المسار : – أثارت السماح إسرائيل بدخول هواتف “آيفون 17” الحديثة، بعضها مطلي بالذهب ومرصع بالألماس، موجة غضب واسعة في قطاع غزة، في وقت يستمر فيه منع دخول الخيام والكرفانات والأدوية والمواد الأساسية، وسط أزمة إنسانية حادة خلفتها حرب الإبادة التي استمرت عامين.
الفلسطينيون اعتبروا أن السماح بدخول الكماليات بينما تُحرم الأساسيات يشكل “هندسة مقصودة للمشهد”، تهدف لإظهار غزة وكأنها تعيش حياة طبيعية رغم تدهور كل مقومات العيش.
ويصل سعر الهواتف الجديدة في الأسواق المحلية إلى نحو 2300 دولار أمريكي، وسط حالة من الفوضى الاقتصادية، في حين يعاني غالبية السكان من عدم القدرة على تأمين أبسط الاحتياجات اليومية
وأشار الخبير الاقتصادي أحمد أبو قمر إلى أن هذه السياسة تمثل “إدارة ممنهجة للتجويع، ضمن هندسة اقتصادية تصنع صورة مزيفة بأن الأسواق تعمل بشكل طبيعي”، موضحاً أن إسرائيل تسمح بإدخال سلع يمكن الاستغناء عنها، بينما تمنع مواد الإيواء والأدوية والبيض والدواجن.
ومن جانبها، قالت وزارة الصحة في غزة إن المستشفيات تعمل بإمكانيات شبه معدومة، مع نقص حاد في الأدوية الأساسية بنسبة 54%، وأدوية الطوارئ بنسبة 40%، والمستلزمات الطبية بنسبة 71%، فيما 82% من الأطفال دون عام يعانون من فقر الدم، وأكثر من 18 ألف مريض ينتظرون السفر لتلقي العلاج، مؤكدة أن حياتهم معلقة بقرارات سياسية وليس طبية.
ويشير مراقبون إلى أن إدخال الهواتف الحديثة وترك المواد الأساسية خلف الحصار يمثل محاولة لتجميل الوضع الإنساني بواجهة تجارية، في وقت يعيش السكان ظروفاً قاسية في ظل نقص الغذاء والمأوى والأدوية الأساسية.
(الأناضول)

