من غزة إلى البيت الأبيض: عام 2025 يهزّ العالم بتحوّلات كبرى وحروب وصراعات غير مسبوقة

المسار :شهد العالم خلال عام 2025 سلسلة من الأحداث المفصلية التي أعادت رسم المشهدين السياسي والأمني دوليًا، وتراوحت بين اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتصاعد النزاعات المسلحة، وصولًا إلى الكوارث المناخية والاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي.

اتفاق وقف النار في غزة

في قطاع غزة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، بعد عامين من حرب مدمّرة شنّتها دولة الاحتلال عقب هجوم السابع من تشرين الأول 2023. الاتفاق، الذي جاء بضغط أميركي واستند إلى خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أتاح تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، وزيادة محدودة في إدخال المساعدات الإنسانية، رغم استمرار النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية للسكان.

ورغم الاتفاق، واصلت دولة الاحتلال خروقاته اليومية عبر غارات متفرقة، في ظل تعثر المفاوضات حول المراحل اللاحقة، لا سيما ملف نزع سلاح المقاومة.

عودة ترامب… سياسة الصدام

شكّلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير محطة فارقة في السياسة الأميركية، حيث أطلق حزمة قرارات تحت شعار “أميركا أولًا”، شملت إجراءات اقتصادية صارمة، وحملات ترحيل واسعة للمهاجرين، وتفكيك مؤسسات فدرالية. كما فجّر سياساته توترات داخلية، في ظل احتجاجات وانتقادات واسعة، وتراجع شعبيته بسبب ارتفاع كلفة المعيشة، وخسائر حزبه في انتخابات محلية عدّة.

السودان… حرب الفظائع

في إفريقيا، دخل النزاع السوداني مرحلة هي الأكثر دموية، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، وسط تقارير أممية عن مجازر وعمليات اغتصاب ونزوح جماعي. ووصفت الأمم المتحدة ما يجري بـ“حرب الفظائع”، مع تحذيرات من تقسيم فعلي للسودان بين الشرق والغرب.

أوكرانيا… حرب بلا أفق

وعلى الجبهة الأوروبية، لم تفلح الجهود الأميركية في إنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية، رغم محادثات مباشرة وقمم دولية. واستمر القتال على الأرض، مع تقدّم روسي في الشرق، وتبادل ضربات استهدفت منشآت حيوية للطاقة والبنى التحتية.

حرب تجارية عالمية

أشعلت إدارة ترامب حربًا تجارية عالمية عبر فرض رسوم جمركية واسعة، قابلتها إجراءات انتقامية من دول كبرى. ورغم التوصل إلى اتفاقات جزئية مع الاتحاد الأوروبي والصين، بقي الاقتصاد العالمي تحت ضغط التقلبات وعدم الاستقرار.

بابا جديد للفاتيكان

وفي حدث تاريخي، انتُخب روبرت فرانسيس بريفوست أول بابا أميركي للكنيسة الكاثوليكية، متخذًا اسم لاوون الرابع عشر، مع تركيز على القضايا الاجتماعية، وتوازن بين التيارين المحافظ والإصلاحي داخل الكنيسة.

احتجاجات جيل زد

شهدت عدة دول موجة احتجاجات قادها شبّان “الجيل زد” ضد الفساد وغلاء المعيشة والقمع، من أميركا اللاتينية إلى إفريقيا وآسيا، وأسقطت بعض الحكومات، فيما قُمعت تحركات أخرى بعنف.

طفرة الذكاء الاصطناعي

اقتصاديًا، ضخّت شركات التكنولوجيا استثمارات قياسية في الذكاء الاصطناعي، تجاوزت 1.5 تريليون دولار، وسط مخاوف من فقاعة اقتصادية، وتصاعد الجدل حول أخلاقيات الاستخدام وتأثيره على سوق العمل.

غارات أميركية خارج الحدود

نفّذت الولايات المتحدة غارات في الكاريبي والمحيط الهادئ بذريعة مكافحة تهريب المخدرات، ما أدى إلى سقوط قتلى وتصاعد التوترات الإقليمية، خصوصًا مع فنزويلا.

كوارث مناخية غير مسبوقة

بيئيًا، كان عام 2025 قاسيًا، مع أعاصير وفيضانات وحرائق غابات مدمّرة في آسيا والكاريبي وأوروبا والولايات المتحدة، خلّفت آلاف الضحايا، وأكدت تسارع آثار التغيّر المناخي.

عام 2025، إذ يشارف على نهايته، يُسجَّل كأحد أكثر الأعوام اضطرابًا في التاريخ الحديث، حيث تداخلت الحروب مع السياسة والاقتصاد والمناخ، في عالم يزداد هشاشة وعدم يقين.

Share This Article