رئيس الوزراء الفلسطيني في القاهرة لبحث رؤية مصر لليوم التالي للحرب على غزة

Loai Loai
4 Min Read

المسار : وصل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة تهدف إلى بحث ملفات سياسية وأمنية مرتبطة بقطاع غزة، على أن يعقد لقاءات مع كبار المسؤولين المصريين بمدينة العلمين، قبل أن يتوجه فجر الاثنين إلى مدينة العريش الحدودية لمتابعة إدخال المساعدات الإنسانية. وبحسب المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء الفلسطينية، فإنّ مصطفى سيجتمع مع نظيره المصري مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي، لبحث الأوضاع الإنسانية والطبية الكارثية في قطاع غزة، إضافة إلى الجهود المبذولة من القاهرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ومن المقرّر أن يعقد مصطفى وعبد العاطي مؤتمراً صحافياً مشتركاً الاثنين في معبر رفح البري، عقب تفقد المستودعات المخصّصة للمساعدات والمستشفى الميداني القائم بالمنطقة.

وتتناول مباحثات رئيس الوزراء الفلسطيني أيضاً تحضيرات المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة فور وقف العدوان، والتنسيق بشأن الخطط المشتركة لضمان الاستجابة السريعة للإغاثة والتعافي الاقتصادي، وبما يفشل أي محاولات لتهجير سكان القطاع، كما يتطرق الجانبان إلى لجنة الإسناد المجتمعي لليوم التالي للحرب، وبرنامج تدريب قوى الأمن الفلسطينية في مصر، الذي أعلن عنه وزير الخارجية المصري أخيراً، وكان وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، قد عرض، مساء الأربعاء الماضي، عبر لقاء تلفزيوني، ملامح رؤية بلاده لليوم التالي للحرب على غزة، مركّزاً على ترتيبات أمنية وإدارية تضمن فرض النظام وسدّ الفراغ الأمني في القطاع.

وأوضح عبد العاطي أن الرؤية ترتكز على نشر قوات الشرطة الفلسطينية، سواء من الضفة أو غزة، وإعادة تدريبهم على دفعات في معسكرات مصرية وبالتعاون مع الأردن، على أن يشمل ذلك نحو 5 آلاف شرطي قائمين على رأس عملهم، إضافة إلى تدريب 5 آلاف آخرين يجري اختيارهم بعناية وبسجلات نظيفة، وتهدف هذه الخطوة إلى تمهيد الأرضية الأمنية لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار. وأضاف الوزير أن الحوكمة تمثل المحور الثاني في الخطة، مشيراً إلى التفاهم مع أطراف معنية على اختيار 15 شخصية من التكنوقراط من داخل غزة، غير منتمين لأي فصيل، لإدارة القطاع لمدة ستة أشهر. وخلال هذه الفترة، تعمل اللجنة الإدارية على تنفيذ مشروعات التعافي المبكر وتنسيق جهود إعادة الإعمار مع المؤسسات الدولية، تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية لتولي إدارة القطاع إلى جانب الضفة الغربية.

كما أشار إلى أن مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في غزة سيُعلن موعده بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، وسيخصّص اليوم الأول منه لبحث الترتيبات الأمنية والإدارية، على أن يتزامن مع فعاليات سياسية ووزارية رفيعة المستوى. وتركز المرحلة الأولى من خطة التعافي على إعادة الخدمات الأساسية، توفير مساكن مسبقة التجهيز، وتحسين البنية التحتية الصحية والمياه والصرف الصحي. وكانت هذه الرؤية المصرية أيضاً محلّ نقاش في مفاوضات القاهرة مع وفد حركة حماس برئاسة خليل الحية خلال الأيام الماضية، إذ طلبت مصر من الحركة إبداء مرونة أكبر تجاه مقترحات ترتبط بإدارة القطاع في المرحلة المقبلة، غير أن مصادر مطلعة أشارت إلى أن الخطة المصرية ما زالت تصطدم برفض إسرائيلي، ما يجعل تنفيذها صعباً رغم وجاهتها السياسية.

وبالتوازي مع التحركات السياسية، تواصل القاهرة إرسال المساعدات إلى القطاع. وأعلنت وسائل إعلام رسمية مصرية انطلاق القافلة الإنسانية السادسة عشرة من مبادرة “زاد العزة”، اليوم عبر معبر كرم أبو سالم، محملة بمئات الأطنان من المواد الغذائية والتموينية والمستلزمات الطبية. وذكرت قناة “القاهرة الإخبارية” أن القافلة شملت سلالاً متنوعة من حليب الأطفال والدقيق والزيت والسكر والجبن، إضافة إلى أدوية ومعدات طبية أساسية، كما أوضحت أن محافظة شمال سيناء خصّصت مراكز لوجستية ومستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، في إطار الاستعدادات المستمرة لدعم القطاع المحاصر الذي يواجه أوضاعاً معيشية وصحية قاسية.

Loading

Share This Article