المسار : شهدت العاصمة الألمانية برلين يوم أمس 1/11/2025 تظاهرة جماهيرية حاشدة انطلقت من قرب السفارة البريطانية، والسفارتين الأمريكية والفرنسية، بمشاركة المئات من المتظاهرين من مختلف الجنسيات والخلفيات، ورُفعت لافتات تطالب بالحرية لفلسطين، الكرامة للسودان، والصمود للبنان، وسط تأكيد أن الشعوب لم تعد تصدّق روايات القتلة، وأن صوت الضمير سيبقى يلاحق المجرمين مهما طال الزمن، جاءت هذه الوقفة التضامنية في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية في غزة، السودان، ولبنان، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف القتال ورفع الحصار.
افتتحت اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعوب المنكوبة الكلمة المركزية للتظاهرة، تحت عنوان ” لن نصمت، لن ننسى، ولن نتراجع” مؤكدة أن الوقفة اليوم ليست مجرد تعبير عن الغضب، بل فعل مقاومة أخلاقي وسياسي. وجاء في الكلمة: نقف اليوم وقلوبنا معلّقة بغزة، وبفلسطين، وبالسودان، وبلبنان، وبكل أرض تنزف وتقاوم، غزة لا تطلب شفقة، بل عدالة، السودان لا يطلب صدقات، بل تحقيقًا مستقلًا وعدالة تحمي المدنيين، لبنان لا يطلب تعاطفًا، بل احترامًا لسيادته، وفلسطين تطلب حقوقًا، لا وعودًا فارغة.”
ودعت اللجنة إلى وقف فوري لتسليح الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن الدول التي تمد آلة القتل بالسلاح شريكة في الجريمة، مطالبة بمراجعة شاملة للسياسات الأوروبية التي تطيل عمر الاحتلال، وتجدد الدعوة إلى مقاطعة اقتصادية وثقافية وأكاديمية ورياضية للاحتلال.
ألقى ممثل حركة “الصوت اليهودي من أجل السلام” كلمة بعنوان “من يسلّح القاتل، شريك في الجريمة”، عبّر فيها عن رفضه لاستخدام الدين كغطاء للعدوان، مؤكدًا أن اليهودية الحقيقية تقف إلى جانب المظلومين لا المحتلين. وقال: “نحن هنا لأننا نرفض أن تُرتكب المجازر باسمنا. نرفض أن يُستخدم تاريخنا لتبرير قتل الأطفال في غزة، نطالب ألمانيا وكل الدول الأوروبية بوقف تسليح الاحتلال فورًا. من يصنع القنابل لا يحق له أن يتحدث عن حقوق الإنسان” وأضاف أن المقاطعة ليست كراهية، بل أداة سلمية وأخلاقية لردع الظلم، مشيرًا إلى نجاحها في إسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ومؤكدًا أنها ستسهم في إنهاء الاحتلال في فلسطين.
اختتمت التظاهرة بهتافات موحدة من المشاركين:”من القدس إلى جنين، من الأبيض إلى نيالا، من صور إلى بنت جبيل — لن نصمت، لن ننسى، ولن نتراجع!”


