المسار :أفاد تقرير إسرائيلي صدر في 27 نوفمبر 2025، أن الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية شهد تراجعًا غير مسبوق خلال عام 2024، ما أعاد الناتج المحلي إلى مستويات عام 2014، والفرد إلى مستويات 2008.
وحسب التقرير، فإن القيود الإسرائيلية منذ عام 2000 أسهمت في فقدان الاقتصاد الفلسطيني نحو 170.7 مليار دولار – أي ما يعادل 17 ضعف الناتج السنوي الحالي للضفة الغربية، وفق تقديرات UNCTAD.
الاعتماد الاقتصادي على إسرائيل
قبل الحرب، كانت الضفة الغربية السوق الثانية لتصدير إسرائيل بعد الولايات المتحدة، فيما تشكل وارداتها من إسرائيل 75% من إجمالي وارداتها، بقيمة تجارة سنوية تصل إلى 5 مليارات دولار – أي ربع الناتج الفلسطيني.
وكان العامل الفلسطيني في إسرائيل يشكل أحد أهم موارد الاقتصاد: فقد ارتفعت دخول العمال بين 2010 و2023 من 700 مليون دولار إلى 4.3 مليارات دولار، مع أجر يقارب ضعف أجره في الضفة و5 أضعاف أجره في غزة.
أثر الحرب على العمالة والقطاع الخاص
بعد الحرب، انخفض عدد العمال الفلسطينيين في قطاع البناء من 71 ألفًا إلى 1,200 في يناير 2024، ثم ارتفع لاحقًا إلى 5,200 فقط. وقد تكبد القطاع الخاص خسائر تقدر بـ 1.3 مليار دولار منذ بداية الحرب، وفق اتحاد الغرف التجارية الفلسطيني.
كما أدى نقص العمالة الفلسطينية إلى تباطؤ مشاريع البناء في إسرائيل وارتفاع أسعارها بنسبة 17% في بداية الحرب.
أزمة مالية للسلطة الفلسطينية
جمّدت إسرائيل أكثر من 10 مليارات شيكل من أموال المقاصة بسبب استمرار دفع رواتب الأسرى، ما أدى إلى تأخر رواتب موظفي القطاع العام وانخفاضها إلى 50–60% من قيمتها، مع ارتفاع العجز المالي إلى 9.5% من الناتج المحلي في 2024.
وفي مفارقة لافتة، تضاعفت إيرادات ضريبة الدخل للسلطة إلى 237.5 مليون شيكل رغم انخفاض عدد العمال في إسرائيل من 100 ألف إلى 8,000، نتيجة تحويل ضرائب متأخرة من 2022–2023.
تداعيات اجتماعية وخطر على الأمن
توقف دخول العمال وخسارة الوظائف يؤديان إلى خسارة يومية تُقدر بـ 25.5 مليون دولار. كما كشف التقرير عن تدهور اجتماعي خطير، إذ لا يستطيع 43% من سكان الضفة والقدس الشرقية شراء الغذاء، فيما يرى 75% أن وضعهم الاقتصادي يتدهور.
وأشار التقرير إلى أن حماس والجهاد الإسلامي يستغلان الأزمة، ويحصلان على دعم من تركيا وإيران لتقديم خدمات اجتماعية محدودة، لكنهما يفتقدان القدرة على إدارة اقتصاد بديل، مستغلين الأزمة لتجنيد الشباب عبر تقديم رواتب وسلاح.

