عربيفن وثقافة

افتتاح مهرجان جرش بمشاركة عربية واسعة

أُوقدت الشعلة وانطلق الفرح في المدينة العتيقة التي تحمل إرث وعصور حضارات عديدة. وبحضور رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة ومسؤولين أردنيين، وسفراء وقناصل عدد من الدول، انطلق مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ37، تحت شعار “ويستمر الفرح”، لتزين الرقصات الشعبية والفلكلورية مسرح المدينة، التي ابتهجت سماؤها بالأغاني والعروض.

وقالت وزيرة الثقافة، هيفاء النجار، في اليوم الافتتاحي، إن شعلة مهرجان جرش للثقافة والفنون توقد “بثقة وأمل” مشيرة إلى أن المهرجان “يمثلُ عنوانًا وطنيًا عريضًا في السرديةِ الوطنيةِ”.

وأضافت النجار “في هذا المساء الجرشي الأردني العربي الإنساني المعطر بحضوركم، تبزغُ نجمة جديدة تضافُ لعمر مهرجان جرش للثقافة والفنون، ويضيءُ قمرٌ ليتواصل الفعلُ الثقافي والفني الجاد بما تحمل مفردات المهرجان من قيمِ نبيلةٍ ليستمرَ الفرح”.

وتابعت النجار أن “مهرجانَ جرش، في المعنى العميق للزمانِ والمكانِ يمثلُ عنوانًا وطنيًا عريضًا في السرديةِ الوطنيةِ التي تقومُ على مراكمةِ الفعلِ الحضاري الإنساني، وكانت الثقافة، وما تزال تمثل النواة الصلبة لأركان الدولة الأردنية ورسالتها وخطابها، باعتبار الثقافة مدخلا رئيسا للتنمية الشمولية، وتحسين نوعية الحياة، وتمثل جسرًا للتواصل ومنصة للحوار بين الشعوب، ووسيلة للوعي والارتقاء بقيم الإنسان”.

وأضافت: اليوم نوقدُ شعلةَ المهرجان بثقةِ وأمل ما راكمَ المهرجان على الصعيد الثقافي والفني سواء ما كان ذلك بالمشاركة المحلية الكبيرة للمبدعين الأردنيين، والمشاركة الفاعلة للمجتمع المحلي، والحضور الكبير لضيوف المهرجان ومبدعيه من الدول العربية والصديقة الذين حملوا تراثهم بين ضلوعهم وحنايا قلوبهم، وجاءوا من سائر دول العالم ليكتمل الفرح الأردني بصنوف الموسيقى وألوان الغناء والتراث الشعبي ومدارس الشعر وحقول الأدب وأساليب الفن التشكيلي وفنون الحرف اليدوية والصناعات الثقافية والإبداعية”.

المهرجان الذي يمثل احتفالية موسيقية وطنية في الأردن، تتواصل فعالياته الفنية والثقافية والمسرحية والأدبية على مدى عشرة أيام بمشاركة أردنية وعربية ودولية.

وللمرة الأولى يحتضن المهرجان مشاركات لـ 7 دول عربية، بمجموع نحو ألفي فنان وشاعر وفرقة موسيقية أردنية وعربية وأجنبية، حيث تشارك من فلسطين اليكس خوري وجوقة بيات، ومن سوريا بتول بني والفنان بدر رامي وفرقة للقدود الحلبية، وكذلك كورال غاردينيا وكورال تناغم، ومن تونس تشارك المطربة غالية بنعلي، ومن لبنان المطربة عبير نعمة وجورج نعمة والاخوين شحادة، ومن العراق فرقة سومريات، ومن الأردن يشارك المطربون ثمين حداد ورامي شفيق وسامر أنور وسليمان عبود و عيسى السقار.

وقد حلّت مصر ضيف شرف على المهرجان، حيث يشارك نخبة من نجوم الفن المصريين في فعاليات المهرجان منهم الفنان هاني شاكر، والفنانة مروة ناجي، وعدد من الفرق الموسيقية والغنائية، اضافة الى فعاليات البرنامج الثقافي، والذي يشمل العديد من الندوات واللقاءات الحوارية، من بينها: أمسية تجمع الشاعرين أحمد الشهاوي وسامح محجوب.

كما تشارك في الفعاليات فرقة “طبلة الست” من مصر، والفرقة القومية للفنون الشعبية من تونس، وفرقة البتراء للفلكلور الشعبي من الأردن، والفرقة البحرينية للفنون الغنائية.

وقال أيمن سماوي المدير التنفيذي للمهرجان ، إن المهرجان يحتضن هذا العام اخوانه العرب بكل حب واحترام، حيث يشارك فيه 1000 مشاركا عربيا وعالميا، مما يدلل على قوة الفعاليات الثقافية والفنية والرسالة التي تقدمها للناس.

بدوره، قال رائد العتوم رئيس مجلس محافظة جرش: إن مهرجان جرش هذا العام يفوق كل السنوات الماضية من حيث التنظيم والفعاليات، حيث أصبح أسمه ملتصقا باسم المدينة، كما أصبحت المدينة تعرف بمهرجانها.

وحملت العروض الفنية عديدة على خشبة المسرح الروماني، لمسة إبداعية جديدة في افتتاحية المهرجان هذا العام، أثارت إعجاب الحضور وحماسهم.

وقالت الصحفية اللبنانية موناليزا فريحة ، إن مهرجان جرش بدأ بقوة من خلال العرض الرائع المكتمل العناصر، مما يبشر بمهرجان واعد خاصة أن أسماءً كبيرة ستشارك في المهرجان. مضيفة أن المهرجان كما عودنا بأن يكون على قدر التطلعات والطموحات.

ووصفت الفتاة زين الخطيب التي حضرت افتتاحية المهرجان، بأنه كان مشوقا وحماسيا. مضيفة في حديثها لوطن، أن الفقرات الفنية والغنائية كانت ممتعة والتنظيم كان رائعا.

وتتضمن فعاليات المهرجان عروضا فلولكلورية واستعراضي استثنائية التي تحكي تاريخ مدينة جرش والحضارات المتعاقبة عليها والأغاني الشعبية.

ويشمل البرنامج عرض مجموعة من المسرحيات والأفلام السينمائية إضافة إلى أمسيات شعرية وندوات فكرية وأنشطة ترفيهية بشارع الأعمدة وكرنفالا للأسرة والطفل بساحة مسرح الصوت والضوء.

وتقام على هامش المهرجان ندوة بعنوان “الإعلام والقدس” بجانب “سمبوزيوم الفن التشكيلي” و”سمبوزيوم جرش للأطفال”. كما سيشهد المهرجان أمسيات شعرية، ويُخصّص جناح لمصابي متلازمة داون لعرض إبداعاتهم.

ومن بين الدول المشاركة في المهرجان فلسطين، التي تتكئ في حنايا القلب لدى الأردنيين، لتنثر فنون وإبداعات شبابها في سماء الأردن الشقيق.

وأبرقت الفتاة عبلة التميمي رسالتها للشعب الفلسطيني  قائلة: رسالتنا الى الشعب الفلسطيني بأن يرسموا الابتسامة على وجوههم رغم كل الألم الذي يعانون منه، فيما الحاضر في المهرجان عبر حسين كتاب عن دعمه وتأييده للشعب الفلسطيني. متمنيا أن يتحرر الشعب الفلسطيني.

وبهذا المهرجان الذي يشكل عنوانا للسردية الوطنية للأردن والدول المشاركة، يستمر فرح الأردنيين ومن حلوا ضيوفا عليهم على مدار 10 أيام من فعاليات المهرجان.