المسار : عقد الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والائتلاف النسوي الأهلي مع هيئة المرأة في الأمم المتحدة يوما مفتوحا للنقاش الدولي تحت “عنوان كسر الصمت وبناء السلام بعد مرور ربع قرن على صدور قرار مجلس الأمن 1325 عام 2000 كمنصة هامة تجمع الدوليين من أصحاب القرار مع الاتحاد والاشتلاف والمؤسسات النسوية للتباحث حول مختلف القضايا المرتبطة بأجندة القرار 1325 المتعلقة بالأمن والسلام من خلال تقييم ورصد العمل بركائزه ممثلة بالحماية والوقاية والمساءلة والمشاركة وصولا الى تحديد الاحتياجات والاستحقاقات وكذلك الأدوار القيادية الجديدة المناطة بالنساء على خلفية واقع النساء تحت الاحتلال وبعد حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وشارك في الافتتاح انتصار الوزير رئيسة اتحاد المرأة التي أشارت إلى واقع النساء في حرب الإبادة والتجويع ومنى الخليلي وزيرة شؤون المرأة التي أشارت إلى “أن النقاش في اليوم المفتوح يأتي في ظل العدوان المتواصل على شعبنا والذي له آثار طويلة المدى على المرأة والمجتمع مضيفة إلى قناعة الوزارة في محاور القرار المتعلقة بقضايا الحماية والوقاية والمشاركة والمساءلة بتشكيلها خارطة طريق وطنية شاملة وبالتالي ضمان التمكين المستدام للنساء والفتيات، وأكدت “أن المرأة ليست فقط الضحية العدوان بل صانعة وشريكة للسلام وحمايتها تعتبر مسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية” واستعرضت زينب الغنيمي عضو الائتلاف الأهلي لتطبيق القرار 1325 الواقع السياسي على ضوء ممارسات الاحتلال الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة منوهة الى أن الوطأة التي ترزح تحتها الفلسطينيات قديمة وسابقة للقرار 1325 وبأن القرار الذي لا يعايش القضايا الأساسية للنساء وكذلك غيره من القرارات التي لا تخدم تغيير الواقع كما هو مفترض منها وخاصة في زمن الحرب والإبادة الجماعية يجعلنا نوصي بقرار جديد يعالج حالة النساء تحت الاستعمار الكولونيالي العنصري.
وقالت كاثلين تشتيتدين نائب الممثل الخاصة في هيئة المرأة للأمم المتحدة أن النساء مستبعدات عن عمليات السلام وأضافت بأن لا حديث دون الحديث عن النساء المتروكات خلف الركب ولا بد من الوصول لهن ومساعدتهن على التعافي وقال جاكو سيليريز بأن النساء لسن أحد الأجزاء الهامشية بل يحددن الطريق للسلام العادل فقد سقط منذ أكتوبر 2023 عشرات الآلاف من النساء مضيفا بأهمية الاهتمام بالنساء اللواتي يترأسن أسرهن ويعيلونها مشيرا كون الإحصائيات تشير إلى أن من بين كل سبعة اسر يوجد أسرت تعيلها امرأة.
الجلسة الأولى لليوم المفتوح خصصت لورقة عمل حول رؤية المرأة السياسية النسوية المقدمة من قبل آمال صيام عضو الائتلاف 1325 ومديرة مركز شؤون الأسرة وكذلك د. دلال عريقات المحاضرة في الجامعة الأمريكية في الضفة الغربية. وقد أشارت أمال صيام إلى أهمية تثبيت وقف إطلاق النار ورفض الوصاية الأجنبية والتمسك بوحدة الضفة الغربية وقطاع غزة والتاكيد على الهوية الفلسطينية كما جاءت في وثيقة الاستقلال والنظام الأساسي بينما قدمت د. دلال عريقات التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في ظل حرب الإبادة والتطهير العرقي ونظام الفصل العنصري مستعرضة ما يحري على الأرض من وقائع الاستيطان والتهويد داعية في مداخلتها الى ضرورة تفعيل المادة 377 من ميثاق الأمم المتحدة من أجل الاتحاد من أجل السلام ونحو إنهاء الاحتلال.
الجلسة الثانية لليوم المفتوح التي أدارتها هبة الزيان من المكتب الإقليمي لهيئة المرأة في الأمم المتحدة ومشاركة قيادات نسوية من سوريا وجنوب افريقيا وايرلندة والبوسنة تحدثن بها عن تجارب ومبادرات مميزة للنساء في دول عاشت ظروف الصراع المسلح طرحتها النساء وطبقتها بما فيها أفكار رؤيويه اثناء مرور بلادهن بأزمات وصراعات مسلحة بما فيها احتلالات.
الجلسة التفاكرية التي شاركت بها ناشطات من المؤسسات النسوية المشاركة في ائتلاف 1325 من الضفة الغربية وقطاع غزة وأدارتها هيثم عرار أمينة سر اتحاد المرأة بمشاركة رندة سنيورة من مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي وأسماء خروب من طاقم شؤون المرأة ومصطفى القرط من جمعية المرأة العاملة للتنمية وتهاني القاسم من مركز حياة وشادية الغول من مفتاح وايمان حويجي من جمعية الفكر الحر قدموا جميها أفكار للأدوار الجديدة للمرأة في المؤسسات الشريكة الأعمال والوسائل التي ينبغي العمل عليها في خطط التعافي والاستجابة الإنسانية والأدوار الجديدة التي ينبغي الاضطلاع بها.
الجلسة الأخيرة تم تخصيصها للخلاصات وقدمتها لجنة المرأة في الأمم المتحدة كما قدمت ريما نزال عضو الأمانة العامة في اتحاد المرأة ومنسقة الائتلاف 1325 استخلاصات اليوم المفتوح على صعيد الرؤى والمهام المناطة بالائتلاف والاتحاد من خلال توصيات الجلسات بما فيها تجديد قراءة القرار وركائزه المتعلقة بالمناصرة والمساءلة والحماية والوقاية.
وفي أعقاب جميع الجلسات دار حوار حيوي من قبل الحضور ورفعت توصيات أهمها استمرار تفعيل عمليات المناصرة الدولية وتوثيق الانتهاكات بما فيها توثيق الوجع وتفعيل دور الائتلاف 1325 والعمل من أجل حفظ السلم الأهلي وتمتين النسيج الاجتماعي كما وجه اليوم المفتوح التحية إلى الحراكات التضامنية والمساندة العابرة للقارات على دورهم في تغيير الرأي العام العالمي ودعوتهم إلى الاستدامة في استكمال دورهم الذي كان له الأثر الهام في التعريف بجذور القضية الفلسطينية.

