برلين – المسار : نُظّمت صباح اليوم الاثنين 06 أكتوبر 2025 وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الخارجية الألمانية في العاصمة برلين، بدعوة من التحالف التضامني مع فلسطين واللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة، بمشاركة واسعة من المجموعات الألمانية المناهضة للإمبريالية والحرب، إلى جانب الجاليات الفلسطينية والعربية. جاءت الوقفة للتنديد بالموقف الرسمي الألماني تجاه العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وما وصفه المنظمون بـ”الدعم السياسي والعسكري الفاضح” الذي تقدمه الحكومة الألمانية للاحتلال.
رفض شعبي لتواطؤ الحكومة الألمانية
عبّر المشاركون عن غضبهم من استمرار تصدير السلاح الألماني إلى إسرائيل، وصمت الخارجية الألمانية تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة، وكذلك تجاه الهجوم على “أسطول الصمود” في المياه الدولية، الذي ضم مواطنين ألمان، دون أن يصدر أي موقف رسمي يدين الاعتداء أو يطالب بحماية مواطنيها.
كلمات المجموعات الألمانية: لا باسمنا
تخللت الوقفة كلمات قوية من ممثلي المجموعات الألمانية المناهضة للإمبريالية والحرب، الذين أكدوا رفضهم لاستخدام أموال دافعي الضرائب في تمويل الاحتلال والقتل الجماعي. عبّر المتحدثون عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني، مشددين على أن “السياسة الخارجية الألمانية لا تمثلنا”، وأن “الوقوف إلى جانب حقوق الإنسان لا يعني الحياد، بل يعني الوقوف ضد الإبادة”.
كما نددت الكلمات بما وصفته “التحالف العسكري والسياسي بين ألمانيا وإسرائيل”، معتبرة أن هذا التحالف يضع ألمانيا في موقع الشريك في الجرائم، ويقوّض أي ادعاء بالحياد أو الدفاع عن القانون الدولي.
كلمة اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة: لا شرعية لسياسة تدعم القتل
في كلمة مؤثرة، أكدت اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة في برلين أن “الموقف الألماني الرسمي لم يعد مجرد صمت، بل أصبح تواطؤًا مباشرًا في حرب الإبادة”، مشيرة إلى أن “الأسلحة التي تُصدّر من هنا تُستخدم لقتل الأطفال والنساء في غزة، وأن هذا الدعم لا يمكن فصله عن المسؤولية الأخلاقية والقانونية”.
وأضافت اللجنة أن “الاعتداء على أسطول الصمود في المياه الدولية، والذي ضم مواطنين ألمان، لم يُقابل بأي موقف رسمي، ما يكشف عن ازدواجية فاضحة في المعايير، ويطرح تساؤلات حول مدى احترام الحكومة لحقوق مواطنيها”.
وختمت اللجنة كلمتها بالتأكيد على أن “الوقفة اليوم ليست فقط احتجاجًا، بل إعلانًا واضحًا بأننا لن نصمت، وأننا سنواصل فضح التواطؤ، وبناء شبكات التضامن، حتى تتحقق العدالة لفلسطين”.
لا رسالة رسمية… بل موقف شعبي واضح
رغم عدم تسليم رسالة رسمية إلى وزارة الخارجية، اعتبر المنظمون أن الوقفة بحد ذاتها تمثل رسالة شعبية واضحة، تعبّر عن رفض قطاعات واسعة من المجتمع الألماني والفلسطيني للسياسات الداعمة للإبادة، وتطالب بتغيير جذري في الموقف الرسمي تجاه فلسطين.