جدعون ليفي : “حلوى في الشوارع”.. للإسرائيليين: أتظنون أن “شريكتكم في الإبادة والحقارة” ستدوم لكم؟

تجول مراسل القناة 13 في شوارع تل أبيب الكبرى ووزع الشوكولاتة على المارة. صحافي معروف وله شعبية، لا فكرة لديه عن مهمته، وزع الشوكولاتة على المواطنين المتعبين الذين لا يتذكرون إسرائيل أخرى. لم يوزعوا الشوكولاتة هنا ببث حي ومباشر بسبب عملية تصفية. لم نصل إلى هذا الحضيض ذات يوم.

مراسل آخر، معروف وأكثر شعبية وهو بن كسبيت، ممثل “الوسط المعتدل” المقنع، نشر في شبكة “اكس”: “تم سحق حسن نصر الله ومات كالسحلية، هكذا يجب أن تكون نهايته”، وكأنه هو الذي سحق حصنه بيديه. هذه الوطنية البربرية رفعت رأسها أمس. ارتفعت في إسرائيل أصوات الفرح. كان النازيون قد وصفوا اليهود بالفئران، وها هو حسن نصر الله يوصف بالسحلية. من يعارض ذلك؟ الفاشيون المتطرفون كانوا يتحصنون في الكنس بانتظار النجوم الثلاثة ليصبوا المياه النتنة لسرورهم المرضي، لكن من نفذ المهمة في هذه الأثناء أتباع بن كسبيت، المحترمون والمتنورون.

“عشنا وشفنا”، كتب شخص، وكان يعبر عن رأي كثيرين. لم تتبين بعد أبعاد الموت الذي زرعته الثمانون قنبلة الخاصة التي جاءت من الولايات المتحدة، لكنها لن تفيد بشيء داخل إسرائيل. 100 شخص بريء أو 1000، وحتى 10 آلاف طفل ميت، لم تعد تغير أي شيء في المزاج الإسرائيلي. لماذا لم تكن قنبلة نووية صغيرة؟ في نهاية المطاف، قتلنا هتلر. لا يجب أن تكون محطماً متسلسلاً للفرح لتتساءل علام ولماذا هذا الفرح؟ هل بات وضع إسرائيل هذا الصباح أفضل من صباح أمس؟ ارتفع مزاج معظم الإسرائيليين الآن بعد سنة صعبة، وعادت معه عبادة الجيش (الجميع) والإعجاب بنتنياهو (ليس الجميع). ولكن ما الذي تغير؟ لقد كان حسن نصر الله يستحق الموت لأنه كان عدواً لدوداً لإسرائيل (أيضاً للبنان). فقتله لن يساعد في إنقاذ إسرائيل بشيء.

يجب أن ننظر حولنا في الأسبوع الأول بدون حسن نصر الله. الضفة الغربية على شفا الانفجار. إسرائيل عالقة بلا مخرج في غزة المدمرة، والمخطوفون عالقون أيضاً. شركة تصنيف الائتمان موديس خفضت اقتصادها إلى الحضيض. المذبحة الجماعية التي بدأت في قطاع غزة تنتقل الآن إلى لبنان. نصف مليون شخص هجّروا من بيوتهم، إضافة إلى المليوني غزي الذين يهيمون هنا وهناك بدون شيء. ولكن مرحى، قتلنا هتلر. الأفضل عدم التحدث عن مكانة إسرائيل الدولية. كان يكفي النظر إلى الجمعية العمومية أول أمس أثناء إلقاء نتنياهو لخطابه. والوضع الأمني أسوأ مما يبدو. انتظروا الحرب الإقليمية التي ترفع رأسها. أول أمس، اقتربنا منها بخطى كبيرة. في هذه الأثناء، تعيش الدولة في حالة رعب. عشرات آلاف المخلين من الشمال لم يقتربوا أول أمس من بيوتهم ولو خطوة واحدة. إسرائيل مسرورة من سقوط عدوها.

في السنة الأخيرة، تحدثت إسرائيل بلغة واحدة، لغة الحرب والقوة، بدون كوابح. ما يذهب العقل هو التفكير بأن ملايين الأشخاص فقدوا عالمهم بسبب ذلك. في الوقت الذي كانت فيه الصواريخ تقصف الضاحية على أصوات صرخات الفرح، كان ملايين الأشخاص في غزة والضفة ولبنان يبكون سوء مصيرهم وقتلاهم وفقدان ممتلكاتهم وما بقي من كرامتهم، ولم يبق لهم شيء. هذا ليس وضعاً واعداً لإسرائيل. سواء أكان حسن نصر الله حياً أو ميتاً فسيتفجر البركان ذات يوم. بالاعتماد على الولايات المتحدة – الشريكة الحقيرة في المذابح في غزة والحرب في لبنان، والتي لم تفعل شيئاً لمنعها، باستثناء ضريبة بايدن وبلينكن الكلامية الجوفاء العاجزين أمام نتنياهو – إسرائيل، تعتقد أنه يمكنها الاستمرار في ذلك إلى الأبد. وهي أيضاً لا ترى أي احتمالية أخرى.

لم يكن هذا ليحدث بدون دعم واشنطن. لن تبقى الولايات المتحدة هكذا إلى الأبد، مع الأخذ في الحسبان توجهاتها الانفصالية. ما الذي سيحدث عندها؟ تهنئة حارة على تصفية حسن نصر الله علامة جيدة وحظ جيد، وريثه يسخن الآن على الخطوط، وسيكون أخطر منه، استناداً لتجربة الماضي. ماذا بشأن إسرائيل؟ ستصفيه أيضاً. ستوزع الشوكولاتة على المارة مرة أخرى.