أكثر من 1000 مستوطن يقتحمون الأقصى بذكرى احتلال القدس الشرقية-

اقتحم أكثر من ألف مستوطن المسجد الأقصى، الأربعاء، في الذكرى الـ57 لاحتلال إسرائيل القدس الشرقية.

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان مقتضب أن “1184 متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى بالفترة الصباحية، ويتوقع المزيد من الاقتحامات بعد صلاة الظهر”.

وأضافت أن “من بين المقتحمين وزير تطوير النقب والجليل إسحاق فاسرلوف، والنائب في الكنيست إسحاق كروزر”.

وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت دائرة الأوقاف بأن 821 مستوطنا اقتحموا الأقصى خلال ساعتين. ثم زاد العدد بمرور الوقت.

وقال شهود عيان إن مستوطنين حاولوا أداء طقوس تلمودية خلال اقتحاماتهم التي تخللتها رقصات.

واعتبر مسؤولون فلسطينيون أن “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة الأربعاء عدوانا صارخا على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأنها ستؤجج الأوضاع في المدينة.

مسؤول فلسطيني: مسيرة الأعلام الاستعمارية بالقدس ستؤجج الأوضاع

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح إن “مسيرة الأعلام الاستعمارية المقرر تنظيمها في مدينة القدس، اليوم الأربعاء، ستؤجج الأوضاع في المدينة”.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن فتوح قوله، في بيان صادر عن المجلس الوطني اليوم، إن “حكومة اليمين المتطرف التي ترتكب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري في قطاع غزة تسعى بكل الطرق لإشعال المنطقة وخلق حالة من عدم الاستقرار والعنف الأمر الذي سيدفع ثمنه دول المنطقة والإقليم”.

وأشار إلى أن “هذه الحكومة تمارس التطهير العرقي بالقدس من خلال تطويقها وعزل أحيائها والتضييق على أهلها، كما توظف وتخترع المناسبات من أجل تأكيد وفرض سيادتها عليها منتهكة كل القرارات الدولية والأممية”.

وشدد فتوح على “أهمية الرباط في المسجد الأقصى للتصدي لأي محاولة من جانب المتطرفين وحكومتهم العنصرية المشاركين في مسيرة الأعلام التهويدية”.

وقال إن “من يتخذ قرار “مسيرة الأعلام” وقرار الاقتحام اليومي للمسجد الأقصى هم نفس الجهات والمجموعات المتطرفة التي تملك القرار السياسي اليوم في حكومة الفصل العنصري”.

وحذر فتوح من “إجراءات الاحتلال التهويدية وانتهاكاته اليومية في القدس، والتي هدفها تغير الطابع الثقافي والتاريخي والحضاري والإسلامي”.

حماس: مسيرة الأعلام بالقدس “عدوان إسرائيلي على شعبنا ومقدساته”

كما أكدت حركة حماس أن المسيرة في القدس تمثل “عدوانا” على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وحذرت “الاحتلال من مواصلة سياساته الإجرامية تجاه المسجد الأقصى المبارك”.

وتابعت أن المسيرة تؤكد “نهج الاحتلال الساعي لتهويد المقدسات، وعدوان على مشاعر (…) المسلمين حول العالم”.

الأردن يدين اقتحام الأقصى ويعتبره استفزازا وخرقا للقانون الدولي

وأدان الأردن، قيام أحد الوزراء “المتطرفين” بالحكومة الإسرائيلية، وأعضاء من الكنيست، باقتحام المسجد الأقصى، معتبرا ذلك خطوة “استفزازية وخرق فاضح للقانون الدولي”.

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية، قالت فيه “أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين قيام أحد الوزراء المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء من الكنيست الإسرائيلي ومتطرفين، اليوم، باقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية”.

كما أدانت ما وصفته بـ”الممارسات الاستفزازية التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى، وسماح الحكومة الإسرائيلية بالقيام بما يسمى بمسيرة الأعلام في القدس المحتلة، وما يرافقها من عدوان على الفلسطينيين وممارسات عنصرية متطرفة، وفرض للقيود على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك وتقييد حركة الفلسطينيين في البلدة القديمة للقدس المحتلة”.

وأكدت أن “استمرار الاقتحامات بحق المسجد الأقصى وانتهاك حرمته، وممارسات المتطرفين المستمرة في القدس المحتلة ومقدساتها، وتقييد حركة الفلسطينيين، تمثل خطوة استفزازية مُدانة وخرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها”.

وشددت على أنه “لا سيادة لإسرائيل عليه أو على القدس الشرقية المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.

وطالبت “الخارجية الأردنية إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، واحترام حرمته، وفق البيان ذاته.

وحذرت من “استمرار هذه الانتهاكات”، داعيةً إلى “ضرورة احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بصفتها صاحبة الاختصاص الحصري، بإدارة شؤون المسجد الأقصى كافة، وتنظيم الدخول إليه”.

واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية “وادي عربة” للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994.

وفي مارس/ آذار 2013، وقع الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية تعطي المملكة حق “الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات” في فلسطين.

استنفار وحواجز أمنية بالقدس استعدادا لمسيرة الأعلام

وتشهد مدينة القدس الشرقية المحتلة، اليوم، إجراءات أمنية مشددة، استعدادا لمرور “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية، فيما دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى المشاركة في المسيرة.

ومن المقرر أن تمر المسيرة، الأربعاء، من ساحة باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس الشرقية، وهي تحتفي بالذكرى الـ57 لاحتلال إسرائيل المدينة عام 1967.

ويرفع المشاركون فيها أعلام إسرائيل، ويرددون هتافات عنصرية معادية للعرب، منها “الموت للعرب” و”لتُحرق قريتهم”، وعادة ما تتسبب بتوترات في المدينة.

وقال شهود عيان للأناضول إن الشرطة استنفرت آلافا من عناصرها، وأقامت حواجز في مداخل البلدة القديمة، حيث ستمر المسيرة.

والاثنين، أعلنت الشرطة أنها ستنشر 3 آلاف من عناصرها في القدس لحماية المسيرة.

وتبدأ المسيرة من القدس الغربية، ثم تمر بمناطق في البلدة القديمة، وبعدها إلى الحي الإسلامي في البلدة، وصولا إلى حائط البراق.

وعادة ما يتجمع آلاف الإسرائيليين في ساحة باب العامود، ويرقصون بأعلام إسرائيل، مع ترديد هتافات عنصرية ضد الفلسطينيين والعرب عامة.

ويشارك في المسيرة وزراء ونواب يمينيون. وأعلن بن غفير، زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، مشاركته فيها، وكتب عبر منصة “تلغرام” الأربعاء: “بانتظاركم في القدس اليوم”.

وحسب شهود عيان، قام عشرات اليمينيين الإسرائيليين منذ مساء الثلاثاء بجولات استفزازية في البلدة القديمة وباب العامود، وهم يحملون أعلام إسرائيل، ويرددون أغانٍ إسرائيلية.

وتتخلل المسيرة عادة اعتداءات على السكان الفلسطينيين والمحال التجارية الفلسطينية في البلدة القديمة.

وتمنع الشرطة الفلسطينيين من التواجد في ساحة باب العامود، حيث يتم التجمع المركزي للمسيرة وما تُسمى بـ”رقصة الأعلام”.

وبمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية، اقتحم 821 مستوطنا المسجد الأقصى خلال ساعتين صباح الأربعاء، حسب بيان لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بشكل مكثف على تهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة ولا بضمها إليها في 1981.

(وكالات)