المسار : عقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، جلسة إحاطة دولية رفيعة المستوى لمتابعة تحضيرات إعادة إعمار قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ عامين.
وذكر مكتب رئيس الوزراء محمد مصطفى في بيان الثلاثاء، أن الجلسة عقدت الاثنين، بقيادة مصر وألمانيا والأمم المتحدة وفلسطين التي شاركت في الجلسة عبر اتصال مرئي، ومشاركة ممثلين عن أكثر من 30 دولة.
وأضاف أن الجلسة تأتي لمتابعة تحضيرات إعادة إعمار قطاع غزة فور وقف العدوان الإسرائيلي، وبحث الجوانب السياسية والتقنية لتنفيذ خطة الإعمار، وتوحيد المواقف خلال هذه المرحلة الحرجة، والاستفادة من نتائج “مؤتمر حل الدولتين” الأخير.
والاثنين عقد “مؤتمر حل الدولتين” في نيويورك وأعلنت خلاله كل من لوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو، اعترافها بدولة فلسطين.
وبين 28 و30 يوليو/ تموز الماضي، عقدت في نيويورك الجلسات الأولى من أعمال “مؤتمر حل الدولتين” برئاسة السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى وحضور فلسطيني وغياب أمريكي، لدعم مسار الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.
وصدر عن المؤتمر آنذاك “إعلان نيويورك” بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، ودعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة، بدلا من الوضع القائم منذ عام 2012، وهو “دولة مراقب غير عضو”.
ويتضمن “إعلان نيويورك” الاتفاق على “العمل المشترك لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتوصل إلى تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بناء على التطبيق الفعال لحل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة”.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني ضرورة الإسراع في فرض الإرادة الدولية لوقف حرب الإبادة في غزة.
وقال: “الحكومة الفلسطينية تواصل تحديث خططها للإغاثة والتعافي الاقتصادي المبكر، حيث جرى إعداد 56 برنامجًا تنفيذيًا لإعادة الحياة والمرافق الأساسية في قطاع غزة، إلى جانب 350 مشروعًا تفصيليًا يشمل مختلف القطاعات”.
وأشار إلى استمرار العمل مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لإنشاء الآليات التمويلية الخاصة لإعمار غزة بالتوازي مع التحضيرات لعقد مؤتمر المانحين في القاهرة.
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/آذار الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول أخرى مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وكانت مصر أعلنت استعدادها استضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في قطاع غزة، فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
إلى ذلك، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الثلاثاء، إن 80 بالمئة من دول العالم اعترفت بدولة فلسطين، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يتسرع بالرد على هذه الخطوة التي أثارت استياء تل أبيب.
والأحد، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال الاعتراف بفلسطين، تلتها لوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو، الاثنين، ليرتفع عدد المعترفين إلى 158 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، وذلك منذ إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجزائر عام 1988 إقامة دولة فلسطين.
وقالت “يديعوت أحرونوت” إنه بعد الاعترافات الأخيرة خلال اليومين الماضيين فإن 80 بالمئة من دول العالم تعترف بفلسطين.
ورغم تزايد الاعترافات، زعمت الصحيفة أن الخطوة “رمزية بالدرجة الأولى، فمن غير المتوقع أن تفتح فرنسا ولا بريطانيا ولا كندا سفارات في الأراضي الفلسطينية في وقت قريب”.
وبشأن الرد الإسرائيلي على الاعترافات، قالت الصحيفة إن “ماهيته لم تتضح بعد، ولكن من المرجح أن يكون هناك رد فعل”.
وتابعت: “رغم مطالب الوزراء، بينهم (الأمن القومي) إيتمار بن غفير، و(المالية) بتسلئيل سموتريتش، اللذين دعيا إلى ضم أراض في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، استبعد رئيس الوزراء نتنياهو خيار الرد الفوري”.
وادعت أن “دولة فلسطين لن تتمتع بعضوية كاملة في الأمم المتحدة، ولكي تصبح كذلك، يتعين حشد تسعة أعضاء على الأقل في مجلس الأمن للتصويت، وتجنب استخدام سلطة النقض (الفيتو) على القرار من قِبل أحد الأعضاء الدائمين في المجلس”.
ورجحت “أن تفعل الولايات المتحدة ذلك (تستخدم سلطة الفيتو) إذا اختار الفلسطينيون هذه الخطوة (التصويت على العضوية)”.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يعارض بشدة” الاعترافات بدولة فلسطين.
ومن المقرر أن يغادر نتنياهو إلى نيويورك غدا الأربعاء، ويخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة المقبل، وفق القناة 13 العبرية الخاصة.
وتتجه أنظار نتنياهو إلى البيت الأبيض، حيث سيكون لقاؤه المقرر الاثنين المقبل مع ترامب هو الرابع منذ تولي الأخير رئاسة الولايات المتحدة مطلع العام الجاري.
والأحد، قال نتنياهو في كلمة مصورة: “سيأتي الرد على المحاولة الأخيرة لفرض دولة إرهابية علينا في قلب بلدنا (الاعترافات بدولة فلسطين) بعد عودتي من الولايات المتحدة، سننتظر”، وفق زعمه.