المسار :طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، بالسماح بدخول قدر كافٍ من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنقاذ الأرواح، وذلك بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يحييه العالم في 29 نوفمبر من كل عام.
وقال غوتيريش في رسالته، التي نشرها موقع أخبار الأمم المتحدة، إن اليوم يأتي “بعد عامين من المعاناة المروعة في غزة وبداية وقف إطلاق النار الذي كانت الحاجة إليه في غاية الإلحاح”. وأضاف أن الناجين في القطاع “في حالة حداد على عشرات الآلاف من الأصدقاء والأقارب الذين فارقوا الحياة، ثلثهم تقريبًا من الأطفال، إلى جانب آلاف المصابين، ويشهد القطاع استشراءً للجوع والمرض والصدمات النفسية، وانتشارًا لأنقاض المدارس والمنازل والمستشفيات المدمرة”.
وأشار غوتيريش إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، ينص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة، إلا أن إسرائيل لم تلتزم سوى بالسماح بدخول 200 شاحنة فقط يوميًا.
وحث الأمين العام المجتمع الدولي على الوقوف بحزم مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، واصفًا إياها بأنها “شريان الحياة الذي لا غنى عنه لملايين الفلسطينيين”، مشيرًا إلى الهجمات الإسرائيلية ضد الوكالة، بما في ذلك إقرار مشروعين في الكنيست الإسرائيلي يهدفان إلى حظرها، وبدء تنفيذ القرار في فبراير 2025.
كما شدد غوتيريش على “معاناة العاملين في المجال الإنساني”، مشيرًا إلى مقتل المئات منهم، معظمهم من موظفي الأمم المتحدة الفلسطينيين، وهو أكبر عدد من الموظفين يفقده النظام الأممي في تاريخ المنظمة. وأضاف أن الصحافيين الفلسطينيين فقدوا عددًا غير مسبوق من الأرواح منذ الحرب العالمية الثانية.
وحذر غوتيريش من أن قتل المدنيين، والتهجير القسري لسكان بأكملهم، وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية “لا يمكن أن يكون مقبولًا تحت أي ظرف من الظروف”.
وأكد الأمين العام على أهمية احترام وقف إطلاق النار الأخير والعمل بحسن نية لاستعادة القانون الدولي، مشددًا على استمرار الانتهاكات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية، وعنف المستوطنين، والتوسع الاستيطاني، وعمليات الإخلاء والهدم.
وختم غوتيريش بالدعوة إلى “إنهاء الاحتلال غير المشروع للأراضي الفلسطينية، وإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، على أساس خطوط ما قبل 1967، بحيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن، على أن تكون القدس عاصمة للدولتين”.

