المسار :أقرّ مكتب رئيس وزراء الاحتلال الأسبق نفتالي بينيت بتعرّض هاتفه الشخصي وحسابه على تطبيق «تليغرام» لاختراق واسع، في حادثة وُصفت داخل الأوساط الإسرائيلية بـ«الهزة السيبرانية»، وذلك عقب إعلان مجموعة قرصنة تُعرف باسم «حنظلة» مسؤوليتها عن العملية التي أطلقت عليها اسم «عملية الأخطبوط».
وجاء الإقرار بعد تضارب في الرواية الرسمية، إذ نفى مكتب بينيت في البداية وقوع أي اختراق، قبل أن يعود ويؤكد في بيان لاحق أن الاختراق تم عبر «وسائط خارجية» مكّنت القراصنة من الوصول إلى حسابه على «تليغرام».
من جهته، وصف بينيت ما جرى بأنه «محاولة اغتيال سياسي إلكترونية»، تهدف إلى عرقلة عودته المحتملة إلى المشهد السياسي، مدّعيًا أن جزءًا من المواد التي جرى تسريبها «مفبرك» ويقع في إطار الحرب النفسية.
وبحسب ما نشرته مجموعة «حنظلة»، فإن الاختراق طال هاتف بينيت من طراز «آيفون 13»، وأسفر عن تسريب 141 صفحة من الوثائق، تضم آلاف جهات الاتصال لمسؤولين دوليين بارزين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والشيخ محمد بن زايد، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إضافة إلى نحو 2000 ملف من سجلات الدردشة، كشفت كواليس سياسية وانتقادات لوزراء في الحكومة الحالية، ومقترحات لخطط ضغط اقتصادي.
ويرجّح خبراء أمن سيبراني في كيان الاحتلال أن الاختراق لم يستهدف الهاتف مباشرة، بل تم عبر جهاز كمبيوتر يحتوي نسخة احتياطية من بياناته، أو من خلال عملية «هندسة اجتماعية» استهدفت الدائرة الضيقة المحيطة به، وتحديدًا هاتف مساعدته «أفيا ساسي».
وفي أعقاب الحادثة، باشر جهاز الأمن العام (الشاباك) ووحدة «730» المختصة بتأمين الشخصيات الرسمية، تحقيقات موسعة للتأكد من عدم وجود برمجيات تجسس لا تزال نشطة على أجهزة مسؤولين آخرين.
وتعتبر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مجموعة «حنظلة» ذراعًا سيبرانيًا مرتبطًا بإيران، مشيرة إلى أن اختيار اسم «عملية الأخطبوط» يحمل دلالة ساخرة، في إشارة إلى «عقيدة الأخطبوط» التي كان بينيت قد روّج لها سابقًا في سياق المواجهة مع إيران.
ويرى مراقبون أن هذا الاختراق يشكّل ضربة رمزية لبينيت، الذي لطالما قدّم نفسه بوصفه خبيرًا ورائد أعمال في مجال الأمن السيبراني.

