المسار الإخباري : ما زالت الجزائر تحت وقع الصدمة بعد حادث سقوط حافلة في وادي الحراش بالعاصمة، والذي أودى بحياة 18 شخصًا، وسط أجواء من الحزن والغضب الشعبي.
وفيما تحولت الجنازات إلى مشاهد وطنية مؤثرة، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون يوم حداد وطني، وأصدر قرارات عاجلة أبرزها سحب الحافلات التي تجاوز عمرها 30 عامًا من الخدمة خلال ستة أشهر، مع تسهيلات لاقتناء مركبات جديدة، إضافة إلى إدراج مدارس تعليم السياقة ضمن التحقيقات في الحوادث المميتة.
لكن هذه الإجراءات لم تمنع الجدل، إذ حمّل حزب العمال والعديد من الناشطين السلطات مسؤولية “الإهمال المزمن” الذي جعل حوادث الطرقات أشبه بـ”إرهاب يومي”، متهمين الحكومة بالتقصير في صيانة الطرق ومنع استيراد المركبات وقطع الغيار.
وفي موازاة ذلك، أثار أسلوب تغطية بعض القنوات للحادث غضبًا واسعًا، بعدما قامت باستجواب المصابين وملاحقة أهالي الضحايا في المستشفيات. وردّت السلطة الوطنية لضبط السمعي البصري بتوقيف قنوات البلاد، الوطنية، الحياة والشروق عن البث لمدة 48 ساعة، واصفةً التغطية بأنها “إخلالات مهنية فادحة وانتهاك لكرامة الإنسان”.
وتتواصل التحقيقات في أسباب الفاجعة، وسط دعوات لجعلها نقطة تحوّل في سياسات النقل والسلامة المرورية، ووضع خطة وطنية جدية تحت شعار “صفر قتلى” أسوة بتجارب دولية ناجحة.