المسار : قال محلل إسرائيلي إن الاتفاق مع حركة (حماس) ربما يكون شرًا لا بد منه، لكن من يوافق على إطلاق سراح 250 مقاوما تركوا وراءهم آثار دماء لا يحق له الحديث عن نصر كامل.
واعتبر المحلل والكاتب الإسرائيلي في صحيفة /يسرائيل هيوم/ العبرية ناداف شراجاي، أن ما حصل لا يعد انتصارًا، بل هو ابتزاز من المقاومين واستسلام لمطالبهم حتى لو كان الهدف نبيلًا.
وأوضح أن “البعض سيشيد بهذا الاتفاق باعتباره إنجازًا كبيرا، في حين سيبرز آخرون عيوبه الكثيرة، لكنه شدد على أنه لا يمكن وصفه على الإطلاق بالنصر الكامل، بل هو على العكس من ذلك تمامًا تركيع لإسرائيل.
وقال إن الصفقة تتضمن إطلاق سراح مقاومين معروفين وبالغي الخطورة
وخص عباس السيد الذي حُكم عليه بالسجن 35 مدى الحياة لتدبيره تفجير عيد الفصح عام 2002 في فندق بارك، والذي أسفر عن مقتل 30 وإصابة 160، وحسن سلامة المحكوم عليه بالسجن 46 مدى الحياة لقتله عشرات الإسرائيليين.
وقال إن الاتفاق يشمل كذلك إطلاق سراح شخصيات رمزية مثل مروان البرغوثي الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد، وأحمد سعدات الذي يعتبر العقل المدبر لاغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي.
ولفت شراجاي إلى أن إطلاق سراح هؤلاء الأفراد يرهن حياة المواطنين الإسرائيليين، إذ إن أكثر من 85% من المقاومين الذين أُطلق سراحهم في العقود الماضية قد عادوا إلى المقاومة، محذرًا من أن إطلاق سراحهم الحالي أشبه بإطلاق “قنابل موقوتة”.
وحذر من أن الصفقة تبعث برسالة واضحة مفادها: الأسر وسيلة فعّالة لتأمين إطلاق سراح القتلة والضغط من أجل تحقيق مطالبهم.
ولقد ثبت، وفقا للكاتب، أن التزام إسرائيل القوي بـ”تحرير الأسرى” (وصية “بيديون شفويم”) والمسؤولية المتبادلة نقطة ضعف يستغلها المقاومون، مما يدفع البلاد إلى حافة خطر إفراغ سجونها من القتلة.
واستشهد المقال بصفقات سابقة كدليل على هذا الخطر:
أولا، أطلقت صفقة جبريل عام 1985 سراح مقاومين أصبحوا فيما بعد العمود الفقري للانتفاضة الأولى، التي قُتل فيها 165 إسرائيليًا.
ثانيا، انضم ما يقرب من نصف المقاومين المُفرج عنهم بموجب اتفاقيات أوسلو إلى جهاز الإرهاب الفلسطيني، ولعبوا أدوارًا رئيسية في الانتفاضة الثانية التي أودت بحياة 1178 إسرائيليا.
ثالثا، أُفرج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في صفقة جلعاد شاليط عام 2011، وهم الذين بنوا “أكبر بؤرة مقاومة في غزة، وتسببوا في مجزرة 7 أكتوبر(تشرين الأول 2023)”.
وحتى لو كانت الصفقة حتمية، فإن الكاتب طالب الأجهزة الأمنية (الشاباك والجيش والموساد) بشرح كيفية نجاحها هذه المرة في منع المقاومين المُفرج عنهم من العودة إلى المقاومة.
ويرى الكاتب أن هذه الصفقة تمثل لحظة فرح ضرورية ومُحزنة للأسرى، لكنها في الوقت نفسه استسلام خطير وخاطئ إستراتيجيًا يُضحي بالأمن المستقبلي لإسرائيل، حسب زعمه.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، قد أعلنت عن التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة وانسحاب الاحتلال منها ودخول المساعدات وتبادل الأسرى.
وقالت الحركة في تصريح صحفي تلقته “قدس برس” فجر الخميس: “بعد مفاوضات مسؤولة وجادّة خاضتها الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية حول مقترح الرئيس ترامب في شرم الشيخ، بهدف الوصول إلى وقف حرب الإبادة على شعبنا الفلسطيني، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزّة؛ تعلن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التوصّل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزّة، وانسحاب الاحتلال منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى”.