المسار :كشف فيلم وثائقي جديد، صُوّر في قبرص، تفاصيل غير مسبوقة عن الدور العسكري والاستخباراتي البريطاني في دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على قطاع غزة.
الفيلم، الذي أعدّه فريق Declassified UK، يقدم لأول مرة لقطات حصرية لطائرة تجسس أمريكية استأجرتها القوات الجوية الملكية البريطانية أثناء تحليقها فوق غزة، إلى جانب معلومات عن مئات الرحلات الاستطلاعية التي نفذتها بريطانيا من قاعدة أكروتيري القريبة من تل أبيب.
رحلات سرية وتبادل استخباراتي مباشر
وفق التحقيق، نفذت القوات البريطانية مئات المهام الجوية التي التقطت صورًا عالية الدقة للقطاع، جرى مشاركتها مع الاحتلال في الوقت الفعلي—رغم ادعاء لندن أن الهدف هو “دعم عمليات إنقاذ الأسرى” الإسرائيليين فقط.
ويكشف الفيلم أنّ الجيش البريطاني اعتمد على متعاقدين أمريكيين لتنفيذ مهام إضافية وصلت إلى 116 عملية مراقبة لم يُعلن عنها سابقًا.
لقطات يُخشى أن تكشف استهداف متطوعي الإغاثة
يسلط الفيلم الضوء على مقتل الجندي البريطاني السابق جيمس هندرسون وستة من زملائه العاملين لدى منظمة World Central Kitchen في أبريل 2024، إثر غارة إسرائيلية على قافلتهم في غزة.
وتشير وثائق حديثة إلى أن وزارة الدفاع البريطانية تمتلك لقطات التقطتها طائرة تجسس بريطانية يوم الهجوم، لكنها ترفض نشرها بذريعة “الأمن القومي”، رغم مطالبة عائلات الضحايا بالكشف عنها.
اتهامات بأن المعلومات ساهمت في تحديد أهداف القصف
خبير سابق في سلاح الجو الملكي قال في الفيلم إن بريطانيا لا تملك أي سيطرة على كيفية استخدام إسرائيل للمعلومات التي تحصل عليها، مؤكدًا أن البيانات الاستخباراتية كان من الممكن أن تُستخدم في “تحديد أهداف الغارات القاتلة”.
احتجاجات في قبرص وغضب شعبي
الفيلم يوثق كذلك احتجاجات سكان قبرص أمام قاعدة أكروتيري اعتراضًا على دورها في دعم العمليات الإسرائيلية.
وقالت السياسية القبرصية ميلاني ستيليو:
“كل طائرة تُقلع من هنا قد تعني موتًا لأطفال في غزة… إنه أمر صادم ومفجع.”

