الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

رباح
45 Min Read
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 15/8/2025 

الى أن ينكسر الجمهور

بقلم: عاموس هرئيلِ 

هل هناك جسر واحد بعيد جدا؟ يبدو ان بنيامين نتنياهو قرر فحص بجدية هذا السؤال. الخطوة الأخيرة لرئيس الحكومة ضد رئيس الأركان ايال زمير استهدفت دفع زمير الى الزاوية، على شفا الإقالة أو الاستقالة. هذا ما فعله في هذا الأسبوع مبعوثه، وزير الدفاع يسرائيل كاتس، عندما اختار افتعال شجار حول موضوع هامشي لدى الجمهور، لكنه موضوع تعطيه القيادة العليا أهمية مبالغ فيها، وهي التعيينات الواسعة في الجيش الإسرائيلي برتبة عميد وعقيد. الهدف واضح وهو التنغيص على زمير وتقليص قدرته على التاثير على الخطوات القادمة التي يخطط لها نتنياهو في الحرب في قطاع غزة. 

تقريبا بعد مرور سنتين على الحرب فان نتنياهو الجديد يتحمل اخطار لم يكن يتجرأ على حملها في السابق. بعد ليلة غالنت الأولى في اذار 2023، التي في اعقابها تراجع عن اقالة وزير الدفاع خشية الاحتجاج العام، جاءت ليلة غالنت الثانية في تشرين الثاني 2024، التي تم فيها ارسال وزير الدفاع السابق الى طريقه، مع احتجاج قليل فقط. بعد ذلك دفع نتنياهو نحو استقالة رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي ورئيس الشباك السابق رونين بار، في محاولة لترسيخ الرواية التي تقول بان القيادة العليا الأمنية هي فقط المذنبة في الإخفاقات التي مكنت من المذبحة في 7 أكتوبر. أيضا رئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، عضو الكنيست يولي ادلشتاين (الليكود)، تمت اقالته بسبب معارضته إجازة قانون الاعفاء من الخدمة (القانون الذي أدى أيضا الى التوتر بين نتنياهو وغالنت وهليفي).

لكن السؤال المطروح الآن هو متى ستاتي نقطة انكسار الجمهور الإسرائيلي. اذا اندمجت استقالة رئيسا اركان وتعيين وزير دفاع غير مناسب بشكل واضح لمنصبه، وخطر واضح وفوري على حياة المخطوفين، وخطة لاحتلال مدينة غزة واجازة قانون اعفاء الحريديين، فهل حانت اللحظة التي سيقول فيها الجمهور الإسرائيلي: كفى؟ هل سيكون لذلك تاثير الى درجة هبوط آخر كبير في الامتثال لخدمة الاحتياط والاستعداد للقتال في القطاع، في عملية رئيس الأركان نفسه يشكك علنا باحتمالية نجاحها؟.

موضوع آخر بقي ثابت منذ 7 أكتوبر وهو ان نتنياهو لم يكن مسؤول في أي يوم. هناك جهود كثيرة تبذل في ذلك. الهدف سيكون دائما تحميل المسؤولية للمستوى المهني، في البداية عن الإخفاقات التي مكنت من حدوث المذبحة، والان عن فشل نتنياهو في الوفاء بوعده، هزيمة حماس. لمعان زمير اختفى بسرعة، لكن ليس بشكل مفاجيء. رئيس الحكومة بشكل عام قام باستدعاء من المستودع جنرال هجومي، ليس ذنبه انه حصل على جنرال متعب. مئات آلاف المواطنين الذين يشاهدون كل مساء “القوميون” في القناة 14، ويخططون للتصويت لليكود من جديد، يؤمنون بذلك ويصدقونه من اعماقهم. على الأكثر اللوم هو على كاتس لانه اقترح تعيين زمير كما يقول نتنياهو الابن. وزير الدفاع يحتج على ذلك قليلا، لكنه بينه وبين نفسه يحذر من التورط مع آلة السم هذه. 

الجنرال رومان غوفمان، السكرتير العسكري المخلص لنتنياهو ومن يتم ذكره كمرشح لوراثة زمير عند الحاجة رغم عدم تجربته، شرح في محادثات مغلقة بان الذنب في تأخير النصر المطلق ليس ذنب المستوى السياسي، بل المذنب هم الضباط غير المتحمسين، حسب رأيه، للتوصل الى حسم. مقرب آخر، الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، أوضح في الأسبوع الماضي في مقابلة مع “بودكاست هآرتس” بان “هذه هي الحرب الأفضل في تاريخ إسرائيل. وضعنا افضل بعشرة اضعاف”. هذا واقع استراتيجي بديل، وهناك من هو مسرور من العيش فيه. في هذا الأسبوع نشر شخص في الشبكات الاجتماعية فيلم قصير ظهرت فيه كل وعود نتنياهو من السنة الماضية حول النصر المطلق الذي ينتظرنا في غزة، بالضبط على بعد خطوة. بعد ذلك تم التحدث عن رفح كمعقل أخير، الآن يتبين ان المعقل الأخير هو مدينة غزة. 

وسائل الاعلام تصف في كل مرة بالخطأ نتنياهو والحكومة كمن يواجهون معضلة، وتقرير هل سيتوجهون يمينا أو يسارا، نحو الصفقة أو نحو استمرار الحرب. نتنياهو ببساطة يصل المفترق ويستمر في السير نحو الامام، مع الرأس الى الحائط. في ظهوره العلني في هذا الأسبوع ظهر قلق بشكل معين، شخص يهرب من البشرى، معظم اهتمامه موجه الى المؤتمر الصحفي لوسائل الاعلام الإسرائيلية في يوم الاحد، الذي اختار فيه التصادم مع كل مراسل لم يمسك بميكروفون القناة 14، والأكثر غرابة كان خطابه الذي القاه مساء أول أمس في القدس، في احتفال متأخر لاحياء ذكرى يوم استقلال أمريكا، الذي هاجم فيه كبار قادة جهاز الامن السابقين ووصفهم بأن “كلمة الانتصار غير موجودة في قاموسهم”. وقد صمم على التحدث باستفاضة عن العمل الفظيع الذي تم توثيقه حسب قوله خلال المذبحة التي ارتكبها البدو من المليشيات السنية المتطرفة ضد الدروز في جنوب سوريا قبل شهر تقريبا. وقال ان الإرهابيين “انتزعوا قلب احد الدروز وهو على قيد الحياة وقاموا باكله… انت ترى ذلك بالبث المباشر. لقد قاموا باحراق الأطفال وأضافوا المزيد من الأفعال”. المراسلون ما زالوا يحاولون إيجاد فيلم كهذا تم توثيقه في أي وقت. ولكن هذا الامر غير صحيح. وتصميمه على وصف الأفعال الفظيعة بادق التفاصيل استهدف ارسال رسالة للامريكيين، نحن نحارب هؤلاء، جميع الذين حولنا يريدون ويستطيعون ذبحنا وارتكاب 7 أكتوبر آخر ضدنا.

رئيس الحكومة يتوجه فقط الى قاعدته السياسية، من البيبيين من خلال الحريديين القوميين وحتى الحريديين. المواطنون الاخرون يعنونه مثل قشرة الثوم. في الفترة الأخيرة هناك تقديرات حول نية ترك اثنين من مستشاريه المقربين جدا اليه، الوزير رون ديرمر ورئيس مجلس الامن القومي تساحي هنغبي. نتنياهو في هذه الاثناء يحاول تقليد دونالد ترامب. في شهر شباط، بعد اللقاء الأول مع الرئيس الأمريكي منذ إعادة انتخابه، عاد نتنياهو متاثر من واشنطن وقام بالقاء خطاب مطول امام الوزراء حول الاختبار المهم الوحيد الذي يجب ان يواجهه الموظفون الكبار، الإخلاص للزعيم. 

في هذا الأسبوع في مقابلة مع القناة الثانية له “آي24” وجود نموذج جديد لتقليده، اتحاد الامارات. لا توجد أي ديمقراطية، اعترف، لكنهم يعرفون كيفية محاربة البيروقراطية. الآن هو يبحث عن محارب شجاع ضد الإجراءات التنظيمية، ايلون ماسك خاصته، وكأنه لم يقف هنا على رأس كل الحكومات باستثناء حكومة واحدة منذ العام 2009. في جلسة الكابنت العاصفة في مساء يوم الخميس الماضي وجه الوزير ايتمار بن غفير بشكل مسموم ملاحظة لرئيس الأركان زمير عندما قال ان الجيش الإسرائيلي يجب عليه تعلم الامتثال من الشرطة. حتى الان لم نذكر وزير العدل ياريف لفين، الذي بخطوة صبيانية قام في هذا الأسبوع باستبدال اقفال المكتب المشترك له وللمستشارة القانونية للحكومة في تل ابيب، غالي بهراف ميارا، من اجل منع دخولها الى المكتب. 

——————————————

هآرتس 15/8/2025  

ابرتهايد؟ سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية هي نموذج للسيطرة

بقلم: كارولينا ليندسمان 

لقد تبين أننا نشكل نموذج، حتى لم نعرف اننا هكذا. انسوا الفصل العنصري الإسرائيلي في المناطق. يجب عليكم من الان فصاعدا القول “نموذج سيطرة إسرائيل في الضفة الغربية”. ليس فقط ان الولايات المتحدة في عهد ترامب لا تحرك ساكنا في صالح الحل الوحيد للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، حل الدولتين، بل يتبين ان “نموذج السيطرة” اصبح مسجل كبراءة اختراع دبلوماسية.

صحيفة “التايمز” البريطانية نشرت في هذا الأسبوع بان روسيا والولايات المتحدة ناقشت نموذج السيطرة في الضفة كنموذج محتمل من اجل انهاء الحرب في أوكرانيا. وحسب هذا التقرير فان ستيف ويتكوف يؤيد هذه الفكرة، وهو المبعوث الخاص لترامب والمعروف بانه المسؤول أيضا عن تحقيق السلام في الشرق الأوسط. ويتكوف مثل الطبيب الذي بدلا من ان يعالج المريض، هو ينقل المرض اليه من مريض سابق قام بمعالجته. وفي صالحه يجب القول بانه لم يعرف بانه يحمل المرض. ولكن كيف يمكن الدفاع عن افعاله؟ واذا كانت سيطرة إسرائيل على الفلسطينيين بالنسبة لويتكوف صورة حياة مناسبة من الجدير استنساخها، فهل ربما هو ليس الشخص المناسب للدفع قدما بالسلام في الشرق الأوسط؟ هل الرغبة في وضع حد لسيطرة إسرائيل على الفلسطينيين لا تعتبر شرط ضروري لمنصب المبعوث الخاص؟.

حسب هذا النموذج فان حدود أوكرانيا لم تتغير، مثلما لم تتغير حدود الضفة خلال 58 سنة، فقط بقيت تحت السيطرة الإسرائيلية. كيف لم نفكر في ذلك في السابق؟ ما اعتقدنا انه خلال سنين هو المشكلة تبين انه هو الحل. وبدلا من قول “كفى للاحتلال” كان يجب علينا وصفه كـ “نموذج للسيطرة” وبيع هذه التركيبة من انتاج إسرائيل، “ابيليدي وبندورة الشيري”. هاكم الان نموذج سيطرة إسرائيل في الضفة الغربية.

هذا بالطبع مدحوض من أساسه. ليس فقط لان سيطرة إسرائيل في مناطق الضفة الغربية تم الإعلان عنها بانها غير قانونية من قبل محكمة العدل الدولية، بل ايضا لانه من الوصف أعلاه يتبين ان النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين هو بين إسرائيل والأردن. المناطق تم احتلالها في الحقيقة من الأردن، لكن الفلسطينيين هم الذين يحاربون من اجل تقرير المصير ومن اجل دولة خاصة بهم. الخيار الأردني ما زال خيار غير واقعي. وعندما يحلم اليمين الإسرائيلي بهذا الخيار فان ذلك من اجل “إعادة” الفلسطينيين الى الأردن، وليس الأرض.

في غضون ذلك هاجر شيزاف كتبت بأن هذا النموذج ينهار في حرب مليشيات المستوطنين، وبينهم جنود احتياط أو جنود في الخدمة النظامية، ضد الفلسطينيين، (“هآرتس”، 14/8). وتساءلت: “هل هناك فائدة من القول بان أجهزة انفاذ القانون العسكرية أو الشرطية في الضفة موجودة في الواقع وليس فقط نظريا”. في موازاة ذلك من المتوقع ان تصادق إسرائيل نهائيا على خطة البناء في منطقة إي1 التي ستفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها. وحسب اقوال سموتريتش فان “هذه العملية ستدفن نهائيا فكرة الدولة الفلسطينية”.

بدلا من اجبار الاوكرانيين على شرب السم والخروج الى نزهة ليلية في شوارع هندوراس، ينبغي على ويتكوف النظر في كونه الشخص المناسب لحل الازمات الدولية. وآخر ما تحتاجه إسرائيل الان هو إقرار الأمريكيين بالاحتلال الإسرائيلي كنموذج ثابت جدير بالتقليد.

يجب عدم الاستخفاف بشعور القوة الذي تمنحه الولايات المتحدة لإسرائيل. ولكن زيادة قوة الدولة التي تعاني من جنون العظمة هي أمر يضر بها. اذا كانت الولايات المتحدة معنية بالسلام في الشرق الأوسط فمن الصواب انضمامها للاوروبيين الذين يدفعون قدما بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في الطريق الى حل الدولتين. يجب عدم تطوير وهم بوجود حل آخر.

——————————————-

يديعوت احرونوت 15/8/2025  

الاتجاه.. مناورة أخرى في القطاع

بقلم: يوآف زيتون

الاستعداد للمناورة الإضافية في قطاع غزة يتقدم، بالتوازي مع محاولات المستوى السياسي لاستئناف المفاوضات لصفقة مع حماس: ألوية نظامية تلقت أمس تعليمات بالاستعداد لامكانية مناورة جديدة في قطاع غزة، بعد نحو سنة من انهاء الجيش المناورة الكبرى السابقة في شمال القطاع، التي بدأت المعركة البرية قبل نحو عشرين شهرا.

في هذه المرحلة من المتوقع لهذه الالوية أن تواصل، في الأيام القادمة على الأقل روتين العمل المخطط لها، وعدم الدخول الى سلسلة تدريبات واستعدادات تسبق المناورة البرية. ومع ذلك، سيتحمل المقاتلون تعديلات في جداولهم الزمنية الأسبوعية، كجزء من التقدم في الاستعداد للعملية. مهما يكن من أمر يلوح ان الخطوة البرية الواسعة لن تبدأ قبل الشهر القادم وهي ستكون منوطة بمحاولات إسرائيل باخلاء نحو مليون غزي من مدينة غزة وبناتها جنوبا، رغم الصعوبات المرتقبة لذلك والتعلق بالأمم المتحدة كمتعاون مع الخطوة الإنسانية الكبرى.

فضلا عن الالوية النظامية، فان الوية الاحتياط تلقت لأول مرة في الـ 48 ساعة الأخيرة امرا بالاستعداد لتفعيلها في شهر أيلول تحت امر 8. في هذه الاثناء لا توجد نية في قيادة الجيش للمس باجازة صيف أطفال خادمي الاحتياط الكثيرين، لكن من غير المستبعد ان تعطل مرة أخرى بعشرات الاف الجنود القتاليين في الاحتياط واساسا لابناء عائلاتهم التواجد المشترك في أعياد تشري التي تبدأ برأس السنة بعد نحو شهر. في الجيش اعلنوا بانهم سيبذلون جهودا كبرى لاعطاء راحة واستراحات للقوات حتى لو خرجت المناورة الى حيز التنفيذ وتنفيذ العملية بشكل متدرج وبطيء في ظل المراعاة أيضا للقوات النظامية، بعد الأعباء الجسيمة التي تضمنت في بداية الحرب بقاء متواصلا لاكثر من شهرين – ثلاثة بلا توقف في مناطق القتال الغزية وأثارت انتقادات شديدة من أهالي المقاتلين. 

ان المرحلة التالية في اعداد الجيش للعملية ستكون ترجمة الفكرة العملياتية للمناورة الجديدة التي اقرها هذا الأسبوع رئيس الأركان، الفريق ايال زمير، لخطط عملياتية تبلورها قيادة المنطقة الجنوبية لما لا يقل عن أربعة فرق، بينها احتياط أيضا تكون الأولى للحصار على مدينة غزة، اغلب الظن من كل الاتجاهات وتتقدم ببطء الى الاحياء الغربية أيضا ذات الابراج الكبيرة التي تبقت فيها، أساسا في صبرا، الرمال والشيخ عجلين. بعد ذلك ستخرج الى الدرب مرحلة نظام قتالي يتضمن مداولات عملية في مراحل الخطوات العسكرية، توقيتات العملية، حالات وردود أفعال، استعدادات لوجستية، تدريبات أخيرة وحشد القوات في مجال الحدود وفي محور البتر نتساريم، إضافة الى ضربات نار من الجو تبدأ أولا. 

امس، سرع ادخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة من قبل إسرائيل، بهدف محاولة تجنيد من جديد لشرعية دولية لاحتلال مدينة غزة، بعد حملة التجويع الناجحة لحماس التي جرت ذروة عالمية في معارضة إسرائيل منذ نشوب 7 أكتوبر. نحو 400 شاحنة مساعدات من الطعام، الوقود والأدوية أدخلت فقط امس الى قطاع غزة عبر معابر الحدود المختلفة، رقم قياسي منذ استئناف المساعدات الإنسانية الى القطاع. كمية الطعام التي تحاول إسرائيل إدخالها الى الغزبيين كبيرة لدرجة انه في معبر كيسوفيم القديم امام خانيونس وثقت شاحنات يسقط منها صناديق دقيق كبيرة على الطريق.

——————————————-

هآرتس 15/8/2025  

ايزنكوت هو المفتاح، لكن هل هو يرغب في ذلك حقا

بقلم: رفيت هيخت

هناك اجماع نادر سائد بخصوص ميزات غادي ايزنكوت. هو بالفعل الصورة المعاكسة الإيجابية لبنيامين نتنياهو. فهو شخص نزيه، موضوعي وعملي، يكره الكذب ويبتعد عن المؤامرات. بعد سنوات من حكم نتنياهو فان اختياره سيكون ليس اقل من صعود طوباوي على التخلص من سنوات الزعرنة والمناكفة والسخرية.

أهمية ايزنكوت للمعسكر الديمقراطي، الذي يحارب من اجل الهيمنة على الخمينية اليهودية والفاشية والكهانية، هي كبيرة بنفس القدر اذا لم يكن اكثر. ايزنكوت هو مفتاح هذه الكتلة. هل قراره ان يكون رقم 2 في قائمة نفتالي بينيت مع توسيع تحالف إسرائيلي جديد، أو رقم 1 في قائمة يئير لبيد ويئير غولان في جبهة ليبرالية واسعة، سيكون الخطوط العامة للكتلة قبل الانتخابات القادمة في حالة اجرائها، ونطاق جمع الأصوات في الكاتلة. تصعب المبالغة بأهمية جمع الأصوات في بناء الكتلة: غياب التقصير في الانتخابات السابقة حكم على المعسكر الديمقراطي بنقص التمثيل السياسي الكارثي، الذي نغص عليه وصادر منه أي سيطرة او تاثير على ما يجري فيه وفي موارده.

على خلفية كل ما تقدم فان السلوك السياسي لايزنكوت حتى الان، او للدقة، غياب هذا السلوك، يثير الخوف. يمكن الاكتفاء بالشعار التلقائي الذي يتمتم به كل مستشار سياسي، وهو “حتى الانتخابات لا توجد أهمية لأي ارتباط او عملية” والخ. يمكن أيضا ان نفهم الحسابات التكتيكية التي يسير بحسبها كل اللاعبين، التي في اطارها كل كيان يقيم لنفسه آلية مستقلة من اجل ان يزيد اهميتها في الارتباطات المستقبلية. 

لكن إزاء الواقع والتغيرات الرهيبة التي تحدث فيه الان فان السلبية والتقاعس العلني لايزنكوت تعكس مقاربة غير قيادية: في نهاية المطاف حياة البشر تتم التضحية بها الان بشكل متعمد (المخطوفين، الجيش مجبر على خدمة سياسة اقلية متطرفة في حرب ليس لها تاييد من قبل الجمهور، ورئيس الأركان، مثل كل الموظفين ومن يخدمون الجمهور الذين لديهم ادنى قدر من النزاهة، يمر بحملة إهانة، والانتخابات، رغم توقيتها، بعيدة عن ان تكون مؤسسة آمنة يمكن الثقة بها، والسيطرة الكاملة على جدول الاعمال توجد في يد رئيس الحكومة. 

ربما عدم الرغبة او عدم القدرة على التالق في الميدان والتخلص من الهراءات السياسية هي “جزء من المنتج” الذي يمثله ايزنكوت. ولكن في مواجهة احد اذكى واكثر اللاعبين السياسيين خبرة وشرا في العالم الان، فانه لن تكفي اللغة الرسمية والمترددة، مثل لغة معهد دراسات الامن القومي، وتجنب متوارع للتدخل السياسي الحقيقي. هذا يشكل استمرار مباشر لانضمامه الفاشل للمعسكر الرسمي. 

محظور النزول الى اللغة البيبية والسلوك الهستيري لنتنياهو ومحيطه واشخاص مثل ياريف لفين، لكن الهيبة المقدسة التي يحيط بها الجنرالات السابقون انفسهم هي جزء من العمى المتغطرس، الذي سينهار مرة تلو الأخرى امام الواقع. الحياة السياسية ليست التسلسل الهرمي المريح للجيش الإسرائيلي. بعد نتنياهو وظهور البيبية والكهانية فان هذه لم تعد نفس الدولة ونفس الجغرافيا ونفس الصياغة. ان إزاحة نتنياهو المهمة المطروحة الأصعب والأكثر تعقيدا على كل من يدعي انقاذ إسرائيل من الدمار. 

أخطاء بينيت، غولان ولبيد، يمكن احصاءها في قائمة منفصلة. هناك قاسم مشترك بينهم، وهو الرغبة في ان يكون كل واحد منهم هو الرقم واحد. لقد تم تعليق على بني غانتس في بداية الطريق أمل كبير. غانتس، الشخص الجدير الذي دائما رأى امامه مصلحة الدولة، اكتشف انه مصنوع اكثر ليقود في الاستطلاعات عندما يريد البيبيون اللعب مع معبودهم، وليس حقا يريدون استبداله. 

السؤال الرئيسي الذي يجب على ايزنكوت ان يساله لنفسه هو هل هو يريد اصلا. هل يريد حقا، واذا كان يريد فان ذلك لا يمكن ان يكون بهذه الطريقة، خاصة امام شخص مثل نتنياهو.

——————————————

إسرائيل اليوم 15/8/2025  

حلم غبي

بقلم: يوسي بيلين

هذا ليس حقيقيا. فلا يحتمل ان نعود الى غزة ويشرحون لنا مرة أخرى بنفس نغمة مفعمة بالثقة، بعد عشر ساعات من مداولات زعمائنا، بان هذه المرة سينجح الامر. بعد شهر. بعد سنة. لا يحتمل أن وزير العدل، الذي لم يخترع هو أيضا الحكمة، يبدل الاقفال كي لا تتمكن المستشارة القانونية للحكومة من الدخول الى الغرفة التي يتشاركان فيها. لا يحتمل ألا يكون وزير الدفاع الذي لتوه عين رئيس الأركان لا يكون جاهزا للقاء قائد الجيش الذي يخرج من مكتبه مكللا بالعار دون أن يرى طرف وجهه. واضح اننا سنستيقظ ذات صباح ليتبين لنا أن كل شيء كان حلما غبيا. 

مثلما يدعي الحريديم بان التعلم في مدرسة دينية هو الذي ينقذ إسرائيل ويمنحها الامن، هكذا يدعي نتنياهو بان الحرب ستجلب المخطوفين. ولما كنا أناسا ليبراليين ونحترم كل رأي، فاننا ننصت بانفتاح لهما كليهما لكن يصعب علينا أن نصدق العلاقة بين ما يعرض كسبب وبين المسبب. على أي حال يخيل لنا اننا نعرف الأجوبة الصحيحة: الامن يمنحه لنا الجيش، فيما أن انهاء الحرب سيعيد لنا المخطوفين الذين يذوون في انفاق القطاع. 

القرار الذي اتخذ في الحكمة (بالاجماع)، كالعادة المحلية (باستثناء سموتريتش الذي لا يمكنه ان يكتفي بما اقترح) لن ينفذ. يحتمل ألا يكون على الاطلاق معدا بان ينفذ، وان كل الخطوة معدة للضغط على حماس. يحتمل أن هذا معد لان يبقي وزير المالية في الحكومة لزمن ما آخر، الى أن يخرب. يحتمل أن في الزمن الطويل المتبقي حتى الهجوم على غزة ستحصل أمور تمنعه. لعل ترامب يقتنع بان هذا لا داع له ولا تكون له الرغبة في أن يشاهد في “فوكس نيوز” طرد مليون نسمة من غزة بعد أن تمكنوا حتى الان من أن يكونوا طردوا من مكان الى مكان مرات عديدة في السنتين الأخيرتين. فبعد كل شيء ليست ورقة مظفرة لتلقي جائزة نوبل للسلام في أوسلو.

احد لا يقترح انهاء الحرب غدا، التنازل عن المخطوفين والسماح لحماس بمواصلة إدارة القطاع. لاجل انهائها كان ينبغي منذ زمن بعيد أن يتحدد من سيحكم في غزة بعد أن يخليها الجيش الإسرائيلي – وهذا، بالضبط، ما يمنعه نتنياهو بنجاح لا بأس به من ناحيته. ليس سرا انه يخفيه عنا. سر انه يخفيه عن نفسه لانه ليس لديه عشرات الاف أبو الشباب لادارة منظومات الحياة لاكثر من مليوني نسمة. لديه اسناد كامل، في البلاد، في العالم العربي (باغلبيته العظمى) وفي العالم على حد سواء – ليمنع عن حماس ان تحكم في غزة. حتى حماس تفهم هذا. لكنه وحيد تماما في معارضته لان تعود السلطة الفلسطينية، المرشحة الوحيدة لاخذ المسؤولية عن هذا المكان الرهيب. ليس واضحا الهوس الذي طوره نتنياهو تجاه السلطة، المنسقة حتى في هذه اللحظات التي تغذون فيها عيونكم في هذا المقال – بشكل وثيق جدا جدا مع إسرائيل، امنيا بالأساس. هذا هو المفتاح. لن يكون حكم في غزة، اذا لم تعد السلطة الفلسطينية الى هناك ونحن نبقى فيها طالما كان نتنياهو يصر على منعها من العودة الى غزة. 

ولما كان هذا هو المفتاح لانهاء الحرب – فهذا هو المفتاح لتحرير المخطوفين. وبالنسبة لضمان عدم حكم حماس بعد أن ننسحب: للسلطة الفلسطينية وللدول العربية التي سترافقها توجد مصلحة واضحة في ذلك لا تقل عن مصلحة إسرائيل.

——————————————

هآرتس 15/8/2025  

الثمن الباهظ جدا نحن ندفعه بسبب كذبة “النصر المطلق” لنتنياهو

بقلم: يائير غولان

خلال سنوات حكمه لم يتردد بنيامين نتنياهو في ان يكذب على الجمهور، هو يكذب كما يتنفس، لكن الكذبة الأكبر والأكثر خطورة هي الكذبة المتعلقة بالحرب في غزة، كذبة تبرير “الحرب الخالدة” او “حتى النصر المطلق”. بسبب هذه الكذبة نحن ندفع الثمن الأعلى وهو حياة المخطوفين والجنود والناس في إسرائيل وفي غزة.

حسب كل المعايير العسكرية، حماس تمت هزيمتها في 2024. كتائبها والويتها في القطاع تم تدميرها، قدرتها على ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية تم تحييدها، وحتى قبل نهاية السنة الماضية لم يبق في القطاع جيش منظم يمكنه تهديد دولة إسرائيل. مع ذلك، الحرب مستمرة. ليس لاعتبارات امنية، بل لاعتبارات سياسية.

مصلحة إسرائيل الأمنية هي انهاء الحرب وتدمير سلطة حماس، لكن نتنياهو يختار سياسة “حماس هي ذخر”. هو مرة أخرى اختار خطوات تعرض للخطر امن إسرائيل من اجل مصالحه الشخصية، الحرب اللانهائية هي الصمغ الوحيد الذي يبقي حكومته التي تستند الى عناصر مسيحانية متطرفة، بالنسبة لشركائه سموتريتش وبن غفير فان كل يوم آخر من الحرب هو يوم آخر من المعجزة، حتى لو ترتب على ذلك سفك دماء ومعاناة إنسانية شديدة.

بالنسبة لنتنياهو أيضا حالة الطوارئ هي ذخر. فهي تسمح له بشل الأغلبية الديمقراطية التي تطالب بتحرير المخطوفين، والتحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر وضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. حالة الطوارئ تخلق شعب متعب، سلبي ويائس، الامر الذي يمكن نتنياهو من مواصلة تدمير الديمقراطية وتمهيد الأرضية لانتخابات غير حرة. برعاية الحرب هو يضعف أجهزة الرقابة ويمس بحراس العتبة ويخلق واقع سياسي يضمن له الفوز.

كلما واصلنا اللعب حسب القواعد التي يمليها نتنياهو، هو لن يتوقف ونحن سنهزم. مفتاح انقاذ إسرائيل هو كسر هذه القواعد. ليس فقط بالمظاهرات الأسبوعية وتشويشات معينة. يجب علينا تحويل حكم نتنياهو الى حكم لا يحتمل من ناحية مدنية، اقتصادية وسياسية. انا اعرف ان هناك من يشككون بالقدرة على اسقاط الحكومة، لكن ذلك محتمل. مثلما عرفنا كيفية اغلاق الدولة في فترة الكورونا فانه يمكننا فعل ذلك الآن، قانونيا وطواعية. فقط هكذا يمكننا انقاذ إسرائيل. يفضل ان تكون الهستدروت والنقابات الكبيرة والقطاع التجاري وشركات الهايتيك، شركاء. لكن محظور انتظارهم. يجب علينا قيادة العملية. “عضلة الاحتجاج” متطورة، والان يجب تدريب “عضلة الاضراب” و”عضلة التظاهر في منتصف الأسبوع”. اضراب عائلات المخطوفين في يوم الاحد هو فرصة للبدء في هذا التدريب. هذا الاضراب يجب ان يكون الخطوة الأولى في تشديد النضال لإنقاذ الدولة، ومحظور النظر اليه باستخفاف من قبل الحكومة. يجب تصعيد النضال من الان الى حين تفهم الحكومة بان الحكم يكون فقط بموافقة الشعب. 

نحن سنقوم باستبدال هذه الحكومة وسنعيد إسرائيل الى المباديء التاسيسية لها: دولة يهودية وديمقراطية، قوية وآمنة، تجسد إنجازات الحرب وتعالج الجروح التي تسبب بها هذه الحكومة. نحن سنفعل ذلك لان البديل هو الهزيمة، الانهيار الداخلي وتدمير الوطن.

——————————————

يديعوت احرونوت 15/8/2025

كل الطريق الى الاسفل

بقلم: نداف ايال

تخوف متزايد في إسرائيل من تدخل صيني في محاولة لاعادة بناء منظومة الصواريخ أرض – أرض في ايران. لكن بماذا تنشغل إسرائيل؟ في حملة أخرى في غزة، حملة قلة يعتقدون أنه يمكنها أن تنفذ في هذه المرحلة. مرحلة احتلال تتعارض وموقف الجمهور الإسرائيلي (انظر الاستطلاع ادناه) سيعرض المخطوفين للخطر بل سيضعف أكثر فأكثر الخطر على مكانة إسرائيل الدولية المتدهورة. ومثل ثقب اسود عميق، غزة تجتذب الى داخلها كل الانشغال الأمني – السياسي لإسرائيل، تجتذب الاهتمام والمقدرات. هذا بالضبط ما يريده أعداء إسرائيل، وعلى رأسهم ايران. 

في الأسبوع الماضي كانت موجة منشورات عن الحوارات في الكابنت الأخير. ذاك الذي اتخذ القرار الغامض في موضوع احتلال مدينة غزة. تحدثت مع بعض الحاضرين وفوجئت بان شيئا واحدا لم ينشر بتوسع: خطاب استثنائي لوزير الخارجية جدعون ساعر (الليكودي الذي عاد الى الديار هذا الأسبوع، كما تجدر الإشارة)، بخلاف ما هو دارج في الكابنت الحالي فانه عندما تحدث ساد صمت مطبق في غرفة الجلسات. ساعر وشريكه زئيف الكين كانا عضوي الكابنت الوحيدين اللذين امتنعا عن التصويت على البديل العملياتي الذي تم اختياره. 

لقد كان خطاب وزير الخارجية نداء تحذير في المنظومة الإسرائيلية. بدأ بتحليل الوضع في الساحة الدولة، متنقلا من ساحة الى ساحة. حذر – هذه هي المرة الأولى في غرفة جلسات الكابنت التي تقال فيها هذه الكلمات – من أن إسرائيل تشهد تآكل خطير بالتأييد لها في الولايات المتحدة، بما في ذلك في أوساط اصدقائها المقربين، كنتيجة للحرب في غزة. “لقد أصبحت غزة رمزا ومصدر تضامن عالمي، مع التشديد على الجيل الشاب الذي يغذي أيضا التأييد للقضية الفلسطينية. الرأي العام هو الذي يحرك ويفعل الضغط على الحكومات الأكثر صداقة أيضا. 

“هذه ليست فقط مسألة سياسية. التداعيات ستكون أيضا اقتصادية. إسرائيليون ويهود في الخارج يشعرون بهذا منذ الان”، قال ساعر. وحذر من تفشي وباء مناهضة إسرائيل.

شبه وزير الخارجية بين التهديد العسكري الذي تشكله حماس في قطاع غزة، وبين الاضرار الاستراتيجية، السياسية وفي الوعي على حد قوله التي تلحق بإسرائيل كنتيجة لامتداد الحرب. استنتاجه للوزراء كان انه “لا مجال للتشبيه”. بعد الإنجازات الاستراتيجية الاستثنائية لحملة “الأسد الصاعد”، قال ساعر، “يجب الحذر الا تشدنا غزة كل الطريق الى الأسفل”. 

هل يفهم نتنياهو وضع الأمور هذا؟ يمكن الافتراض أن نعم. كالمعتاد، هو يحاول جذب كل البدائل حتى اللحظة الأخيرة في الدقيقة التسعين. عمليا، ليس فقط جرت هذا الأسبوع اتصالات لصفقة في مصر، كما نشر. يتبين أن في قطر تتواصل على نار هادئة اتصالات لصفقة، حتى في هذه الأيام. هذا الأسبوع زار الدوحة رئيس الموساد ونقل رسالة عن صفقة مخطوفين، رغم كل نفي مكتب رئيس الوزراء. لكن التطور المفاجيء للاسابيع الأخيرة هو مثابة ضوء اخضر، ان لم نقل دفعت، يتلقاها نتنياهو من البيت الأبيض بضربة عسكرية ساحقة (ليس لاحد أي فكرة كيف ستتجسد) على حماس. يمكن لهذا ان يتغير بسرعة، بالطبع، لكن الى جانب ضغط سموتريتش بان تصميم نتنياهو على حملة في غزة لم يتصدع بعد. 

ان حملة لاحتلال مدينة غزة هي أمر يعارضه جهاز الامن؛ تحذر منه الاسرة الدولية؛ يمكنه أن يفاقم ازمة إنسانية محتدمة على أي حال وتؤدي الى موت المخطوفين. كل هذا يتفكك الى سلسلة من المسائل القيمية. احداها هي تجنيد إضافي باوامر 8 لرجال احتياط مستنزفين، في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على قانون تهرب من الخدمة. مسألة أخرى هي الحظر القانوني على اخلاء سكان كفعل طرد. النائبة العسكرية العامة حذرت بشكل محدد هيئة الأركان في هذا الموضوع بما في ذلك بالنسبة للمعسكر الذي خططت الحكومة لاقامته (“المدينة الإنسانية”). مع تسلمه لمهام منصبه أمر رئيس الأركان الجيش الا يشارك في أي محاولة لاخراج السكان من قطاع غزة في إطار “المديرية” إياها التي أقيمت في وزارة الدفاع. 

عملياتيا اذا ما اخلى 700 الف “فقط” من أصل مليون من سكان مدينة غزة، بالنظر الى شكل القتال المرتقب، فكيف يمتنع الجيش عن إصابة رهيبة لالاف كثيرين من سكان غير مشاركين؟

مسألة جوهرية هي الإصابة المحتملة للمخطوفين. فهل، مثلا، إعطاء أمر واعٍ يؤدي باحتمالية عالية الى إصابة مخطوفين، مواطنين إسرائيليين هو ممكن على الاطلآق؟ هل هو قانوني؟ هذه مسألة ستكون النائبة العسكرية العامة والمستشارة القانونية للحكومة ملزمتين بالاجابة عليها. قاعدة المخطوفين هي هدف حرب. 

ليس صدفة، أن حذر رئيس الأركان وزراء الكابنت، واكثر من مرة واحدة في الأشهر الأخيرة، من أنه اذا كنا سنسير الى حملة من النوع الذي يطالبون فيه، فليتفضلوا ويغيروا اهداف الحرب ويخرجوا منها إعادة المخطوفين. هم لم يستجيبوا. غضبهم عليه ازداد فقط؛ الحقيقة تجرح. 

ان تنفيذ الحملة في غزة بكاملها ليس قريبا. لكن الصدام – الواقعي والقيمي – هنا منذ الان. فقط ضغط شديد من الرئيس ترامب ومرونة ذات مغزى من حماس، وعلى ما يبدو كلاهما، يمكنهما أن ينقذا إسرائيل من الثقب الأسود الذي هو غزة.

في استطلاع اجراه معهد سياسة الشعب اليهودي JPPI يظهر أن اغلبية الجمهور تريد صفقة حتى لو بقيت حماس. فقد دعا 54 في المئة من المستطلعين الى محاولة الوصول الى اتفاق على إعادة المخطوفين حتى لو كان هذا يعني ان هدف تنحية حماس عن الحكم لم يتحقق. وقال 37 في المئة انه يجب مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف المقررة (بدون حكم حماس، كل المخطوفين يعودون).

وبالنسبة لتأييد او معارضة نقل المساعدات الإنسانية الى غزة أيد ذلك 53 في المئة فيما عارضه 32 في المئة وبقي 15 في المئة بلا رأي.

——————————————

هآرتس 15/8/2025

الدولة تقر االاسبوع القادم خطة البناء التي تستهدف احباط الدولة الفلسطينية

بقلم: هاجر شيزاف وجاكي خوري 

الدولة يتوقع ان تصادق نهائيا في الأسبوع القادم على خطط البناء في منطقة “إي1” التي ستفصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها. الخطط المختلف عليها التي تم تاجيلها لسنين في اعقاب الضغط الدولي، هي ذات تداعيات دراماتيكية على قدرة التوصل الى حل الدولتين، ويتوقع ان تثير انتقادات شديدة في العالم. رئيس الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، اعلن صباح امس عن المصادقة على الخطط وقال: “هذا الواقع يدفن نهائيا فكرة الدولة الفلسطينية لانه لا يوجد ما سيتم الاعتراف به، ولا يوجد ما يعترف به.

في بيان لوسائل الاعلام القاه في معاليه ادوميم قال سموتريتش ان من يحاول الان في العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيحصل منها على رد على الأرض. ليس بالوثائق او القرارات او التصريحات، بل بالحقائق. حقائق البيوت والاحياء والشوارع والعائلات اليهودية التي تبني حياتها. هم يتحدثون عن حلم فلسطيني ونحن سنواصل بناء واقع يهودي. وقد شكر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقال: “فيما يتعلق بيهودا والسامرة هو يدعم ويسمح لي بالقيام بثورة في السنتين والنصف الأخيرتين”. الوزير أيضا دعا نتنياهو وقال: “لقد حان الوقت لفرض سيادة إسرائيل في يهودا والسامرة، وشطب من جدول الاعمال والى الابد فكرة تقسيم البلاد والتاكد من انه حتى أيلول لن يكون للزعماء المنافقين في أوروبا ما يعترفون به. هذه ليست فقط خطة تخطيطية، بل هي مقولة صهيونية مدوية. القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية، ومعاليه ادوميم هي جزء لا يتجزأ منها”.

مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية ناقش خطط البناء في الشهر الماضي للمرة الأولى منذ 2021 التي في اطارها تم التخطيط لبناء 3412 وحدة سكنية في منطقة “إي1”. في الأسبوع الماضي جرى نقاش حول الاعتراضات على الخطة ولكنها كلها رفضت. وفي اعقاب ذلك تقررت جلسة للمصادقة على هذه الخطط التي هي المرحلة النهائية في المصادقة على هذا الاجراء في مجلس التخطيط الأعلى. مع المصادقة على الخطة تستطيع الدولة اصدار مناقصات للبناء ورخص البناء – بعد ذلك ستبدأ عملية البناء نفسها. خلال سنين تم الدفع قدما بهذه الخطط بوتيرة بطيئة بسبب الضغط الدولي، خاصة من الولايات المتحدة خوفا من ان يتم المس باحتمالية إقامة الدولة الفلسطينية في المستقبل. المنطقة، التي مساحتها 12 كم مربع تقريبا، تم ضمها من ناحية بلدية لمعاليه ادوميم وهي تمتد من شمال المدينة الى غربها. ورغم ان الخطط وضعت في السابق في فترة حكومة رابين الا انه منذ 2005 تم تجميدها لاسباب سياسية.

الجمعيات الثلاثة التي تعارض الخطة، حركة السلام الان، عير عاميم والعدالة البيئية، تدعي ان المنطقة التي يتم التخطيط للبناء فيها في إي1 هي احتياطي الأراضي الوحيد في قلب المدن الثلاثة الرئيسية في الضفة، رام الله وشرقي القدس وبيت لحم، التي يعيش فيها حوالي مليون فلسطيني. بناء على ذلك، خطة البناء ستخلق تواصل للمستوطنات من وسط الضفة وحتى القدس وستضر بقدرة التوصل الى اتفاق سلام في المستقبل، الذي في اطاره ستتم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

في شهر آذار صادق الكابنت السياسي – الأمني على شق شارع منفصل للفلسطينيين جنوب منطقة إي1 من اجل تنفيذ خطط البناء وضم مستقبلي لمعاليه ادوميم. الشارع الذي سيتم شقه سيربط بين القرى الفلسطينية الواقعة في شمال الضفة الغربية والقرى الواقعة في جنوبها وسينقل حركة السيارات الفلسطينية من شارع 1، من اجل ان يخدم المقطع في الشارع بين القدس ومعاليه ادوميم بالأساس اليهود.

المتحدث بلسان الرئيس الفلسطيني، نبيل أبو اردينة، هاجم إسرائيل بسبب القرار واكد على ان هذه الخطوة الى جانب استمرار حرب الإبادة في غزة وتصعيد إرهاب المستوطنين سيؤدي الى تصعيد وتوتر وعدم استقرار. أبو اردينة أشار الى ان “الاستيطان في كل اشكاله مرفوض وهو غير قانوني ويخالف القانون الدولي، خاصة قرار مجلس الامن 2334 الذي ينص على ان كل المستوطنات في الضفة الغربية وفي شرقي القدس وفي قطاع غزة هي غير قانونية”، وأضاف بان الإعلان عن البناء في إي1 يتساوق مع تصريحات نتنياهو بشان ما يسميه “إسرائيل الكبرى”، واتهم الإدارة الامريكية بانها لا توقف الحكومة عن تنفيذ عمليات خطيرة حسب رأيه.

الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون اعلن في الشهر الماضي بان بلاده ستعلن اعترافها بدولة فلسطين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول القادم. بعد بضعة أيام اعلن رئيس الحكومة البريطانية، كير ستارمر بان بلاده أيضا ستعلن عن اعترافها بدولة فلسطين في الجمعية العمومية، اذا لم تتخذ إسرائيل خطوات مهمة لتحسين “الوضع المخيف في غزة”. في تصريحه ستارمر أشار الى ظروف أخرى التي تسمح فيها إسرائيل للأمم المتحدة بالبدء مجددا في توزيع الطعام في القطاع والموافقة على وقف اطلاق النار والتوضيح بأنه لن تحدث أي عملية ضم لمناطق في الضفة الغربية والتعهد بدفع قدما بحل الدولتين.

أيضا رئيس الحكومة الاسترالية، انطوني البانيزي، اعلن بانه دولته ستعرف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العمومية، ورئيس حكومة مالطا اعلن عن خطوة مشابهة. في موازاة ذلك ست دول غربية أخرى أعلنت انها تفحص الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل عقد الجمعية العمومية للأمم المتحدة. هذه الخطوة ستشكل تغيير في مواقف دول مثل كندا، فنلندا، نيوزيلندا، البرتغال واندورا وسان مارينو. وقد وقع على هذا البيان أيضا وزراء خارجية دول اعترفت في السابق بالدولة الفلسطينية مثل ايسلاندا وايرلندا واسبانيا.

——————————————

يديعوت احرونوت 15/8/2025  

محتل رغم أنفه

بقلم: ناحوم برنياع

في قيادة المنطقة الجنوبية يعملون الان على التخطيط لطرد مليون نسمة من مدينة غزة الى المواصي. كل شيء فني. ما هو العدد اللازم، اين تقام محطات الاطعام (نقاط توزيع، بلغة عسكرية مغسولة)، مستشفيات، حواجز؛ ما الذي ستساهم به المنظمات الدولية. الاحتلال سيرافق الطرد. هما سيعملان معا، كثنائي متنافسان في برنامج تلفزيوني. الزيتون، الحي الجنوبي لغزة، يعالج منذ أسبوع، بقضم بطيء، كخطوة مسبقة، كمشروع تجريبي. احد ما سيدعى لان يعطي اسما توراتيا للحملة.  ربما شعر شمشون، ربما ثأر دليلة. 

طاقم التخطيط جديد في معظمه، ضباط خبراء، أفضل الشبيبة. اذا طرح احد ما سؤالا مبدئيا، ما هذا الامر، الى أين يؤدي بنا، فان السؤال لم يتسرب. الجيش الإسرائيلي هو جيش منضبط. 

أب أعرفه سأل ابنه الطيار لماذا يواصل الطيران الى غزة. لاني أرى من فوق احفادك يقاتلون هناك، أجاب الابن. العائلة، الوحدة العسكرية، الأصدقاء: في هذه الاثناء العائلية الإسرائيلية تفوق كل تردد. 

رئيس الأركان ملزم بالطاعة. على الرغم من ذلك فان لرؤساء الأركان السبل للتصدي بقرار من المستوى السياسي لا يرتاحون له. بيديهم أن يقرروا الطريقة، الزمن، الأدوات. لقد ذكر رئيس الأركان علنا شرطا واحدا: هو لن يأمر بعملية عسكرية تعرض حياة المخطوفين للخطر. هذا يلزم الجيش الإسرائيلي ان يدخل الى غزة على اطراف الاصابيع. يوجد مخطوفون احياء في غزة الموسعة؛ يوجد مخطوفون أيضا في مخيمات الوسط وفي دير البلح. المخطوفون قابلون للنقل. الجيش الاسرائيل مبني لان يتصدى لسقو المقاتلين. لكنه سيجد صعوبة في ان يتصدى لموت مخطوف آخر بنار قواتنا. 

 ان احتلال غزة هو الاختبار الحقيقي لايال زمير، وليس استعراضات وزير الدفاع. كاتس يستصعب فك الارتباط عن المكانين اللذين يشعر بهما في البيت: مركز الليكود ووزارة المواصلات. في رأسه الجيش هو قطارات إسرائيل ورئيس الأركان هو رئيس لجنة سائقي القطارات. اذا لم تهنه لن تكون. سلسلة الانفجار تبدأ بابن نتنياهو، تنتقل الى امه والى بردوغو، تشعل أعضاء المركز، تفزع وزير الدفاع وتقرر جدول اعمال الحرب. وزير الدفاع الحقيقي يعيش في ميامي. 

كثير من الحجب ارتفعت في أمريكا عندما أمر ترامب هذا الأسبوع الحرس القومي الدخول الى واشنطن العاصمة. الحرس القومي هو وحدة عسكرية. مسموح استخدامه على ارض أمريكا في حالات الطوارئ فقط. لم تسجل أي حالة طواريء في واشنطن، باستثناء حرب ورطوبة آب. ترامب يستخف بالحقائق، بالقانون، بالتاريخ، بالدستور. قادة الجيش لم ينبسوا ببنت شفه: ترامب اخصاهم. 

احتلال غزة يعود الى صنف آخر، قانوني أكثر لكن أخطر بكثير. رئيس الأركان هو كرة على طاولة القمار لنتنياهو.

——————————————

هآرتس 15/8/2025

سموتريتش يبصق في وجه العالم: أروني أين سيقيمون دولتهم.. بل سنطردهم

بقلم: أسرة التحرير

ستقر الدولة الأسبوع القادم نهائياً خطط البناء في المنطقة E1 التي ستقسم الضفة الغربية إلى قسمين وتقطع بين شمالها وجنوبها. بعد سنوات تعطلت فيها بسبب ضغط دولي، ستقر الحكومة خططاً ذات تداعيات دراماتيكية ولا رجعة عنها على مستقبل الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

أمس، نشرت هاجر شيزاف وجاكي خوري في “هآرتس” بأن مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية، الذي يتبع سموتريتش ورجاله بحث في إقامة 3412 شق في E1 وستكون هذه الشقق حكم إعدام لاحتمالات إقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش. يدور الحديث عن الاحتياطات الأخيرة من الأرض في قلب الضفة، السيطرة عليها ستخنق ثلاث مدن فلسطينية في وسطها – رام الله، شرقي القدس وبيت لحم – حيث يعيش نحو مليون فلسطيني.

ليس صدفة أن أعلن وزير المالية أمس، أبو الخطة الحالية: “هذا الواقع يدفن فكرة الدولة الفلسطينية نهائياً، إذ لا يوجد ما يمكن الاعتراف به”. لم يسبق ان كان سموتريتش محقاً أكثر في توقعه. مع E1 مبنية للمستوطنين، انتهى احتمال إقامة دولة فلسطينية.

بينما أغلبية مطلقة من دول العالم، ازدادت أكثر في الأسابيع الأخيرة، تؤمن بحل الدولتين وتعترف بدولة فلسطينية، جاءت حكومة إسرائيل وبصقت في وجهها. إذا كان هناك سبب لجعل إسرائيل دولة منبوذة ومكروهة أمام العالم، فقد جاءت خطة E1 لتوفر له سبباً مقنعاً آخر. إن القرار ببناء المستوطنة المصيرية هذه ينبغي أن نراه في سياقه الواقع. فسموتريتش وعصبته لا يلبون أطماعهم العقارية فحسب، بل يعملون أيضاً على ضم الضفة رسمياً إلى أراضي إسرائيل أو للأسف المناطق ج. في الوقت نفسه، الحقائق الجديدة على الأرض قاطعة، وهدفها سحب البساط من تحت أقدام الفلسطينيين في المناطق “ج” فيما التطلع هو طردهم ذات يوم تماماً من كل أرجاء الضفة.

كل الوسائل مشروعة لمبادري الخطة، والدولة تبيضها وتتيحها جميعها: اعتداءات جماعية يومية، وهجمات عنيفة، وقتل فلاحين، وإحراق ممتلكات على أيدي المستوطنين. تحويل الضفة إلى مئات الجيوب المنعزلة مع بوابات حديدية في مدخل كل قرية ومدينة، يمكن للجيش أن يحاصرها في كل لحظة معطاة، وهذا ما يفعله بالفعل؛ منظومة من مئات الحواجز الدائمة والحواجز المفاجئة في الطرق، وإقامة عشرات مزارع مستوطنين عنيفين منذ الحرب في غزة، ميزتها مساحات عظيمة يسيطر عليها المستوطنون بعد إقامتها كي تشكل -زعماً- مرعى لأغنامهم.

هكذا تمنع إقامة دولة فلسطينية، وهكذا تثبت الأساسات لترحيل واسع النطاق في الضفة

—————–انتهت النشرة—————–

Loading

Share This Article