات موضوعية وفاعلة على تحرير كل المخطوفين وعلى انهاء الحرب بشروط تكون
مقبولة على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة.
لقد بدأت الخطوة تنضج عندما ترك وفدا إسرائيل والولايات المتحدة طاولة المفاوضات في الدوحة.
بالتوازي صدرت بيانات في القدس وفي واشنطن بان من الان فصاعدا اسم اللعبة هو الكل مقابل الكل:
كل المخطوفين مقابل كل المعتقلين الفلسطينيين، وقف الحرب مقابل نزع سلاح حماس وابعادها عن كل
موقف سلطوي في غزة. وكل هذا يستهدف ادخال قيادة حماس في القطاع وفي قطر في حالة ضغط.
في حماس أيضا يعرفون بان مفاوضات على صيغة “الكل مقابل الكل” ستستمر لزمن طويل جدا، الى ما
يتجاوز الفترة الزمنية التي خططت فيها لتمديد مناورة التأخير. في الأشهر التي ستمر ليس فقط
المخطوفون سيعانون وسيكونون عرضة لخطر الموت بل وسكان القطاع أيضا، بمن فيهم المخربون
وقادتهم الذين في الانفاق تحت الأرض وأبناء عائلاتهم الذين في الخيام فوق الأرض. الامطار وبرد

11

الشتاء القادمة في هذه الظروف هي تهديد عسير حتى الجهاديين الذين هم مستعدون للتضحية بأنفسهم
وبالسكان غير المشاركين غير مراعاتها وبخاصة في ضوء المعرفة بانه الى أن يكون اتفاق لن يبدأ
اعمار القطاع.
لكن لب الخطوة كان موجة تسريبات لوسائل الاعلام خرجت من مكتب رئيس الوزراء حول نيته، بدعم
الكابنت أن يأمر الجيش بـ “احتلال غزة”. كان التهديد غامضا عن قصد. فلم يتم الايضاح للصحافيين
السياسيين ما هو بالضبط المعنى العملي العسكري لـ “احتلال غزة”. لكن الانطباع الذي خلقه مكتب
نتنياهو عن قصد هو ان الجيش يفترض أن يناور في كل الجيوب التي “لم يلمسها” بعد خوفا على حياة
المخطوفين، وبالتالي السيطرة على 100 في المئة من أراضي القطاع.
رئيس الأركان ايال زمير أوضح لرئيس الوزراء وللكابنت في مناسبات عديدة بانه يعارض مثل هذه
الخطوة التي ستنطوي على ثمن رهيب وشبه مؤكد يتمثل بفقدان كل المخطوفين الذين سيتقلون على ايدي
آسريهم او يصابون بنار الجيش الإسرائيلي؛ عشرات المقاتلين سيقتلون والمئات سيصابون بالعبوات التي
أعدتها حماس وزرعتها في هذه الجيوب؛ الجيش سيضطر لان يجند مرة أخرى في هجوم طويل وحدات
مقاتلة من صفوف الاحتياط المنهكة والاخذة بالهزال؛ النظاميون الذين مددت خدمتهم سيضطرون لان
يتحملون أساس العبء مع أبناء عائلاتهم القلقين، بينما يواصل الائتلاف العمل على قانون التملص؛ الثمن
الاقتصادي الذي يقدر بـ 35 مليار شيكل في السنة، كلنا سنشعر به؛ صورة إسرائيل كمن تستخف
بالقانون الدولي ستواصل التدهور، وهذه ستكون خطوة أخرى في الطريق لتحولها الى دولة منبوذة
مواطنوها ليس مرغوب فيهم في أي مكان.
معضلة العلم الأسود
رئيس الأركان زمير، الذي عرض على القيادة السياسية الثمن غير المعقول لاحتلال القطاع كله، اقترح
بديلا وضعته شعبة العمليات ويؤيده معظم جنرالات هيئة الأركان. المنطق من خلفه هو أنه يمكن
ممارسة ضغط عسكري على حماس يؤدي الى تحرير المخطوفين وتصفيتها كجهة سلطوية وعسكرية
في غزة دون دفع اثمان باهظة جدا. وذلك عن طريق تطويق الجيوب التي لا يزال الجيش لا يسيطر
عليها واستنزاف رجال حماس وقادتها يكون باجتياحات مركزة ونار دقيقة لا تمس بالمخطوفين ولا
تعطي للمخربين الذين يحرسونهم الوقت لقتلهم (مثلما حصل للمخطوفين الستة في رفح في آب الماضي).
سيتم التطويق من فوق ومن تحت الأرض بشكل لا يسمح للمخربين بالخروج من هذه الجيوب وليفاجئوا
الجيش في المناطق التي يسيطر فيها منذ الان في ارجاء القطاع. سيضطر المخربون لان يتصدوا لقوات
غير كبيرة من الجيش الإسرائيلي، مسلحة بأفضل وسائل الاستخبارات والسلاح الدقيق. اما مراكز
الصندوق الإنساني لغزة التي ستقام في هوامش الجيوب ويحرسها الجيش الإسرائيلي فستوزع كميات
كبيرة من المساعدات لسكانها.
النقيصة الوحيدة في خطة “التطويق والاستنزاف” هي الزمن الطويل الذي سيكون مطلوبا لاجل تحقيق
النتيجة المرجوة من خلالها. في هذا الزمن قد يموت مخطوفون بالجوع، الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من
ان يتفرغ بشكل كامل لعملية إعادة التأهيل والبناء للقوة والسماح للمقاتلين بالاستراحة التي يحتاجونها بعد
نحو سنتين من القتال.
رئيس الوزراء من جهته، أوضح لرئيس الأركان صراحة بانه يريد أن ينفذ الجيش احتلالا كاملا وليس
البديل الذي طرحه تمير: “التطويق والاستنزاف”.
علق رئيس الأركان في ضائقة. بداية كان واثقا بانه سينجح في اقناع نتنياهو بقبول موقفه. ولكن عندما
فهم بانه فشل في ذلك بدا يسأل نفسه ومقربيه اذا كان عليه أن يتعاون مع خطوة تعارضها القيادة
العسكرية بحزم. في جهاز الامن كان من تحدث عن امر غير قانوني على نحو ظاهر يرفرف علم اسود
فوقه ولهذا فواجب رفضه.
لا ادعي معرفة ما هي دوافع واعتبارات رئيس الوزراء، ولكن بضع حقائق تشير الى الاتجاه. أهمها هي
الوعد الذي همسه باذن بتسلئيل سموتريتش والذي أدى بوزير المالية ان يعلن ان ليس في نيته الانسحاب
من الحكومة بانه “ستحدث أمور طيبة”.

12

نتنياهو، بقدر ما هو معروف، يعارض استئناف الاستيطان اليهودي في قطاع غزة. لكن التسريبات عن
احتلال كامل سمحت له بان يبقي سموتريتش وبن غفير في الائتلاف. إضافة الى ذلك، خلق على حد
نهجه تهديدا وضغطا على حماس التي بتقدير محافل الامن ليست حساسة لمعاناة السكان ومستعدة لان
تضحي بحياة رجالها لكنها حساسة جدا لفقدان الأراضي.
في حملة عربات جدعون نجح الجيش في السيطرة على نحو 75 في المئة من أراضي القطاع حيث
يتمتع بحرية عمل وحركة شبه كاملة. تبقت فقط ثلاثة جيوب لم يناور في داخلها الجيش. معا تشكل في
مساحتها ربع حتى ثلث مساحة القطاع لكن نحو 80 في المئة من سكان القطاع، أساسا مواطنون غير
مشاركين اخلوا مناطق القتال الأخرى، يسكنون هناك في شروط شبه غير إنسانية.
في غزة، وأساسا في غربي المدينة على شاطيء البحر يتجمع نحو مليون نسمة؛ في مخيمات الوسط
(النصيرات، دير البلح، البريج والمغازي) يسكن نحو 400 الف نسمة، وفي المواصي نحو 600 الف
نسمة. في هذه الجيوب يحتجز معظم المخطوفين الاحياء، وربما كلهم، وبعض من الجثث. التأثير الذي
سيكون على مثل هذه المناورة على مصير المخطوفين واضح.
فضلا عن ذلك، فانه لو كانت دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي لا يريدون أن يتحملوا ذنب الإبادة
الجماعية لاجيال، فانهم ملزمون بان يسمحوا للسكان بل وان يلزموهم بمغادرة هذه الجيوب قبل أن تبدأ
القوات بامطار النار من الجو ومن الأرض كاعداد لدخول القوات المناورة. اخلاء مطبق كهذا ضروري
أيضا لاجل منع المس بالمخطوفين. حماس والجهاد يرون فيهم ذخرا استراتيجيا باهظ الثمن – ورقة
المساومة الوحيدة المتبقية في أيديهم – وبالتالي معقول الافتراض بانهم سيستغلون اخلاء السكان من
الجيوب كي ينقلوا في الخفاء المخطوفين الى مكان آمن.
قبيل جلسة الكابنت عن توسيع القتال اعدت ثلاثة بدائل لعمل قوي في غزة وفقا لخطوط التوجه التي
عرضها رئيس الوزراء. البديل الأول، الاوسع هو احتلال كامل للقطاع من خلال مناورة داخل الجيوب
الثلاثة التي لا تزال حماس تسيطر فيها – مدينة غزة، مخيمات الوسط والمواصي. حسب هذا البديل
سيكون اخلاء السكان الى “المجال الجنوبي”، حيث سيحصلون على المساعدات الإنسانية. بعد أن يحتل
الجيش الجيوب ويبدأ بالتدمير البطيء والجذري للبنى التحت أرضية سيعمق سيطرته الأمنية في كل
أراضي القطاع وسيضطر على ما يبدو لاقامة حكم عسكري الى أن يتحقق اتفاق لتحرير كل
المخطوفين، وقف القتال وتصفية حكم حماس. الى جانب تشجيع الهجرة الطوعية لاكبر عدد ممكن من
الغزيين، إسرائيل كفيلة بان تضم مناطق في القطاع. “المرشحة” الأساسية هي المجال الشمالي، ومجال
الحزام العازل على طول الحدود.
البديل الثاني الاضيق، هو احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط، بدون المواصي التي عرفها الجيش في
بداية الحرب كـ “منطقة آمنة”. اما في كل باقي التفاصيل فالبديلان متشابهان. البديل الثالث هو احتلال
غزة المدينة وحدها، وتطويق مخيمات الوسط والمواصي دون المناورة في داخلها. لهذا المنحى عدة
فضائل: فهو سيقلص الخطر على حياة المخطوفين (التقدير هو ان آسريهم سيهربونهم الى معسكرات
الوسط والمواصي تحت غطاء اخلاء السكان)؛ لغرض تنفيذه سيكون مطلوبا نصف حجم القوات في
البديل الأول، 10 – 11 لواء بدلا من 5 فرق كاملة؛ واساسا: احتلال مدينة غزة سيسحب من حماس
السيطرة على عاصمة القطاع. اذا فقدت السيطرة على مليون من سكان غزة ستفقد عمليا مظهر الحكم
في القطاع كله. كما ان لحملة محدودة تركز على مدينة غزة سيكون أيضا اثر مهديء على الرأي العام
العالمي، على خلفية التوقعات لحرب جوج وماجوج كثيرة القتلى بين المدنيين الفلسطينيين وأزمة إنسانية
حادة.
رئيس الأركان زمير لا يؤيد أيا من هذه البدائل وبقي على رأيه بان الطريق الصحيح هو تنفيذ خطة
التطويق والاستنزاف دون احتلال أيا من الجيوب. ومع ذلك فان الجيش بقيادته سينفذ قرار الكابنت في
ظل اتخاذ خطوات تقلل الخطر المحدق بالمخطوفين اذا لم تطويه تماما.
—————–انتهت النشرة—————–

Loading

Share This Article