الرؤية والمستقبل الفلسطيني في ظل الخذلان

عبد الرحمن حسن غانم

كاتب وباحث مسؤول المنتدى الأكاديمي الديمقراطي

يعيش الشعب الفلسطيني حالة من الخذلان الإقليمي والدولي والعالمي منذ الانتداب البريطاني مرورا بالاحتلال الصهيوني، وهذا الخذلان لم يأتي من فراغ لارتباط بعض القيادات على مر الوقت باجندات اقليمية ودولية، رغم وجود نوع من الاستقلالية الفلسطينية التي كانت تأهل الشعب الفلسطيني ليكون من المقررين في منطقتنا الشرق اوسطية (العربية)، لتميز فلسطين جغرافيا ومناخيا ودينيا وثقافيا.

حتى يومنا هذا يمر الشعب الفلسطيني في نفس الخذلان الذي جربة وبنفس الأسباب التي تجعل الآخرين يخذلونة على مدار ما يقارب قرن من الزمانوترجع هذه الأسباب إلى عدم الاتفاق على برنامج ووطني واستراتيجية وطنية والتخلي عن الارتباط باجندات اقليمية ومعادات بعض الانظمة والتدخل بشؤون الآخرين.

يعيش قطاع غزة العدوان بعد العدوان وحوارات ماليا واقتصاديا لم يعيش بلد في العالم من قبل وليس الضفة الفلسطينيه معزل عن هذا الوضع الصعب بل أيضا هي الأخرى يمارس عليها هذا الفعل لكن قطاع غزة الذي يعيش للشهر العاشر حربا لم تبقي شيء قائم على الأرض، ولم تجعل الفصائل الفلسطينية تتفق على برنامج للتصدي لهذا العالم الظالم، ولم يدركوا ان اتباع الاجندات لم يعطيهم امن وامان ودولة مستقلة.

لقد حصدت الحرب المستمرة على قطاع غزة اكثر من 40 ألف شهيد وما يزيد عن 10 آلاف مفقود ناهيك عن الجرحى والاسرى ولا يوجد حتى الآن وفدا فلسطينيا ماحدا من الفصائل والسلطة الفلسطينية ليتفقوا على ما نريد جميعا لنكون موحدين أمام العالم حتى لا نبقى مشتتين متفرقين.

المستقبل الفلسطيني لا يكون دون رؤية والرؤية لا تكون دون اهداف والأهداف يجب العمل عليها لتحقيقها ولتحقيقها علينا أن نتوحد تحت مطلب واحد هو الفلسطيني اولا وفلسطين ثانيا، لا تجعلوهم يستمرون بخذلانكم باعطائم الأسباب والحجج بل اجعلوهم داعمين لنضالاتكم وتضحياتكم مؤيدين لقراراتكم…. بوحدتكم فقط تنتصرون.