المسار : تهرّب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، من الإجابة عن سؤال “القدس العربي” حول ما جاء في بيان الأمين العام أنطونيو غوتيريش يوم الإثنين الماضي بشأن مقتل الصحافيين أنس الشريف ومحمد قريقع وأربعة مصورين، والذي دعا فيه إلى ضرورة التحقيق في الجريمة.
“كيف يمكن التحقيق في جريمة اعترف مرتكبها بها، ومرتكبها معروف وواضح؟ أليس من المناسب القول إن هذه جريمة قتل خارج نطاق القضاء، وجريمة حرب؟ لماذا تدعون إلى التحقيق؟”.
وردّ دوجاريك قائلًا: “لقد طرحتَ السؤال أمس، وأجبتُ عنه بكل ما أستطيع، وليس لديّ شيء إضافي لأقوله”. وعندما تابعت الصحيفة بالسؤال: “ولكن كيف تُحققون في جريمة اعترف مرتكبها بها؟”، أجاب: “يمكننا مناقشة الأمر، لكنني أعتقد أنكم طرحتم السؤال، وأنا أجبتُ عنه”.
وكانت قد أثارت الموضوع نفسه يوم الإثنين بعد مقتل الصحافيين الأحد 10 أغسطس/ آب، تعليقًا على بيان الأمين العام الذي دعا إلى التحقيق في مقتلهم. وسأل الصحافيون: “لا يُحقّق المرء عندما يعترف القاتل بجريمته. أصدرت إسرائيل بيانًا قالت فيه إننا قتلناهم، وكانوا مستهدفين، واتُهم أنس الشريف باتهام سخيف بأنه عضو في حماس. إذًا، أين يأتي دور التحقيق إذا كان القاتل معروفًا؟”.
وردّ دوجاريك: “حسنًا، أعتقد أنه يجب أن تكون هناك محاسبة فردية لكل عمل عنف”.
ولم يكن جواب المتحدث الرسمي مقنعًا للصحيفة، ما دفعها إلى إعادة طرح السؤال حول التحقيق في جريمة اعترف مرتكبها بها، ليتهرّب دوجاريك مجددًا ويغلق باب النقاش.
وكان الأمين العام قد أصدر بيانًا حول مقتل صحافيي الجزيرة يوم الإثنين جاء فيه: “يُدين الأمين العام مقتل الصحافيين الفلسطينيين الستة في غارة إسرائيلية على مدينة غزة في 10 أغسطس/ آب. تُبرز هذه الجرائم الأخيرة المخاطر الجسيمة التي لا يزال الصحافيون يواجهونها أثناء تغطيتهم للحرب الدائرة، ويدعو إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه في هذه الجرائم”. وأضاف البيان: “قُتل ما لا يقل عن 242 صحافيًا في غزة منذ بدء الحرب. يجب احترام الصحافيين وحمايتهم، والسماح لهم بأداء عملهم بحرية، دون خوف أو مضايقة”.