الاحتلال واصل قصف غزة حتى بعد الإعلان عن اتفاق وقف الحرب..10 شهداء وعشرات المصابين

المسار : ظلت أصوات المدافع تدوي وتضرب الغارات مناطق عدة في قطاع غزة، حتى بعد الإعلان الرسمي فجر الخميس عن التوصل لاتفاق بوقف الحرب على غزة، وأسفرت الهجمات عن سقوط ضحايا جدد، وتدمير مباني جديدة في مدينة غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن وصول 10 شهداء، و49 إصابة إلى مشافي القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 67,194 شهيدًا و169,890 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وفي إحصائية جديدة أصدرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، حول أعداد الضحايا الذين ارتقوا منذ بداية الحرب، أظهرت أن الاحتلال قتل 18 طالباً وطالبة ومعلم واحد كل يوم، كما عمل على هدم أكثر من مسجد و367 وحدة سكنية كل يوم، إضافة إلى استهدف مركزاً واحداً للإيواء والنزوح كل 3 أيام، ودمر بئر مياه مركزي كل يوم، إضافة إلى تدمير 7 كيلومتر من شبكات الكهرباء، و959 متر من شبكات المياه، و959 متر من شبكات الصرف الصحي يوميا.

ضحايا بعد الاتفاق

في التفاصيل، فبالرغم من الإعلان فجرا عن اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن قوات الاحتلال أبقت على هجماتها المعتادة ضد مدينة غزة، حتى وقت دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن خمس شهداء وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، وثلاثة آخر إلى مستشفى المعمداني، بعد الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق، وقبل دخوله حيز التنفيذ، فيما وأصيب أحد أفراد جهاز الدفاع المدني، برصاص طائرة مسيّرة إسرائيلية “كواد كوبتر”، كما أصيب مواطنون جراء إطلاق طائرات مسيرة إسرائيلية “كواد كوبتر” النار على نازحين داخل مدرسة اليرموك غربي المدينة.

وعندما حاول سكان المدينة النازحون العودة مجددا من الطريق الساحلي، باغتتهم المدفعية الإسرائيلية بوابل من القاف والقنابل الدخانية، فيما استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا في منطقة الشمعة بحي الزيتون جنوب شرقي المدينة، كما نفذت غارات عنيفة على مخيم الشاطئ، حيث تحتل محيطة، وقد طال قصف مدفعي إسرائيلي أيضا محيط شارع الصناعة جنوب غربي حي الصبرة، وذكرت مصادر محلية أن عمليات تفجير المجنزرات المفخخة استمرت حيث جرى تفجير عدد منها في حي الصبرة، ما أدى إلى تدمير الكثير من الوحدات السكنية والمنازل.

وقصفت أيضا قوات الاحتلال حي الدرج شمال شرق المدينة، وهاجمت مروحيات قتالية حي الشجاعية شرقا بإطلاق النار الكثيف، فيمت تعرض حي الزيتون الذي يتوغل الاحتلال في أغلب مربعاته لقصف مدفعي عنيف بالإضافة إلى قصف مماثل وغارات جوية استهدفت حي تل الهوا جنوب غرب المدينة.

وفي وسط القطاع، قصفت المدفعية المناطق الشمالية لمخيم النصيرات، في وقت هاجمت فيه الزوارق الحربية ساحل المخيم من الجهة الغربية.

كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية منطقة أبراج حمد السكنية شمال غرب مدينة خان يونس، وأعلنت مصادر طبية عن إصابة سبعة مواطنين بينهم أطفال، نقلوا إلى مستشفى الهلال الأحمر بحي الأمل، إثر إطلاق النار والقذائف العشوائية من آليات الاحتلال شمال منطقة الأبراج السكنية، وأصيب مواطنون جراء استهداف الاحتلال مجموعة من السكان قرب دوار بني سهيلا شرقي المدينة.

تحذير المواطنين

وطالب جهاز الدفاع المدني من المواطنين المتواجدين في مناطق جنوب قطاع غزة والراغبين بالعودة إلى مدينة غزة، بعدم التحرك أو العودة في هذا الوقت، إلا بعد صدور إعلان رسمي من الجهات المختصة يؤكد السماح بالعودة، والتأكد من إخلاء شارع الرشيد والمناطق المحيطة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد على أهمية التزام المواطنين الكامل بتعليمات الأجهزة المختصة حتى الإعلان عن تأمين الطرق والمناطق بشكل رسمي.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي، من المواطنين بضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال تنقلاتهم وتحركاتهم، وقال “إن الحفاظ على الأرواح أولوية وطنية ومسؤولية جماعية، ووعي شعبنا وحرصه الدائم على التزام التعليمات الرسمية هو صمام الأمان في هذه المرحلة الحساسة”.

وعلى الصعيد الإنساني، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إن الحرب أجبرت ما يقرب من 660 ألف طفل على ترك الدراسة للعام الثالث على التوالي، نصفهم كانوا يرتادون مدارسها، وقالت وهي تشير إلى واقع الأطفال الصعب “مكان الأطفال هو المدرسة، لا بين الأنقاض”، لافتة إلى أن حوالي 90% من مدارسها، تعرضت للقصف أو التدمير، حيث كان العديد منها يؤوي عائلات نازحة.

كما أشارت إلى أنه على مدار عامين من الحرب، قتل 562 عاملًا إنسانيًا في غزة، من بينهم 370 من موظفي “الأونروا”، قتل بعضهم وهم في منازلهم مع عائلاتهم، وآخرون أثناء تأدية واجبهم، وقالت “كانوا مدنيين، وكان يجب أن يحظوا بالحماية وفقًا لقوانين الحرب”.

المساعدة الدولية

ومن أجل حل مشاكل سكان غزة ونقص الطعام، أعلن الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، جاهزية الفرق الأممية لتقديم مساعدات عاجلة.

وأكدت سيندي ماكين الميرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، على وجود حاجة ماسة لـ “وصول إنساني غير مقيد لإيصال الغذاء والمساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ الأرواح”.

هذا وقد طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف المعنية بالالتزام الكامل ببنود الاتفاق، وقال “يجب أن يتوقف القتال نهائيًا، ويجب ضمان دخول الإمدادات الإنسانية والمواد التجارية الأساسية إلى غزة فورًا ودون عوائق. يجب أن تنتهي المعاناة”، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستعمل على توسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة والمبدئية، وقال “سوف نعمل على تعزيز جهود التعافي وإعادة الإعمار في غزة”.

وقال في تدوينة على منصة “أكس”، “أحث جميع الأطراف المعنية على اغتنام هذه الفرصة التاريخية لإقامة مسار سياسي موثوق به نحو إنهاء الاحتلال، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، مما يؤدي إلى حل الدولتين لتمكين الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش في سلام وأمن”.

Share This Article