المسار : أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني، اليوم السبت، إيقاف جميع العمليات الجراحية المجدولة والطارئة، نتيجة العجز الحاد في المستلزمات الطبية الأساسية، في خطوة تعكس التدهور غير المسبوق الذي يشهده القطاع الصحي في قطاع غزة.
وأوضح المستشفى، في بيان صحفي، أن “النقص الحاصل يشمل أدوية التخدير بأنواعها، والمحاليل الطبية الوريدية، ومواد ومستلزمات التعقيم، إلى جانب الأدوات الجراحية الضرورية لإجراء العمليات، ما يجعل الاستمرار في تقديم الخدمات الجراحية أمراً بالغ الخطورة على حياة المرضى”.
وأشار إلى أن “هذا القرار يأتي في ظل استمرار إغلاق المعابر، ومنع الجانب (الإسرائيلي) إدخال الأدوية والمعدات الطبية واللوازم الصحية، الأمر الذي فاقم من حالة العجز التي تعاني منها المستشفيات والمراكز الطبية، خصوصاً تلك التي تعمل في ظروف طوارئ واستقبال يومي لأعداد كبيرة من الجرحى والمرضى”.
وأكدت إدارة المستشفى أن “الطواقم الطبية تبذل جهوداً استثنائية للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات الصحية المنقذة للحياة، إلا أن نفاد المستلزمات الأساسية حوّل غرف العمليات إلى أقسام شبه مشلولة، لا يمكنها التعامل مع الحالات الحرجة، بما في ذلك إصابات الحوادث والحالات الجراحية الطارئة”.
وأضاف البيان أن “إيقاف العمليات لا يعني تراجع الحاجة إليها، بل على العكس، فإن أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى تدخل جراحي عاجل في ازدياد مستمر، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة، واستمرار العدوان، وارتفاع أعداد الإصابات”، محذراً من أن “استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح يمكن تفاديها في حال توفرت المستلزمات الطبية”.
ويأتي هذا التطور في سياق أزمة صحية متفاقمة يشهدها قطاع غزة منذ أشهر، نتيجة الحصار المشدد وإغلاق المعابر، الذي حال دون دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
وكانت وزارة الصحة ومؤسسات طبية محلية ودولية قد حذّرت مراراً من اقتراب المنظومة الصحية من الانهيار الكامل، مع نفاد مخزون الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية.
وخلال الفترة الماضية، أعلنت عدة مستشفيات في القطاع تقليص خدماتها أو إغلاق بعض الأقسام، بسبب نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى الاستهداف المباشر أو غير المباشر للمرافق الصحية، ما زاد من الضغط على المستشفيات العاملة، ومنها المستشفيات الميدانية.
ويُعد مستشفى الكويت التخصصي الميداني من المرافق الصحية التي لعبت دوراً محورياً في تقديم الخدمات الطبية، خاصة الجراحية، للجرحى والمرضى، في ظل خروج عدد من المستشفيات عن الخدمة أو عملها بطاقة محدودة.
ويؤدي توقف عملياته الجراحية إلى مضاعفة العبء على ما تبقى من مرافق صحية، التي تعاني بدورها من نقص حاد في الإمكانيات.
وطالب المستشفى في ختام بيانه المؤسسات الدولية والإنسانية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل العاجل والضغط من أجل فتح المعابر، والسماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل فوري، محذراً من أن “استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الأزمة يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى في قطاع غزة”.

