أكد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني أن الدوحة ماضية في دعم الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات الإنسانية له، لكنه شدد بوضوح على أن قطر لن تتحمل تكلفة إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، مؤكداً أن للفلسطينيين الحق في البقاء على أرضهم دون أي محاولة لتهجيرهم.
وجاءت تصريحات الشيخ محمد في حوار مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون خلال أعمال اليوم الثاني من منتدى الدوحة 2025، حيث تناول عدة ملفات أبرزها العلاقة مع حركة حماس، والدعم الإنساني لغزة، ودور قطر كوسيط، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية.
العلاقة مع حماس بطلب أمريكي
كشف رئيس الوزراء أن العلاقة مع حركة حماس بدأت قبل نحو 13 عامًا بناء على طلب من الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن المكتب السياسي للحركة في الدوحة منذ 2012 كان مخصصًا حصريًا لجهود وقف إطلاق النار وتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة.
وأوضح أن قطر “تلقت انتقادات وهجمات” بسبب استضافة الحركة، لكن معالجة النزاعات – كما قال – تتطلب وجود جميع الأطراف على الطاولة.
وقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات
وأكد الشيخ محمد أن التواصل مع حماس أدى إلى اتفاقات متعددة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مشيرًا إلى أن بعض السياسيين يستغلون هذا الملف “لتحقيق مكاسب قصيرة الأمد”.
ولفت إلى أن الدعم القطري للفلسطينيين تم بشفافية كاملة وبمتابعة أمريكية، وأن إسرائيل نفسها سهلت إدخال المساعدات عبر حكوماتها المتعاقبة.
وشدد على أن قطر لم تقدّم أي تمويل لحماس، معتبرًا الادعاءات المنتشرة “أكاذيب تستهدف تشويه دور الدوحة”.
استهداف الوساطة القطرية
قال الشيخ محمد إن القصف الإسرائيلي الذي طال الدوحة “عمل غير مسبوق ويضرب القانون الدولي”، موضحًا أن الفريق القطري كان حينها على تواصل لإقناع حماس بقبول عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل تطوير خطة النقاط العشرين.
الدعم الفلسطيني.. وليس إعادة إعمار ما دمره الاحتلال
أكد رئيس الوزراء أن قطر ستواصل دعم الفلسطينيين مباشرة، لكنها لن تتحمل تكلفة إعمار الدمار الذي تسببت به إسرائيل.
وقال: “نحن نتألم حين نسمع من يتحدث عن شعب غزة وكأنه شعب مختلف… هؤلاء صامدون ولا يريدون مغادرة بلادهم، ولا يملك أحد حق إجبارهم على الرحيل”.
المستقبل السياسي والحلول المطروحة
رأى الشيخ محمد أن الوضع الحالي في غزة “لا يمكن أن يستمر”، وأن أي خروقات قد تعيد إشعال النزاع. واعتبر أن الحل يكمن في:
- تنفيذ خطة الرئيس ترامب التي حازت إجماعًا إقليميًا.
- إعادة إعمار غزة ليعيش شعبها على أرضه.
- التوصل إلى حل سياسي شامل يقوم على إقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين.
ملفات المنطقة والعالم
وعن التوتر بين إسرائيل وإيران، أعرب عن أمله في تجنب حرب جديدة، محذرًا من تداعياتها على المنطقة بأكملها. كما اعتبر أن الحرب الروسية الأوكرانية “باتت مصدر ضرر عالمي” وأن الجهود الأمريكية الحالية قد تفتح بابًا للحل.

