المسار :لفتت وزارة الداخلية في غزة إلى أن “الوقوع في خداع الاحتلال والاستجابة لتهديداته بالانتقال إلى المناطق التي يحددها إنما يسهل عليه فرض الوقائع على الأرض، وتنفيذ مخططات التهجير”.
`حذرت وزارة الداخلية في قطاع غزة، السبت، من “خداع” الاحتلال الإسرائيلي بوجود مناطق آمنة في جنوب القطاع، معتبرة أن الهدف من ذلك تنفيذ مخططات تهجير الفلسطينيين.
جاء ذلك وفق بيان للوزارة، بينما زعم الجيش الإسرائيلي في بيان السبت “منطقة المواصي (بخانيونس جنوبي القطاع) منطقة إنسانية، حيث ستجرى فيها أعمال لتوفير خدمات إنسانية أفضل”.
ورغم أن المياه الصالحة للشرب والغذاء شبه منعدمين في تلك المنطقة، زعم الجيش أن “المنطقة الإنسانية تضم بنى تحتية إنسانية حيوية مثل مستشفيات ميدانية وخطوط مياه ومرافق تحلية مياه، إلى جانب توفير متواصل لمواد غذائية وخيم وأدوية ومواد طبية”.
وتعقيبا على ذلك، قالت وزارة الداخلية في القطاع، إن “الاحتلال يواصل إرهابه وجرائمه بحق المدنيين وتدمير ما تبقى من منشآت سكنية وبنى تحتية لإجبارهم على النزوح”.
وأدانت “إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تدمير ما تبقى من منشآت ومبانٍ سكنية في مدينة غزة، في إطار مخطط تشريد وتهجير سكان المدينة وإجبارهم على النزوح، بعد فشل تهديداته وحربه النفسية بحقهم خلال الفترة الماضية”.
وأكدت أن “ادعاءات الاحتلال باستخدام الأبراج السكنية والمنشآت المدنية لأغراض عسكرية، هي كاذبة لا أساس لها من الصحة، هدفها خداع الرأي العام وتبرير جرائمه بحق المدنيين”.
كما حذرت “من خداع الاحتلال بوجود منطقة إنسانية آمنة في جنوب القطاع، فقد اتضح جليا كذب الاحتلال على مدى ما يقرب من عامين بارتقاء عشرات آلاف الشهداء في المنطقة التي يدعي أنها آمنة، والتي لا يمر يوم دون استهدافها وقصف خيام النازحين فيها، وقتل الأطفال والنساء على مرأى ومسمع من العالم”.
وأشارت داخلية غزة إلى “كذب ادعاء الاحتلال بوجود مناطق آمنة في كافة محافظات قطاع غزة”، ودعت “المواطنين إلى البقاء في مناطق سكناهم، وفي حال الشعور بالخطر أو التهديد المباشر الانتقال إلى أقرب مكان لمنطقة سكنهم يشعرون فيه بالأمان”.
ولفتت إلى أن “الوقوع في خداع الاحتلال والاستجابة لتهديداته بالانتقال إلى المناطق التي يحددها إنما يسهل عليه فرض الوقائع على الأرض، وتنفيذ مخططات التهجير”.
وناشدت الوزارة “المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف جرائم الإبادة التي ما زال الاحتلال يرتكبها بحق المدنيين في قطاع غزة طوال 23 شهرا”.
حماس: التهديد باستهداف مزيد من الأبنية هو إمعان واضح في ارتكاب جريمة تهجير قسري وتطهير عرقي ممنهج
ومن جانبها، قالت حركة حماس في بيان اليوم السبت، إن “تدمير جيش الاحتلال برجا سكنيا جديدا اليوم في مدينة غزة، والتهديد باستهداف مزيد من الأبنية، وتأكيد وزير الحرب كاتس استمرار هذه السياسة الإجرامية؛ هو إمعان واضح في ارتكاب جريمة تهجير قسري وتطهير عرقي ممنهج بحق المدنيين الأبرياء، ومحاولة لاقتلاعهم من مدينتهم، تحت وطأة المجازر وتدمير مقومات الحياة كافة”.
وأضافت “إن استهداف الأبراج السكنية المكتظة بالنازحين والنساء والأطفال، بذريعة استخدامها من المقاومة، أكاذيب مفضوحة وذرائع واهية، تمثّل استخفافا بالمجتمع الدولي، وتغطية لجرائم حرب مكتملة الأركان ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية”.
وحذرت حماس “من أن استمرار هذه الجرائم يهدف إلى تدمير مدينة غزة بالكامل، وفرض تهجير قسري شامل على سكانها، في جريمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث”.
وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ”مغادرة مربع الصمت، والتحرك فورا لوقف الهجوم الصهيوني الهمجي الذي يستهدف تدمير مدينة غزة وتهجير سكانها، والتصدي لانتهاكات حكومة نتنياهو غير المسبوقة والمستمرة منذ قرابة العامين بحق شعبنا في قطاع غزة، وندعو الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التحرّك العاجل والفاعل، ومحاسبة قادة الاحتلال وعلى رأسهم نتنياهو كمجرمي حرب”.
700 يوم من الإبادة: تدمير 90% من البنية التحتية في غزة
على صلة
700 يوم من الإبادة: تدمير 90% من البنية التحتية في غزة
وفي وقت سابق السبت، دمر الجيش الإسرائيلي برج “السوسي” السكني غربي مدينة غزة، والذي يتكون من 15 طابقا ويضم أكثر من 60 شقة، غداة تدميره برج “مشتهى” السكني بالمدينة، وسط مخاوف من تداعيات القصف على أوضاع نحو مليون فلسطيني يسكنون بالمدينة، معظمهم نازحون.
وفي 7 آب/ أغسطس الماضي، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، إن إسرائيل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 دمرت 88% من البنى التحتية في قطاع غزة بما يشمل المنازل، وأنه لم يعد لمعظم النازحين الفلسطينيين أماكن يعيشون فيها إلا المدارس وبعض مباني الجامعات.