الهدهد: تكتيك وليس استراتيجية

مقال من معاريف بقلم جاكي خوجي

تُعتبر الضربة التي وجهها الكيان لحزب الله هذا الأسبوع واحدة من أكثر العمليات جدلًا في تاريخ الصراع الذي يمتد لأكثر من 40 عامًا. تشير التقارير إلى أن عناصر الحزب كانوا مجهزين بأجهزة استدعاء، دون أن يدركوا أنها تحتوي على قنابل يمكن تفجيرها عن بُعد. تصاعدت المخاوف في لبنان، حيث اعتبر السكان أن أي جهاز كهربائي مستورد قد يكون قنبلة خفية، مما أدى إلى حالة من الفزع في المجتمع.

من الناحية الاستخباراتية، تُعد العملية إنجازًا لجهاز الأمن الصهيوني، وقد ظهر هذا واضحًا من رد فعل نصرالله، الذي عانى من حرج أمام الجمهور اللبناني بعد هذه العملية. وأشارت التقارير إلى أن مئات من عناصر الحزب تعرضوا للإصابات، مما يمثل ضربة لشرفهم وأيضًا لصدقيتهم.

تحدثت الصحافة عن تغيرات محتملة في أسلوب القتال، حيث أشار إبراهيم الأمين، الصحافي المقرب من حزب الله، إلى أن الحزب قد يتجه نحو استخدام تكتيكات أكثر عدوانية، بما في ذلك استخدام صواريخ دقيقة أو حتى غزو بري. إلا أن هذه الاستراتيجية قد تجر إلى ردود فعل أكثر حدة من الكيان، مما يزيد من تعقيد الوضع.

  1. يبدو أن نصرالله في موقف حرج، حيث فقد الدعم الشعبي، ولم تحقق أهدافه العسكرية. ومع ذلك، لديه دعم إقليمي من إيران وحلفاء آخرين. هذا الدعم قد يمكّنه من مواجهة الأوضاع الحالية، لكنه يواجه تحديًا كبيرًا في الحفاظ على السيطرة على الوضع.

في النهاية، تُعد هذه العملية تكتيكية وليست استراتيجية. على الرغم من أنها قد تُذكر لفترة طويلة، إلا أن النتائج قد لا تكون كافية لإعادة الوضع الأمني إلى ما كان عليه. في حال اندلعت حرب، ستكون الكلفة باهظة، والنتائج غير مضمونة، مما يشير إلى أن الصراع مع حزب الله لن يكون سهلاً أو سريعًا.