“مؤتمر غزة” يقدّم إحاطة تاريخية وسياسية حول المسجد الأقصى

المسار : قدّم المشاركون في “مؤتمر غزة” الإثنين، المنعقد في مدينة إسطنبول التركية في اليوم الرابع، إحاطة تناولت الجوانب الشرعية والتاريخية والسياسية والعملية المتعلقة بالمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.

ويُعقد “مؤتمر غزة” تحت شعار “غزة: مسؤولية إسلامية وإنسانية” في “جزيرة الديمقراطية والحرية” الواقعة ببحر مرمرة في إسطنبول، بتنظيم من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووقف علماء الإسلام في تركيا.

وشملت الإحاطة عشرات الأوراق العلمية التي قدّمها كبار العلماء والباحثين من مختلف الدول الإسلامية، ونوقشت في 3 ورشات عمل عُقدت في اليوم الرابع من مؤتمر عزة.

وقرر القائمون على المؤتمر تخصيص يوم كامل للمسجد الأقصى “لأهميته في قلوب ووجدان المسلمين”، ولتزامنه مع الذكرى السادسة والخمسين لحرق المسجد الأقصى.

ووقع حادث إحراق المسجد الأقصى يوم 21 أغسطس/ آب 1969، على يد شخص أسترالي الجنسية يُدعى مايكل دنيس روهن.

مكانة الأقصى والتحديات

وسعت ورشة العمل الأولى التي عُقدت بعنوان “مكانة الأقصى والتحديات وواجب المسلمين تجاهه” للإجابة على 3 تساؤلات.

التساؤل الأول: “ما مكانة المسجد الأقصى في العقيدة الإسلامية والتاريخ الإسلامي؟”، والثاني: “ما أبرز التحديات التي تواجهه؟”، والثالث: “ما الواجب على المسلمين تجاهه؟”.

وخلصت ورشة العمل الأولى بالتأكيد على “إعادة قضية الأقصى كقضية مركزية للأمّة، لا تُهمّش ولا تُؤجل”، و”العمل الجادّ والمُنظم من كل المكونات الإسلامية أفرادًا ومؤسسات لإنقاذه من التهويد، وصيانته من الانهيار، وتحريره من العدوان”.

الأقصى بين الاحتلال والتحرير

فيما تناولت ورشة العمل الثانية مسألة: “الأقصى بين الاحتلال والتحرير”، وركزت على البعد التاريخي بالوقوف على “أسباب سقوط الأقصى بأيدي الصليبيين”، و”أسباب زوال الاحتلال عنه”.

واستخلص العلماء والمشاركون من النقاشات عدة نقاط أبرزها “أن عزة الأمّة مرهونة برسالتها ووحدتها، وأن سقوط القدس بيد الصليبيين كان نتيجة الانقسام والفساد قبل الغزو”.

وشددوا على أن “الكلمة والعلماء ركيزة للنصر”، وأن “الإصلاح الداخلي وتزكية النفوس شرط لمواجهة العدو”.

كما أكدوا “أن العدو يستغل ضعف الأمّة”، وأن معركة التحرير حضارية بقدر ما هي عسكرية، تقوم على العلم والاقتصاد والثقافة.

وختاما، أكدت الورشة “أنَّ القدس ليست قضية تاريخية جامدة بل حيّة متجددة، وأنَّ الدروس المستفادة من التجربة الصليبية تضيء الطريق في معركتنا الراهنة مع الاحتلال الصهيوني”.

وأكدوا أنّ التحرير “يبدأ من تزكية النفوس، وتوحيد الصفوف، وبناء القوة، ويتوَّج بوعي حضاري شامل يربط الأمّة بمشروعها”.

بناء أرضية عمل جامع لقضية القدس

أما ورشة العمل الثالثة فعُقدت بعنوان: “ورشة بناء أرضية عمل جامع لقضية القدس”، وركزت على 7 محاور هي: “الاتحاد والعلماء والفتوى”، و”الإعلام”، و”الفكري والثقافي والتوعوي”، و”العمل الإغاثي والخيري”، و”التربية والتعليم”، و”العمل المؤسسي”، و”الأسرة”.

وانطلق مؤتمر غزة، الجمعة ويستمر حتى 29 أغسطس/ آب، حيث ينتهي بقراءة البيان الختامي عقب صلاة الجمعة في مسجد آيا صوفيا.

(الأناضول)

Share This Article