المسار : – قال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هرئيل، إن الحرب على قطاع غزة انتهت فعليًا دون أن تحقق “إسرائيل” أيًّا من أهدافها المعلنة، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب هي التي فرضت على نتنياهو وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بعد أن سئمت “خداعه ومماطلته”.
وأوضح هرئيل أن الاحتلال فشل في فرض التهجير (الترانسفير)، ولم ينجح في إقامة حكم عسكري أو مستوطنات داخل غزة، كما لم يتمكن من نزع سلاح حركة حماس التي ما زالت تحتفظ بحضورها الميداني وقدرتها على التأثير، رغم أكثر من عامين من العدوان الوحشي.
وأضاف أن ترامب تدخّل بشكل مباشر بعدما رأى أن استمرار الحرب يُعرّض المصالح الأميركية للخطر، وأجبر الجانبين على القبول بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث وافقت حماس على تسليم الأسرى والمفقودين الإسرائيليين مقابل ضمانات أميركية وتعهد شخصي من الرئيس ترامب.
وأكد المحلل أن المشهد في غزة اليوم، مع عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى مدنهم المدمرة ورفع رايات النصر والصمود، يُشكّل “إصبعًا في عين” اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي كان يطمح إلى تنفيذ تطهير عرقي شامل في القطاع.
ولفت هرئيل إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطًا أميركية لاستكمال الانسحاب من غزة حتى قبل استعادة جميع جثث جنوده، في حين تعيش المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية حالة من الانقسام والإرهاق الداخلي غير المسبوق.
واختتم بالقول إن “إسرائيل قد تكون أنهت الحرب عسكريًا، لكنها لم تنتصر سياسيًا ولا ميدانيًا، فحماس ما زالت موجودة، والقطاع لم يخضع لحكم الاحتلال، والجيش خرج مثقلًا بالخسائر والهزائم النفسية والمعنوية”.