“إسرائيل” تقيّم صورتها في الغرب مع ارتكابها الإبادة في غزة.. ما الذي تسعى إليه؟

المسار : قال موقع “دروب سايت نيوز”، في تقرير نشره، أمس الجمعة، إن “وزارة الخارجية الإسرائيلية كلفت شركة استطلاعات رأي أميركية بإجراء مجموعة شاملة من الاستطلاعات ومجموعات التركيز، إلى جانب اختبار الرسائل، بهدف تحسين صورة “إسرائيل” في كل من الولايات المتحدة وأوروبا”.

ارتباطات الشركة بحزب “الليكود” الإسرائيلي

وتتولى شركة “Stagwell Global”، التي أسسها السياسي الشهير مارك بن، رئيس مجلس إدارتها ومديرها التنفيذي، تنفيذ هذا العمل.

يُشار إلى أن بن تبرع بمبلغ 100 ألف دولار أميركي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC)، بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتعود صلاته بحزب “الليكود” إلى عمله في حملة مناحيم بيغن الانتخابية لرئاسة الوزراء عام 1981.

كما أن “Stagwell” على وشك الحصول على عقد من إدارة ترامب لدراسة المواقف الأمريكية تجاه اللقاحات دون طرح مناقصة.

وبالعودة إلى الاستطلاع، فإنه يسعى، ومجموعات التركيز، إلى استنباط ما يعرفه الجمهور عن العدوان المستمر على غزة، وما هي مواقفه المختلفة تجاه “إسرائيل” حالياً.

تكلفة الاستطلاعات ومجموعات التركيز

وفقاً لـ”دروب سايت”، فليس من الواضح “كم يُكلّف وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا البحث، لكن الجمع بين مجموعات التركيز والاستطلاعات يجعله من المشاريع المكلفة عادةً”.

هذا ومُنحت الوزارة، مؤخراً، زيادة كبرى إلى ميزانيتها، قدرها 150 مليون دولار إضافية، بهدف تحسين صورة “إسرائيل” عالمياً، في ظل الإبادة الجماعية المستمرة.

النتائج المُبيّنة في التقرير الأولي للاستطلاع

وبحسب ما سرّب الموقع، فقد سأل الاستطلاع أشخاصاً في الولايات المتحدة، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وفرنسا عن عدد الأشخاص الذين يعتقدون أن “إسرائيل” قتلتهم في غزة، ونسبة المدنيين منهم.

وأظهر التقرير الأولي، أنه في كل الولايات المتحدة وألمانيا، الدولتان اللتان لا يزال فيهما الجمهور مؤيداً نسبياً لـ “إسرائيل”، يعتقد المشاركون في الاستطلاع أن الحرب الإسرائيلية كانت “أقل فتكاً بكثير مما كانت عليه في الواقع”.

حيث بلغ متوسط تقديرات عدد الشهداء على يد “إسرائيل” في الولايات المتحدة والدنمارك، 10,000 فقط، مقارنةً بـ 30,000 و40,000 شهيد في فرنسا وإسبانيا على التوالي.

أمّا عدد الشهداء المؤكد حالياً، وهو بالتأكيد أقل من العدد الحقيقي، فيتجاوز 64 ألف شهيداً، مع أن الاستطلاعات أُجريت على مدار العام الماضي تقريباً.

الدراسة: “إسرائيل” تستخدم التخويف لتحسين صورتها

ووفقًا للدراسة، فإن أفضل تكتيك لـ”إسرائيل” لمكافحة تدهور صورتها، هو إثارة الخوف من ما تسميه “الإسلام المتطرف” و”الجهاد”، اللذين لا يزالان منتشرَين على نطاق واسع، كما أورد البحث.

ومن خلال تسليط الضوء على ما أسماه العاملون في الاستطلاع “الدعم الإسرائيلي لحقوق المرأة”، مع إثارة المخاوف من أن حماس تريد “تدمير جميع اليهود ونشر الجهاد”، ارتفع الدعم لـ “إسرائيل” بمعدل يزيد عن 20 نقطة مئوية في كل دولة.

ويخلص التقرير الأولي إلى أنه “خاصةً بعد حل الوضع في غزة، فإن مجال النمو في جميع الدول كبير جداً”، بحسب “دروب سايت”.

في السياق، اختبرت “ستاجويل” الخوف مما أسمته “الإسلام المتطرف”، ووجدت أن الأغلبية الساحقة في أوروبا والولايات المتحدة وصفته بأنه “تهديد”، حيث اتفق ثلاثة أرباع أو أكثر، في كل دولة على أن “الإسلام المتطرف” يُشكل تهديداً، وكانت فرنسا وألمانيا في طليعة الدولتين.

مع ذلك، كان دعم الفلسطينيين على الإسرائيليين أعلى بشكل ملحوظ في فرنسا منه في ألمانيا، بحسب الدراسة.

وقبل يومين، كشف الموقع نفسه عن عقد بين “غوغل” ومكتب نتنياهو لنشر دعاية إسرائيلية عبر “يوتيوب” ومنصاتها، في إطار حملة تتزامن مع حصار غزة وتجويع سكانها، وتشمل أيضاً حملات لتشويه الأونروا ومؤسسات داعمة للفلسطينيين.

Share This Article