المسار : حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، من أنّ 52% من الأدوية الأساسية “رصيدها صفر”. وقد جاء ذلك في بيانٍ للوزارة بشأن تداعيات استمرار خرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأفادت الوزارة بأنّ “الأرصدة الصفرية من الأدوية والمستهلكات الطبية لا تزال تتخطى مستويات كارثية”. وأوضحت أنّ “52% من قائمة الأدوية الأساسية و71% من قوائم المستهلكات الطبية و70% من المستهلكات المخبرية رصيدها صفر”. وشدّدت على أنّ “الأزمة تتّخذ منحنياتٍ تصاعدية مع زيادة الاحتياج للتدخلات العلاجية للجرحى والمرضى”.
وأوضحت الوزارة أنّ “الرعاية الأولية والجراحة والعمليات والعناية المركزة والسرطان وأمراض الدم من الخدمات التي تعاني نقصاً شديداً في قوائم الأدوية”. فيما تواجه “أقسام جراحة العظام والكلى والغسيل الكلوي والعيون والجراحة العامة والعمليات والعناية الفائقة تحديات كارثية مع نقص المستهلكات الطبية”، بحسب البيان. وطالبت وزارة الصحة في قطاع غزة بـ”بتعزيز الإمدادات الطبية العاجلة لتمكين عمل الطواقم الطبية في الأقسام التخصصية”.
وتمنع إسرائيل إدخال قدر كافٍ من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية إلى غزة، في خرقٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث يعاني نحو 2.4 مليون فلسطيني أوضاعاً مأساوية. كما تخرق إسرائيل الاتفاق يوميّاً من خلال قصفٍ أدّى إلى قتل 373 فلسطينياً وإصابة 970، بحسب بيان ثانٍ لوزارة الصحة في القطاع المحاصر.
وكان من المفترض أن يُنهي الاتفاق حرب إبادة جماعية شنّتها إسرائيل لمدة عامين منذ 8 أكتوبر 2023، وخلّفت أكثر من 70 ألف قتيل وما يزيد على 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء. وفي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، توفي ستة مرضى في مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة نتيجة نفاد الأدوية الأساسية، بحسب ما أفاد حينها مدير المجمّع محمد أبو سلمية، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية منع دخول الأدوية إلى القطاع، وأوضح حينذاك، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أنّ نسبة وفيات الأطفال الخدج ارتفعت إلى نحو 35% بسبب نقص الرعاية والأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالعناية المركزة لحديثي الولادة، مؤكداً أن الوضع الصحي في غزة يشهد “انهياراً متسارعاً وخطيراً”.
ويعاني القطاع الصحي في غزة منذ أكثر من عامين أوضاعاً متدهورة بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي وتقييد دخول الإمدادات الطبية والوقود، ما أدى إلى توقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل أو تقليص خدماتها. وتحذر منظمات دولية من أن البنية الصحية في القطاع باتت على وشك الانهيار، في ظل ارتفاع أعداد الجرحى والمرضى وعدم توفر الأدوية والعلاجات الأساسية.

